لحج نيوز/بقم:طه العامري -
يعيش العالم في ذروة (الفوضى) الآأخلاقية (فوضى) عبثية وعالم مجرد من أبسط القيم الأخلاقية والإنسانية والحضارية .. فوضى تعبث بسيادة واستقرار وأمن وقيم الشعوب وسكينتها الاجتماعية .. فوضى تدفع الشعوب والمجتمعات إلى حالة التناحر والتمزق والصراعات والنزيف المستمر للقدرات والإمكانيات والمشاعر الدينية والوطنية لدرجة انعدمت خلالها الكثير من القيم التي كانت حتى وقت قريب تعنون السلوكيات الاجتماعية للشعوب والمجتمعات .. فوضى لا تخدم أي طرف سوء كان ( فاعلا) أو ( مفعولا) به , لآن الضحية في الأخير هم جموع الشعب وكل فئات المجتمع , بل أمم وشعوب ودول وأنظمة تدفع اليوم ثمن هذه الفوضى ( الشيطانية) التي تجاوزت كل تصور بل أن أكثر المحللين تشاؤما لم يكونوا يوما يتخيلوا هذا الحال الذي بلغته الأحداث في المنطقة , ويمكن القول أن ما تتعرض له (الجماهيرية العربية الليبية ) يمثل ذروة (الفوضى) السافرة مع أن الأحداث التي تعيشها المنطقة من تونس لمصر إلى اليمن والبحرين وقبل هذا وذاك كانت السودان , كل هذه الأحداث لا يمكن فصلها عن بعضها بل هي جزءا من سيناريوا تأمري تم إعداده داخل غرفة واحدة بل وفي مكتب واحد تم إخراج وأعداد واختيار أدوات ومسارح هذا السيناريو بدقه وعناية , لتنطلق شرارة هذا السيناريو من قطر إلى أخر , لكن كانت (الجماهيرية) بحدثها وأحداثها المسرح الذي كشف وبكثير من الشفافية والوضوح هذا المخطط الشيطاني بل وفضحت أطرافه وأدواته وشاهدنا كيف أن وسائل هذا المخطط الشيطاني راحت تتخبط بطريقة كوميدية كاشفة عن حجم المؤامرة وعبثية أطرافها وانحطاط من يوجهها ويقف خلفها لدرجة أن العالم بمحاوره بدأ مجرد من أبسط القيم الحضارية والإنسانية وبدأ وكأننا أمام قانون (الغاب) يتجسد اليوم في أبشع صوره من خلال تبعات ومعطيات الأحداث التي تعصف بالمنطقة لدرجة أن فوضى الراهن تتجسد في تصرفات محاور النفوذ ووسائطها الإعلامية وخطابها السياسي بذات القدر الذي تتجسد فيه هذه الفوضى في ثقافة الأدوات المستخدمة بدءا من الوسائط الإعلامية المعنية بل والمختارة بعناية لتنفيذ المخطط مرورا بثقافة وقيم وسلوكيات وشعارات ( الشباب) الذين يرابطون على الساحات والميادين ويمثلون بدورهم قلب الهجوم أو رأس حربة لتحقيق هذا المشروع العبثي والفوضوي والشيطاني ..
نعم استطاعت الجماهيرية الليبية أن تتصدي لهذا المشروع الشيطاني وتفضح خلفياته ودوافعه وأسبابه وتكشف محاور التغذية الشيطانية التي بدت في الدفع بهذه الأدوات والحرص عليها باعتبارها شريحة يجب مراعاتها واحترام مطالبها غير أن هذه المطالب بدت بالمقابل فوضوية وعبثية ومستحيلة فيما هناك تيار سياسي التف من محيط الوطن الكبير إلى خليجه يقف ويتربص ويستغل هذه الفوضى بل ويمنح غطاءا شرعيا ودينيا وسياسيا لكل ما هو مستحيل وهذا التيار هو ( جماعة الاخوان المسلمين) الذين عادوا كما يبدوا لعباية ( واشنطن ) ولمظلة أجهزة الغرب مجتمعة على اعتبار أن ( الطبع غلب التطبع ) وأن لعنة الأمة وأزماتها وسبب تخلفها وتمزقها تكمن في هذه الجماعة التي لا تعرف قيم ولا لها دين ولا تعرف أبسط أبجديات الإسلام ومن يقول بغير هذا فقد كذب ..!!
لقد عرفت هذه الجماعة عبر تاريخها بالتآمر والخيانة والمتاجرة بالدين والقيم , فقد قتل مؤسسها الشيخ حسن البناء وكان أشرفهم بالتواطؤ مع بعض أركانها , وقتل عبدالله عزام على يد (بن لادن) وهكذا يغتال كل أمير أميره وكل من يتطلع للزعامة يبدأ بالتخلص من زعيمه , ثم اعتادوا النهب والنصب والدجل وبيع (الفتاوى) بالجملة والمفرق وهم أمريكيون في ( واشنطن ) وبريطانيون في ( لندن) وحيث تكون مصلحتهم يكونوا وهم شر البلاء وكل الداء ومن يوم ما عرفتهم الأمة لم تعيش لحظة استقرار .. أنهم صهاينة بل أخطر من الصهاينة لأن الصهاينة موقفهم واضح وأهدافهم معروفة لكن هؤلاء يرفعون شعارات دينية وهم كل الفسق ويرتكبون كل الموبقات وتجدهم خلف كل مؤامرة قذرة وحقيرة وهم ارتال من العملاء والمرتزقة والمأجورين ..!!
