لحج نيوز/بقلم:ناصر الجرادي -
قصة السياسة عندنا قصة، وحكايتها حكاية.. في البيت الواحد صار الحماس السياسي يدغدغ مشاعر حب الزعامة وطلب الرئاسة لدى أكثر من أخ.. فإذا بالصغير بدافع الغيرة من الذي أكبره منه يخوض في تكوين خلطة قبلية على سياسية مع بعض البهارات البرلمانية لينشئ كياناً خاصاً به.. ولسال حاله: " ما بش حد أحسن من حد.." !!
انظروا لقصة الأخوين الشيخين الأحمرين حميد وحسين.. وكيف يخوض كل منهما، منفردين في العلن، في سباق البحث عن الزعامة بأدوات لا تختلف في الجوهر وإن كان لكل منهما أساليبه الخاصة تكتيكياً على الأقل..
فالعبرة بامتلاك المال.. ومن ثم فإنه فيما يذهب حميد لشراء ولاء قادة أحزاب المشترك وبعض المثقفين ليسبحوا بحمده، فإن شقيقه حسين بالمال الذي يصله من خلف الحدود يحشد حوله بعض مشايخ القبائل ومن يدور في فلكهم.. والنتيجة أن الأخوين الأحمرين صارا زعيمين بين عشية وضحاها، ابتلع الأول أحزاب المشترك وضمها إلى أملاكه مع سبأفون وبنك سبأ الإسلامي وبقية المستعمرة الرأسمالية وأنشأ قناة سهيل لتقوم بمتطلبات الدعاية والإعلان مع بقية الصحف والإعلاميين التابعين له، فيما الثاني عبر مجلسه القبلي المشيخي يعلن بين وقت وآخر عن مؤتمر صحفي يدفع فيه بسخاء لبشمركة الصحافة اليمنية حتى ينشروا له هرطقاته وسخفه..
لكم أن تتصوروا كيف يمكن لخليط من الأميين وعدد ممن استحكمت عليهم عقلية الفيد أن يتوصلوا إلى معالجات لمشكلات ليست لديهم المقدرة حتى على النطق الصحيح لمسمياتها؟!
الأحمر حسين يعلن في مؤتمر شلته القبلية الأخير أن لجنة في مجلس تضامنه القبلي تعكف على تصور لمنهج سيخرج بالبلاد إلى بر الآمان.. وإذا ما أدركنا أن فاقد الشيء لا يعطيه، بل وأن جذر الداء لا يمكن أن يساهم كدواء فإننا لن نتمالك أنفسنا من الضحك على حالة هذا الشيخ الأحمر الصغير الذي ظهر عليه الإفلاس حد استعارة مقولات أخيه حميد الجاهزة، مع أنه كان يحرص على التفرد قبل أن يقدم على خطوة الانضمام لمسمى اللجنة التحضيرية ويكتمل به النصاب!!
ومن تلك المقولات الجاهزة التي يتشدق بها الشيخان الأحمران، أو بالأصح مما اقتبسه حسين عن حميد هي مقولة أن يكون رئيس الجمهورية شخص ينتمي إلى جنوب الوطن.. فمع إدراكهما أن مثل هذا الطرح ليس سوى فرقعة للاستهلاك الإعلامي، إلا أنهما يحاولان من خلاله دغدغة مشاعر أصحاب دعوت الانفصال وحراك الخراب..
وإلا فإن دون تحقيق هكذا مطلب لا توصد الأبواب، إذ أن حق الترشح مكفول بالدستور لأي كان، الأمر الذي يعني لو صدق هؤلاء اتخاذ النهج الديمقراطي عبر الانتخابات سبيلاً لتحقيق ذلك.. أما إطلاق مثل هكذا تصريحات لذر الرماد في العيون عن حقيقة أهداف هذه الزعامات المشيخية الجديدة فإن هذا لم يعد بالإمكان تمريره على أحد، إذ أن الكل بات يدرك أن الأحمرين الشيخين حميد وحسين ليسا سوى بائعين في سوق سوداء، بضاعتهما المزايدة بحثاً عن زعامة أخطئا الوصول إليها.. فليس من امتلك المال واستطاع شراء الولاءات قادراً على أن يكون زعيماً وطنياً يحسب له حساب..