لحج نيوز/بقلم:د- مازن احمد الذبحاني -
إن التسامح يقرب لنا كل المسافات البعيدة مع الأخر, فلإنسان بطبيعته لابد وان يحرص على الوصال مع الآخرين, كما أن التسامح علو وهدف سامي يجب على الجميع أن يتحلوا به, ولغة التسامح يجب أن نتعلمها كلنا منذ الطفولة حتى ننشأ في جو مشبع بالحب ونستطيع بذلك أن نتعامل مع الأخر بكل سهولة ويسر.
كما أن الالتزام بلغة وفن الحوار هي من أهم مقومات التعلم لفن التسامح في حياتنا فلابد أن نحسن الكلام وننتقي ألفاظنا ومعانينا حتى تكون المشاركة مع الأخر قائمة على التفاعل المثمر .المعتمد على التنافس الشريف والموضوعي فهو يخلق جوا من الألفة، والعكس من ذلك فان التنافس غير الشريف يشيع أجواء الحقد والكراهية وهنا يتحتم علينا أن نحترم قدراتنا أولا ونعترف بقدرات الآخرين ولا نقلل منها ونعطي كل إنسان حقه إذا كان متميزا .
ولابد أيضا أن نقبل النقد الموضوعي دون مجاملة فهو يدفعنا إلى التسامح ويزيل عنا القسوة والغرور والصلف..وهنا نجد أنفسنا ملزمون بتعلم حب العدالة أثناء التعامل مع الآخرين ودون تفرقة ,فالحب يحقق الوصال بين الناس والعدالة تهتم بحقوق الآخرين ومطالبهم المشروعة ,لذا فسلوكنا لابد أن يقترن دائما بالحب والعدالة ويسود التسامح ويقترن بالمودة الصافية والمحبة والمخلصة وهما صفتان تلازمان السلوك السوي والقيم السامية والرفيعة. فالتسامح يمثل طاقة منتجة وايجابية ودافعا للانجاز,بالمقابل لايعترف التسامح بالأنانية وإذلال الأخر لان ذلك من أهم مميزات المرض النفسي الذي لايؤدي إلى ايجابية في العلاقات الإنسانية ..
علينا إذن أن نتبع التسامح منهجا وثقافة نتعلمه في سلوكنا ونعلمه لأبنائنا في التعليم العام والعالي لأنه متعة الأبرار الصالحيـــــــــــن...
أستاذ علم النفس المساعد بكلية الآداب - نائب عميد كلية الآداب