لحج نيوز/بقلم:حسن نائف -
الشدائد هي من تظهر معادن الرجال الأوفياء والمخلصين وكذا الوصوليون والانتهازيين الذين لا مبادىء لهم .. أينما تكمن مصلحتهم يولّون يسبحون بحمد من يناصرهم في فسادهم.
يتلونون كالحرباء، ويتقلبون في ولائهم مع كل اتجاه ولا خير من التمرغ بين أقدام من يرمي لهم الفتات.
الأحداث الأخيرة في البلاد كشفت القناع عن عديد ممن كانوا يتقدمون صفوف المزايدة باسم المؤتمر وهم في حقيقة الأمر يتسلقون على أكتاف المؤتمر لتحقيق مطامعهم الشخصية في اكتساب الجاه والمنصب.
نهبوا ثروات الوطن وأسسوا امبرطوريات مالية من خلال الحصول على عقود لاحتكار مواد الغاز والنفط والتوكيلات العامة لشركات تجارية أجنبية.
تاجروا بمعاناة الشعب وأثروا على حسابه وعندما أدركوا أن الحكومة مصممة على تطهير البلاد من الفساد والمفسدين غيّروا جلودهم وتنكروا لليد التي امتدت إليهم بالإحسان وركبوا الموجة في محاولة يعتقدون فيها أنهم من خلال هروبهم إلى المعارضة أنهم سيفلتون من العقاب.
من منا لا يشكو من نقص في وزن أسطوانة الغاز التي يتلاعب في تعبئتها بعض من رموز الفساد الذين يتساقطون اليوم كأوراق الخريف .. كما أن تهريب المشتقات النفطية المدعومة قد كبّد خزينة الدولة مليارات الريالات التي تذهب إلى جيوب المهربين من رموز الفساد.
نحمد الله تعالى أن الأحداث الأخيرة قد كشفت الوجوه القبيحة لأولئك الذين كانوا يتمسّحون باسم الدولة وهم من ناهبي خيرات الشعب وثروات الوطن.
وصلوا إلى قبة البرلمان ليس لخدمة المجتمع والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره وإنما لتحقيق مصالحهم الأنانية الضيقة والتمتع بما توفره الحصانة البرلمانية للعضو من حماية ووجاهة.
اليوم وقد حققوا مبتغاهم من عضوية المؤتمر والبرلمان كشفوا نواياهم السيئة وارتموا في أحضان من يناصبون الوطن العداء.. ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا تابعين لأسيادهم بائعي ضمائرهم, معتقدين أنهم بذلك سيضمنون لأنفسهم مكانة في المجتمع إذ ما حصل شيء لا سمح الله.
على المتساقطين أن يدركوا أن الشعب يعرفهم على حقيقتهم ولن يمكنهم من تحقيق مآربهم في هدم المعبد على من فيه خصوصاً أنه إذا كان فيهم خير لما ارتدوا عما كانوا يؤمنون به.
إن تطهير الدولة من الفساد والفاسدين ضرورة ملحة وها هم الفاسدون يكشفون عن وجوههم, وعلى الدولة القيام بواجبها في إماطة اللثام عن رموز الفساد الذين أنهكوا خزينة الدولة.
