لحج نيوز/متابعات -
في يوم انعقاد قمّة أميركيّة سعوديّة في البيت الأبيض، كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، عن أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز صرح بكلام "عنيف" حين استقبل وزير الدفاع الفرنسي هيرفي موران في الرياض في الخامس من الشهر الجاري، حرفيّته: "هناك دولتان في العالم لا تستحقان الوجود، هما إيران وإسرائيل".
وحاولت الصحيفة الفرنسية وفقاً للتقرير الربط بين هذا التصريح، الذي نقلته عن مصادر فرنسية عسكرية وأخرى دبلوماسية، وما سبق لصحيفة "تايمز" أن نشرته في 14 حزيران الجاري، عن اتفاق سعودي ــ إسرائيلي للسماح للمقاتلات الاسرائيلية باستخدام قسم من المجال الجوّي السعودي لقصف المواقع النووية الإيرانية، رغم أنّ الرياض نفت نفياً قاطعاً صحة هذه المعلومات.
ووصفت "لوفيغارو" هذا التزامن بين كلام عبد الله عن إيران، وتحقيق "تايمز"، بأنه "مفارقة الروزنامات". تصريحات لم يعرف إن كانت مدار بحث بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والملك السعودي، الذي يرتقب أن يلتقي أيضاً الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس بعد أيام معدودة. واستقبل أوباما العاهل السعودي في وقت يسعى فيه إلى دفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدماً وإلى زيادة الضغط على إيران بسبب برنامجها النووي، وفي وقت حرج من الحرب في أفغانستان، حيث تتكبّد القوات الأطلسية والأميركية أدمى خسائرها منذ بداية الغزو في أواخر 2001.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه بحث والعاهل السعودي الملك عبد الله عملية السلام في الشرق الأوسط وأهمية قيام وطن للفلسطينيين إلى جانب دولة إسرائيلية قوية. وقال أوباما أن اجتماعه على الغداء مع الملك عبد الله تناول عددا من القضايا الاستراتيجية من بينها برنامج إيران النووي وباكستان وأفغانستان بالإضافة إلى "أهمية المضي قدما بخطى ملموسة وجريئة لضمان قيام وطن فلسطيني جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيلية آمنة ومزدهرة".
وقال البيت الأبيض أن أوباما والملك عبد الله أعربا عن "دعمهما القوي لجهود الدول الخمس زائدا واحدة في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي، وحثا إيران على الوفاء بالتزاماتها الدولية بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتابع البيت الأبيض أن الملك السعودي والرئيس الأميركي "أعربا عن أملهما أن تؤدي المحادثات غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى استئناف المحادثات المباشرة مع هدف دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وامن".
كما بحث أوباما وعبد الله، بحسب البيت الأبيض، "أهمية استئناف المسارين السوري الإسرائيلي واللبناني الإسرائيلي من أجل تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط. ورحب الرئيس بقيادة الملك المستمرة في دعم مبادرة السلام العربية". وتطرق الحديث أيضا إلى دعم واشنطن والرياض الحكومة اللبنانية "في سعيها إلى الحفاظ على سيادتها، وأهمية الاستقرار في اليمن، والحاجة إلى تشكيل حكومة وحدة في العراق". من جهته، وصف الملك عبد الله أوباما بأنه "رجل محترم ورجل طيب"، وأضاف "لا أقول ذلك من اجل المجاملة. أقول هذا لأنها الحقيقة كما اسمعها من الناس حول العالم".
الزيارة الرسمية الأولى للملك عبد الله إلى واشنطن، كانت في العام 1976 حين اجتمع بالرئيس جيرالد فورد، فيما كانت أول زيارة ملكية إلى البيت الأبيض في كانون الثاني عام 1957 في عهد الرئيس دوايت ايزنهاور. وقد تذكر كل من أوباما وعبد الله الاجتماع الثنائي الأول في تاريخ العلاقات الأميركية السعودية بين الرئيس فرانكلين روزفلت والملك عبد العزيز على متن حاملة الطائرات "كوينسي" في 14 شباط عام 1945، حيث اعتبر أوباما أن العلاقة بين البلدين كانت "قوية واستراتيجية" منذ هذا اللقاء، فيما أعرب الملك عبد الله عن تقديره لجهود أوباما لتعميق هذه العلاقات قائلا: "آمل انك ستكون قادرا على الاستمرار في العمل معنا على تحسين هذه العلاقة لسنوات عدة أخرى".
وختم الملك السعودي بصلاة يتمنى فيها تفادي غضب الإعلام "من كل الأشياء السيئة التي يمكنه فعلها بنا"، وقد وصفها أوباما بأنها "ممتازة". ويقول محللون أن السعوديين يريدون من أوباما أن يتخذ موقفا أقوى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن محادثات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين وبشأن تجميد المستوطنات اليهودية. ويلتقي نتنياهو مع أوباما في السادس من يوليو تموز.
وبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات غير مباشرة مع الفلسطينيين في مايو أيار لكنه فرض شروطا صارمة لقبول طلبهم إقامة دولة. وفضلا عن ذلك قال وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان في وقت سابق أن المشكلات التي تعترض المحادثات والانقسامات فيما بين الفلسطينيين تعني انه لن يكون ممكنا إقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2012.
وكانت هذه فيما يبدو إشارة إلى دعوة رباعي الوساطة من أجل السلام في الشرق الأوسط الذي يضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق بحلول ذلك الوقت. |