لحج نيوز/بقلم:وهيب الذيباني -
الديمقراطية هي منظومة سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية متكاملة، وهي أداة سلمية لإدارة أمور المجتمع وشئون الدولة بكل مرونة ويسر، ويجب أن يتم ترسيخها في المجتمع كسلوك وثقافة في مختلف نواحي الحياة اليومية، وتتمثل في مفاهيم وقيم وأفكار تتم ترجمتها إلى قوانين ولوائح تعمل بها مؤسسات الدولة في مرافقها وإداراتها مع كل أفراد المجتمع دون تمييز، ومن الضرورة أن تواكب هذا التغير تثقيف شعبي وتوعية كافية بمفاهيم الديمقراطية، وتعليم مبادئها للطلاب في المدارس، وتربية الأطفال عليها في البيوت، وتدريب الكبار عليها وغرس مبادئها في عقولهم وأذهانهم لكي تتحول إلى سلوك عند الفرد والأسرة والمجتمع والأحزاب ومؤسسات الدولة وتصبح من أساسيات الحياة اليومية .
ويجب أن تقترن الديمقراطية بالممارسات السلوكية الايجابية للأفراد، وتطبيق القوانين، وتنظيم وهيكلة مؤسسات الدولة، وحرية تشكيل أحزاب سياسية، والتداول السلمي للسلطة، واستقلال القضاء، وحرية الرأي والرأي الأخر، والعدل والمساواة والشفافية، واحترام الحريات العامة، وحرية الصحافة، والأيمان بحرية الإنسان في اختياره لأفكاره، وحقه في إبدائها بحرية تامة، ومسائلة ومحاسبة الحكومة وأجهزتها المختلفة، والمساواة في الحقوق والواجبات ، وتحديد الأوليات والأساليب التي تساعد على نشر الديمقراطية وتثبيتها لدى المجتمع ككل بما تواكب التقدم في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسة .
والديمقراطية هي عبارة عن تطور واسع النطاق يشمل الجوانب الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية معاً، ولن يتم الوصول إلى الديمقراطية الحقيقية إلا بممارسة ناضجة وسوية من الحاكم والمحكوم، من الطالب والمعلم، من الأب والابن، ولا تنضج ألا بأعداد لها أساسات راسخة، وبناء لها قواعد منغرسة في عمق الثقافة الاجتماعية، والتدرج فيها وفق قدرة المجتمع التي يتعامل معها وقابليته لها، حتى يتم توسيعها وتطويرها مع مرور الزمن حتى تصبح راسخة في عمق الثقافة الاجتماعية .
كما أن الديمقراطية في بعض الأحيان تتحول إلى أداة قاتلة تفتك بأصحابها، وتعكس نظرة سلبية على مفهومها الحضاري العريق، خاصة عندما يتم فرضها على المجتمع فرض دون علمهم بأهميتها وذلك من قبل أشخاص لا تمثل معاملاتهم سلوكا ديمقراطيا، وصاحبتها منذ البداية ظواهر سلبية واختلال في عمل مؤسسات الدولة فإنها سرعان ما تتحول إلى فوضى وتتسبب في انعكاسات سلبية ومشاكل وأزمات سوف تتسبب في خلخلت امن واستقرار البلد وقد تكون نتائجها وخيمة لهذا لابد إن تشمل حملة التوعية ابتدأ من القائمين عليها حتى تصبح تصرفاتهم ديمقراطية بعدها يتم نقلها للمجتمع تدريجياً .