لحج نيوز/بقلم: عبد الجبار محمد الشبطي -
في كل دولة لا بد وأن يكون هناك مجموعة من الناس الذين يفترض أن يديرونها ويتولى رئيس الدولة عملية تعيينهم وتوجيههم وتعويدهم على العمل المناط بهم وهذه المجموعة يفترض أنه تكون أكثر الناس إخلاصا وتفانيا في خدمة الوطن والسهر على مصالحه وتنفيذ التوجيهات الصادرة اليها من القيادة التي كان لها الفضل في وجودها في الأعمال التي يتولونها خاصة إذا ما كان في هذه المجموعة عدد من المقربين للقائد الذي يدير البلاد فهؤلاء الناس يفترض أنهم أكثر حرصا على مصلحة الوطن ومصلحة القائد الذي يتولى دفة الحكم فما الذي نلاحظه في بلادنا؟
إن الإنسان الحصيف الذي يراقب الأوضاع عن كثب سوف يجد أن هناك عدد من المتنفذين الذين كانوا نكرات لا قيمة لهم وبعضهم أميين ولا يحملون أي شهادات ومع ذلك وصلوا إلى مناصب قيادية حساسة بفضل قربهم من الأخ الرئيس الذي توسم فيهم الخير ومنحهم ثقته وسلمهم جزء مهم من مقاليد الحكم من خلال تبوئهم لمناصب حساسة في الدولة سواء في المؤسسة المدنية أو العسكرية وإذا بهم يصبحون عالة على الحاكم والمحكوم في نفس الوقت وقد أصبح لهم مراكز قوى أثرت بشكل سلبي على الوضع العام في البلاد وبدئوا يتنكرون لليد التي كان لها الفضل عليهم وأصبحوا وصمة عار على جبين الحكم بسبب تصرفاتهم الدنيئة التي تبحث عن المصلحة الشخصية وليذهب الجميع إلى الجحيم.
إننا نرى أن بعضهم قد انجرف نحوا مصالحه الشخصية وأصبحت هذه المصلحة هي مقياس إخلاصه لوطنه ولرئيسه فإذا ما حصل أي مساس بهذه المصالح -التي يتم الحصول عليها على حساب الوطن وبطرق ملتوية- تجده يتنكر لكل شيء ويكون حينها مستعدا لبيع نفسه للشيطان الرجيم وبسبب الطمع والهلع الذي يملئ نفوسهم تجدهم قد جمعوا أموال طائلة ولكنهم لم يشبعوا ولم يقنعوا وأصبحوا مثل جهنم هل إمتلئتي فتقول هل من مزيد وأصبحوا عنوان واضح على فساد الذمة وفساد الدين وفساد الأخلاق وهم يعتقدون أن الناس لا تعلم عنهم شيء وهم واهمون لآن الناس تعرف خبايا نفوسهم المريضة وتتحين الفرصة المواتية للانقضاض عليهم باعتبارهم سبب كل الفساد الذي يسيء للحكم وللحكومة.
إن مما يؤلم الإنسان هو أن بعضهم يعتقد أن المواطنين مغفلين وأنهم يستطيعون ركوب أي موجة يجدونها وهم هنا واهمون ذلك أن محاولاتهم تلميع أنفسهم يصطدم بالوعي والمعرفة المتراكمة في أذهان المواطنين ولن تنفعهم المحاولات الميستميته اللعب والتنصل من المسئولية أو اللعب على عدة حبال مثل إبليس الذي يقول للعصاة الذين أتبعوه إنني بريء منكم إني أخاف الله رب العالمين.
يا هؤلاء استحوا وأعلموا أنكم كنتم نكرات لا قيمة لكم وتلك منازلكم تشهد عليكم بأنكم كنتم تعيشون على الكفاف واليوم تتنعمون بالفلل والقصور والأرصدة التي لا حد لها والتي تملئ البنوك المحلية والأجنبية ومع ذلك تتنكرون لليد التي لها الفضل عليكم وتدعون الوطنية والإخلاص وانتم أبعد ما تكونوا عنها لأنكم أصبحتم عار على الوطن والمواطنين ’ وسيعلم الذين ظلما أي منقلب سينقلبون.