لحج نيوز/بقلم:د-عادل رضا -
كلمة حق يراد به باطل , أن تلك الكلمة الخالدة للأمام علي بن أبي طالب عليه السلام هي أحدي عبارات الخلود التي انطلقت من التاريخ لتعيش مع الأيام و تمر عبر الزمان لتصل إلي المستقبل, و معها نعيش الوعي و البصيرة و بها نتحرك لنعيش مع فكر الإمام عليه السلام حاضرنا.
أن كلام الحق الذي يراد به الباطل كثير في زمننا هذا و أزمنة أخري , و هذه العبارة الخالدة للأمام علي بن أبي طالب عليه السلام , التي تريد منا قراءة الممحي و ما وراء السطور.
أن الإمام عليه السلام يريد منا أن نكون من الذين يعيشون الوعي و البصيرة في حياتهم و أن لا نكون ممن يستهلكون السياسة , و ممن يتقبلون أي حراك عاطفي مثير للعواطف بعبارات رنانة .
أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يريد للناس المؤمنين أن يكونوا علي خط المسئولية من خلال معرفة ما وراء السطور.
جري في الساحة الكويتية مؤخرا صدام عنيف بين قوات الأمن الداخلي و منظمين ندوة خرجت عن السيطرة , و لما للأمر من تفاعلات اجتماعية و سياسية , أردت المشاركة بالرأي حول هذه المسألة.
في الساحة الكويتية أمور تجري بشكل مؤسف و يتم تصوير الأمر لمن يعيش خارج البلد علي أنه احتقان و صراع دموي و ما شابه من هذه الأمور و يتم الإيحاء علي أن هناك طرف للخير ضد طرف للشر , ضمن الأجواء الهوليودية السينمائية التي يريد البعض أن يعيشها و يوحي لمن هم خارج البلد أنها معاشة.
أن خلفيات المسألة جدلية بمعني لها أكثر من جانب لذلك الكل ...يستطيع أن يتبني موقفا مختلفا و هنا يختلط السواد مع البياض بمعني ليس للأحد امتلاك الحقيقة..
أحدي هذه الخلفيات لما وراء الصورة ,أن البعض ممن يتصدرون العمل البرلماني في الكويت يعيشون عقدة نفسية و رغبة عميقة في الهستيريا الاستعراضية مما يتنافي و يتعارض مع الرزانة المفروض تواجدها في رجل للدولة متواجد في السلطة التشريعية.
أن هناك مراهقة سياسية و طفولية عند هؤلاء شجعها تواجد عدد ضخم من وسائل الإعلام الخاصة التي تبحث عن ما هو مثير من باب الاستفادة المادية بعيدا عن المسئولية الشرعية و الوطنية.
أن وسائل الإعلام غدت و أججت العقد النفسية عند هؤلاء فأصبحوا هستيريين بشكل أضخم من السابق بشكل مكشوف عند المتخصصين في علم النفس.
من ناحية أخري أخذ منحي دنو الطرح و شوارعية الخطاب و امتهان كرامات البشر بعيدا عن نقد أعمالهم هو ما يجسد الخطاب للبعض من هؤلاء.
و للأسف أخذت هذه التصرفات بالازدياد و الكبر حتي أصبحت موجة في الواقع الكويتي ( سب و شتم و صراخ و قلة أدب و انحدار في طرح ألي أسفل السافلين)
نتحرك من هذه المسألة لنطرح أمرا خطيرا لاحظنا وجوده ضمن المواقع الإعلامية الالكترونية التي يسيطر عليها أدعياء الدفاع عن الدستور الكويتي , و هذا الأمر الخطير هو استخدام مفردات و أجزاء من الخطاب الصدامي ناهيك عن تقديس مبطن لشخص صدام حسين , نراه في هذه المواقع التي ترفض أي نقد و أي مساس بطاغية العراق المقبور , و هي نفس المواقع الالكترونية التي تتحرك بالسباب و الشتائم ضد رجالات الكويت و قياداتها , و تتحرك في نفس الوقت طائفيا ضد أحدي أهم مكونات الشعب الكويتي و هم المسلمين الشيعة و توجه لهم الخطاب الصدامي ( فرس , مجوس , رافضة,,,الخ)
و هذا الخطاب هو نفس خطاب المقبور صدام حسين و ألته الإعلامية الغوبلزية.
أن عقلية تربت علي كتب أستخباراتية وزعتها أجهزة صدام هذه هي العقلية التي تسيطر ألان علي نوعية غريبة من الذين يتصدرون العمل البرلماني و من يتبعونهم في الشارع أو في المواقع الإعلامية..
بغض النظر عن رأينا من شخصية هنا و شخصية أخري هناك و لكن هناك انحراف عن ما تعود عليه الكويتيون الحقيقيين من ...طرق تعامل مع بعضهم البعض في الشأن السياسي العام.
و جمهور غريب عن العادات الكويتية يعيش عبادة مخفية لصدام حسين و تقديس نقرأه بين سطور ما يتداوله جمهور هذه العقليات المشبوهة في المواقع الالكترونية التي يتواجدون فيها.
