لحج نيوز/بقلم:لولو الحبيشي -
يردد البعض منا الشعار الجميل ( وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه ) لكن الواقع المرير يقول إن هذه العبارة تخفي خلفها عبارة أخرى هي : ( وطن لا تنهش فيه لا يستحق العيش فيه ) و أمثلتها الجلية نراها في المشاريع المعطلة و تضخم المصالح الفردية و تقزيم مصالح الوطن أمامها حتى يسهل دهسها و عبورها .والنتيجة افراد متورمون على حساب الوطن
الوطن أطول عمرا من الأفراد و أحق أن ترسى مصالحه و تقدم على كل ما عداها ، فلا يجامل فلان بمنصب لا يملك مقوماته على حساب المنجز الوطني ، ولا تحل مشاكل الأفراد على حساب مستقبل الوطن و أمنه ، هذه المعضلات الوطنية المتشعبة لما لا نهاية هي ما يجب أن توليها المجالس الوطنية اهتمامها فتدرس سبل التوفيق بين مصلحة الفرد و الوطن حتى تستقيم المعادلة و يصبح نمو الوطن نموا للفرد و نمو الفرد نموا للوطن .
إن ما ينشر هذه الأيام من مناقشات لمجلس الشورى ومحاولاته لحل إشاعة العنوسة تتعارض أهم حلوله التي يطرحها المجلس مع مصلحة الوطن واستقراره المستقبلي ، و يكفي أن ننظر للتناقض في طرح الحل المقترح وهو تسهيل إجراءات زواج السعوديين بغير السعوديات و السعوديات بغير السعوديين ، فهل يعني هذا أن لدينا عنوسة للجنسين ؟! ثم نحن في مناسبات أخرى نتهم الشعب بالانفجار السكاني غير المدروس و نطالبه بتحديد النسل لأن مشاريع التنمية لم تعد تتسع لتعداد الشعب المتنامي ، و الآن نطرح حلا يتيح لنا استيراد شعب إضافي ؟! ثم إن الدولة – رعاها الله – بحكمتها و إستراتيجية أنظمتها ما وضعت القيود من فراغ بل لأن العبث بالتركيبة السكانية لأي بلد يمثل خطرا و قنبلة موقوتة لا يعلم كيف ستنفجر و ماذا ستخلف من دمار ، و معلوم أن كل الشعوب – بشكل عام في الظروف المثالية – يفضلون الزواج من نفس أوطانهم للتقارب الكبير الذي هو أدعى لديمومة الحياة الزوجية ، و نعلم أيضا أن الزواج من جنسيات أخرى ينطوي على مصالح فردية هي في الغالب مادية و ترتبط بشكل جوهري بتحسين المعيشة و الدخل و الحصول على جنسية وطن الزوج لتحقيق مكتسبات مادية لعدد أكبر فيتم استقدام الأقارب و المعارف و تحويل الثروات ، وتتعرض المصالح الوطنية للخطر أمنيا واقتصاديا واجتماعيا ، و السعودية بحق ليست ناقصة ، لا عدد سكان و لا إضافة منتفعين يستهلكونها ولا يقدمون لها شيئا ، فإن كان لدينا عنوسة جنسين فإن المشكلة الوطنية الحقيقة هي البطالة و تواضع دخل الفرد مقابل جشع التجار وانعدام الرقابة عليهم هو سبب عدم قدرة الشباب على الزواج ، البطالة هي التي ينبغي أن توضع لها الدراسات و المقترحات والحلول ، لا أن نضيف لمشاكلنا مصائب أخرى .