السبت, 21-أغسطس-2010
لحج نيوز - 
لم تكن تلك الصورة التي نشرتها المجندة المراهقة بنوع من السخرية على موقعها الخاص بالفيس بوك ومن ثم تناقلتها بعض وسائل الإعلام الدلاله الوحيدة التي تظهر أن الجيش الإسرائيلي هو لحج نيوز/بقلم: بهاء رحال -

لم تكن تلك الصورة التي نشرتها المجندة المراهقة بنوع من السخرية على موقعها الخاص بالفيس بوك ومن ثم تناقلتها بعض وسائل الإعلام الدلاله الوحيدة التي تظهر أن الجيش الإسرائيلي هو جيش بلا قيم وبلا أخلاق وبلا عقيدة إنسانية ، بل هي إحدى الصور الشاهدة على ممارسات هذا الجيش وأفعاله اليومية وهي تأتي في شكل يؤكد إستمرارية نهج الثقافة العنصرية التي يحملها ومجموعة المعتقدات النازية التي يتحلى بها كل من إنخرط في صفوفه ، هذه الثقافة المستمدة من عقيدة عصابات الهاغاناه وشتيرون وغيرها من العصابات الاسرائيلية التي كانت النواة الأولى لتشكيل الجيش الاسرائيلي ومنها إستمد ثقافته وتمترس خلف عنصريته حتى كان ولا زال جيشاً همجياً قاتلاً بأمتياز دون خجل ودون واعز حيث ظل طوال عقود من الزمن يحافظ على هذه العقلية وهذه الأفكار العنصرية كجزء من مبادئه اللا أخلاقية التي تدرس في المدرسة العسكرية الاسرائيلية وكنهج من عملية التعبئة التي تُغذي بها أفكاره ومعتقداته ومنطلقاته العدوانيه .

تلك المجندة التي عبرت عن سعادتها بهذه الصورة التي جمعتها مبتسمة بجانب عدد من الأسرى الفلسطينيين وهم معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي بينما هي تبتسم لعدسة الكاميرا فرحة بما تفعله دون أي واعز أخلاقي ودون أدنى مقومات الأنسانية وبلا أخلاق ، وهذا الشكل يدل على عنصرية العقيدة التي يحملها هذا الجيش والثقافة التي يستمد منها أفكاره ونهجه وممارساته دون خجل ، ولم تكن هذه الحالة سوى إحدى الحالات التي ظهرت الى وسائل الإعلام ولكن كم من الحالات خفيه وبعيده عن وسائل الاعلام فما يقوم به هذا الجيش بالخفاء أفظع بشاعه ولا يوصف بكلمات ولا يتصوره العقل .

جيش بلا أخلاق بلا قيم ، هو جيش الاحتلال الإسرائيلي هذا الجيش الذي لم نكن بحاجة الى صورة أو مجموعة صور لنعرف بشاعته وعنصريته التي نعايشها كل يوم ، فنحن على يقين تام بأنهم ليسوا من صنف البشر وما هذه الحادثة إلا جزء بسيط مما نعايشه ونعرفه وأن هذه الصورة وغيرها ما هي إلا أدوات توثيقية تضاف الى السجل الدامي الطويل لهذا الجيش المليء بالعنصرية والنازية وعمليات الإجرام ، وهي شاهد حقيقي على أن هذا الجيش لا يمكن أن يغير نهجة لأن عقيدته مبنية على ثقافة العدائية والكراهية وهي ثقافة لا تزول إلا بزوال هذا الجيش وإنهياره .

إذا كانت هذه الصورة لتلك المجندة التي رح بها غرورها الى هذا الحد وقد بدلت دورها الطبيعي كأنثى وكأنسانة بالدرجة الاولى بدور الوحش المفترس وتبتسم كالثعلب بمكر ودهاء وتكشف عن وجهها الحقيقي اللا إنساني المستمدة من العقلية التي تقوم عليها دولة الاحتلال ، فإن ما كتبته من عبارات وكلمات تؤكد أن القتل وارتكاب المجازر والعدائية للبشر هي عقيدة مستمدة من الثقافة العنصرية المتراكمة المتراثة جيلاً بعد جيل ، تلك الثقافة التي أرتضت أن تسرق أرضاً ليست لهم وتاريخاً ليس ملكهم وهي نفسها التي تحاول اليوم سرقة المسجد الاقصى والحرم الإبراهيمي وكافة المقدسات العربية الفلسطينية الاسلامية والمسيحية في مسلسل لا يتوقف والهدف منها تكريس الإحتلال وتزوير التاريخ الحقيقي لهذه الأرض .

مشاهد عبرت عنها هذه الصورة وهي توثق الثقافة النازية والعقلية العنصرية بالصوت والصورة والمشاهد الحية التي لم تقتصر على الفلسطيني فحسب بل أصبح الكثير من العالم يعرفها وقد لامسها وعايشها خاصة أولئك الذين يتضامنون مع قضيتنا والذين عرفوا جيداً عن قرب عقلية هذا الجيش وعقيدته وعرفوا عدوانيته ولامسوا ممارساته بالاحتكاك المباشر من خلال قوافل المتضامنين فسقط منهم الشهداء الاسرى الذين ذاقوا بشاعة الترحيل والإجبار على الخروج كي لا يكشفوا كثيراً من الحقائق التي تخفيها إسرائيل في كل يوم عبر ما تقوم به من ممارسات بحق الفلسطينيين .

صورة نشرتها مراهقة بالجيش الاسرائيلي أظهرت وجهاً من أوجه الهمجية والعنصرية التي يمارسها هذا الجيش بحق الشعب الفلسطيني وما خفي كان أكبر وأعظم.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 22-أكتوبر-2024 الساعة: 03:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-7501.htm