علي سبيل المثال مصطلحات مثل المناداة بعودة القادسية الثالثة في الكويت؟!!
فليقولوا لكاتب هذه السطور:
قادسية ثالثة في الكويت موجهة ضد من!؟
و أين أجهزة الاستخبارات الكويتية عن تتبع و محاسبة مشبوهين صداميين يحملون الهوية الكويتية و ينطلقون من أفكار و مبادئ وزعها دكتاتور طاغية فعل بالعالم والعرب و العراقيين و الكويتيون ما فعل؟
ننطلق من هذه المقدمة لنقول:
أن أناس ضد الدستور الكويتي بتصرفاتهم الشخصية و في حراكهم السياسي و في تعاملهم اجتماعي لا يحق لهم الادعاء بأنهم من المدافعين عنه.
و أن أنضم لهم محلل من هنا و شخصية لها احترامها من هناك, أن هذا الانضمام لا يلغي عقولنا عندما نحلل ماذا يجري علي الساحة.
بل علي العكس أننا نعتقد أن هناك محاولات للمتاجرة بشخصيات تاريخية يحترمها الكويتيون....كل الكويتيين, و عليه فأننا ننبه هذه الشخصيات التي نحترمها من مغبة السقوط في فخ هؤلاء.
و نرجو منهم الابتعاد عن معركة ليست معركتهم.
أن ما جري علي الساحة الكويتية مؤخرا هو صدام عنيف نتيجة لوجود عقلية تتحرك ضد الدولة الكويتية بسلطاتها الدستورية الثلاث, و ما يحرك هذه العقلية التي تريد و تسعي لتدمير الدولة ....كل الدولة , نقول:
أن جزء مما يحركها ذكرناه بالاعلي و الأمر له تفاصيل أخري سنحاول التطرق لها في مكان أخر.
أن عقلية تريد نهب الدولة...كل الدولة, و تدميرها للأجندات مختلفة عندها هو ما أدي إلي الصدام الذي حصل.
و ضمن مراجعتي الشخصية للتحرك الأمني الذي جري و الصدام الذي حصل نقول:
أن ما قامت به قوي الأمن الداخلي الكويتي كان ضمن سياق عملهم المفروض بهم أدائه ضمن القانون.
و اكتشفت ضمن مراجعتي الشخصية أن تراتبية و خطوات التحرك الأمني الأخير مقبولة و متوافق عليه في الغرب.
بمعني أن هناك خطوات يتم أتباعها و التحرك من ضمنها إلي أن يتم الوصول إلي الخطوة الأخيرة و هي الصدام.
باعتقادي و ضمن قراءتي للأحداث و تحليلي للوضع أن هناك استفزاز كبير حصل ضد أجهزة الأمن و تحدي أضطر قوي الأمن ألي استنفاذ كل شروط تحركهم.
و للأمانة العلمية و التاريخية أن ما جري و حصل كان سيجري و يحصل في أي مكان في أوروبا.
لأن خطوات التعامل لمن يخالف القانون موحدة في الدول القانونية الدستورية, فمن يستمر في المخالفة ينتهي به الأمر إلي الصدام لا محالة.
و لعل الصدام الطلابي الأخير مع قوي الأمن البريطانية خير مثال علي ما نقول.
و لست هنا مع طرف ضد طرف و لكن أنا هنا في موقع التحليل العلمي البحت و بطبيعة الحال لست من مؤيدين العنف الجسدي.
ننطلق إلي مسألة أخري و هي استدعاء البعض للتحقيق في الإحداث , و لقد راجعت ما قيل في الندوة من قبل أحدهم , و باعتقادي أن ما قاله غير مقبول أطلاقا , و لست أريد تكرار العبارات التي قيلت احتراما للقاري الكريم.
أن السب و الشتم من باب أدعاء الوطنية المزيفة و البطولة الورقية أمام المراهقين , فهذا مرفوض و لا نرضي به علي أي شخص فما بالك و إذا كان هذا الشخص له من الموقع التاريخي و الدستوري و الشخصي ما له من مكانة و مقام..
أن المسألة تجاوز علي القانون من شخص طرح كلاما غير مسئول , ليس مقبولا حتي في الغرب مستوي خطاب من هذا النوع , و لندع المسألة لرجال السلطة القضائية ليحلوا المسألة ضمن نطاق القانون و هذا هو اختصاصهم و أحدي مسئولياتهم..
أن رومانسية البطولة من أجل احتلال مواقع برلمانية في المستقبل التي يبحث عنها مشبوهين يتبنون أطروحات البعث المنحرف و يقدسون مجرمين كصدام حسين أمر يجب أن ننتبه له و نحذر منه.
أن هذه محاولة لقراءة الإحداث قد أصيب و قد أخطئ و لكنها محاولة من أجل كشف الممحي و صناعة البصيرة , و لكي لا يتم استغلال كلمة حق و هي الدفاع عن المكتسبات الدستورية في باطل له من الأجندات الخفية ما له و ستكشف الأيام ما خفي و لعل ما خفي كان أعظم..
[email protected]