الثلاثاء, 18-ديسمبر-2012
لحج نيوز - محمد الصبري بقلم/محمد الصبري -
ما من شك بان وصول جميع الاطراف الى قناعة تامة بان الحوار هو السبيل الوحيد لحل مشاكل البلاد شيء يبعث في التفوس الامل ويدفع بالمواطن البسيط الى التفكير بغد افضل بصرف النظر عن امكانية تحقق ذلك في المستقبل من عدمه .

لكن ثمة امور اخرى تجلب القلق والشك معا خاصة تلك التي تتعلق بالمحاصصة ونسب التمثيل لكل طرف في الحوار حيث يتراوح عدد المشاركين في الحوار ماا يقارب ال
760 مشارك من مختلف القوى والاحزاب والمنضمات حيث سيشارك ( المؤتمر ب 112 ممثل , الاصلاح 50 , الاشتراكي 37 , الناصري 30 . الحوثي 35 , الحراك 185 , الشباب 145 حصة المستقلبن 40 و 100 لبقية الشباب , المرأة 40 , منضمات المجتمع المدني 30 . المجلس الوطني وبقية الاحزاب المشاركة في حكومة الوفاق 20 , حزب العدالة والبناء 7 , حزب الرشاد السلفي 7 , واخيرا حصة الرئيس هادي 62 ممثل )

هذه النسب والاعداد بكثرتها ستكون ابرز العقبات التي ستؤثر سلبا على مسار عمل لجنة الحوار خاصة في ضوء ما طرح وذلك بان القرارات ستكون كلها بالتوافق وينسبة 90% لاي قرار وهذا الامر ربما سيواجه تعثرات كثيرة ومن المستحيل ان تمضي عجلة الحوار كما ينبغي والاجواء ملبدة بسحب الصراعات وغبار الحروب .

ليس من المنطق ان نستبق الامور ونحكم على الحوار بانه سيفش ولكن بالمقابل فانه لايمكن للمتحاورين ان يصلوا الى الحل في ظل المحانكات والمهاترات والتحريض المتبادل اما تصريحا او تلميحا فصالح مايزال موجودا ومطالب الثورة بعضها قيد التنفيذ والجزء الاكبر منها ما يزال في مربع الغموض والشك .

اما فيما يتعلق بالشباب فان نسبتهم ايا كانت لن تؤثر في تغيير المعادلة كون ممثليهم 40 مستقل و 100 شاب من الاحزاب مع ان الاحزاب لديها ممثلين باسمها كاحزاب ومن اعضائها ورموزها في بقية مكونات الحوار حيث يتراوح عدد المشاركين منها حوالي 540 من اصل 760 مشاركا في الحوار . وهنا يكمن جشع الاحزاب وسيطرتها على مجريات الحوار وقيادة دفته ويكمن ايضا عجز الشباب والمستقلون في فرض رؤاهم وتطلعاتم بشان التغيير والثورة السلمية التي اشعل شرارتها الشباب والمستقلون وركب موجتها الاحزاب والمتصارعون على حلبة السياسة المترعة بالفوضى والغباء والتخلف .

لكن وبالرغم من ذلك فان روح الاخاء لم تزل قائمة بين الغالبية عدا بعض الموتورين والخائفين من ضياع مصالحهم او عدم تحقق ماربهم الشخصية الضيقة . كما إنها لفرصة تأريخية ان يكون لشباب اليمن شرف المشاركة في رسم ملامح الدولة المدنية الحديثة التي نادوا باقامتها منذ الوهلة الاولى لانطلاق ثورتهم السلمية ثورة شباب فبراير التي شكلت نقطة تحول تاريخي اسهمت في دخول اليمن مرحرحلة جديدة وبدء محطة البناء بوتيرة متسارعة تزامنا مع ثورات الربيع العربي وكذا استجابة للنداءات المطالبة بالتغيير منذ عقود .
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 22-أكتوبر-2024 الساعة: 03:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-24072.htm