يقدمون انفسهم كتيار اجتماعي وهم يصدرون الفتاوى للقتلة ويجمعون التبرعات عنوة من الناس لتمويل القتلة من أمثال (بن لا دن) الذي يدينونه علنا ويقدمون له الغطاء السياسي سرا ..!!
خدموا أمريكا في أفغانستان فكانوا مثالا (للمرتزقة) الأوفياء لكن حين اختلفوا قاموا بالهجوم على أمريكا لتدفع الأمة الإسلامية ثمن جريمة مشتركة ارتكبها هؤلاء القتلة مع قتلة أمثالهم يطلق عليهم ( المحافظون الجدد) وكما هم (الأخوان لعنة ) على الأمة والدين الإسلامي فأن المحافظون الجدد بدورهم (لعنة) الدين المسيحي و على الأمة المسيحية , بذات القدر الذي فيه (الصهاينة) يمثلون بدورهم (لعنة على الدين اليهودي) وعلى المجتمع اليهودي ..؟
أن ( جماعة الأخوان ) استطاعت اليوم أن تركب موجة الرغبة المحورية في أحداث تغيرات على الخارطة السياسية العربية فوضعت نفسها بمثابة ( حصان طروادة) للعملية ومن تونس مرورا بمصر والجماهيرية وصولا إلى اليمن ها هم ( الأخوان المسلمون) ينفذون مخطط تآمري ضد الأمة وشعوبها مستخدمة لذلك كل الوسائل الشريفة والغير شريفة لدرجة أن دين الله تم تحوير حقائقه وقيمه وتعاليمه وبما يخدم اطماع الأخوان ومخططات المحاور الواقفة خلف هذه الجماعة (الشيطانية) التي ومنذ تآمرت على مؤسسها الشهيد / حسن البناء رحمة الله وهي تعمل في زعزعة قيم واستقرار الأمة وتخدم محاور النفوذ واجهزتها الاستخبارية وهذا الفعل ليس خافيا على أي متابع لمسار وسلوك هذه النبتة الشيطانية التي تعبث بجسد الأمة وبعقول شبابها ممن يستوطنهم الشعور بالهوية الإسلامية فيهرولوا خلف مزاعم الجماعة آمنين ومصدقين أنها تخدم الدين والعقيدة وتناضل من أجل عزة ورفعة الأمة وهي دعاوى كاذبة تستغلها الجماعة وتجعل منها قناعا لتحقيق مآربها الدنيوية القذرة ..؟
بيد أن جماعة الأخوان التي قسمت الأدوار فيما بينها بين ( معتدل ) و( متطرف) لكن في المحصلة فأن المعتدلين والمتطرفين يكملوا بعظهم البعض ويعملوا وفق اجندة واحدة ويخدمون مخططات خارجية ولا نحتاج لتأكيد هذا السلوك , إذ يكفي تتبع تاريخ الجماعة منذ مرحلة ما بعد اغتيال مؤسسها على يد ( الحرس الحديدي) في مصر وبتواطؤ ( مأمون الهضيبي) الذي خلف البناء في منصب المرشد العام وكانت شقيقة (الهضيبي) هي زوجة رئيس جهاز ( الحرس الحديدي) الذي قتل مؤسس الجماعة , بعد تلك الجريمة عرف العالم ( الأخوان) بأنهم أداة بيد أجهزة الاستخبارات ( البريطانية) _ أولا _ ثم ( الأمريكية) لاحقا وحتى اليوم ..هذه الطريقة الإجرامية التي اعتمدها الأخوان في التخلص من بعظهم لصالح البعض الأخر دفعت (بن لا دن ) إلى تصفية مرشده وولي نعمته وأميره ( عبد الله عزام) ليحل محله في إدارة المشهد لجماعة (الأخوان المتطرفين) وهناء يجب أن ندرك جيدا أن علينا أن لا نصدق التلاعب في الأوصاف والتسميات والتصنيفات المنهجية لهؤلاء القتلة فكلهم من ذات العجينة ولا فرق بينهم باستثناء ما تميز به المرشد المؤسس حسن البناء الذي لم ينشئ الجماعة لتكون بمثابة (قاتل مأجور) بل كان مشروع البناء راق وإسلامي ويخدم الأمة ولهذا تخلصوا منه ليحولوا الجماعة إلا مجرد عصابة من القتلة والمفسدين في الأرض باسم الدين والدين برئ من كل هؤلاء ومن أعمالهم وما يجري اليوم في أوساط الشباب في ساحة الجامعة وفي تعز والحديدة , هو أن الجماعة تتخذ من هؤلاء الشباب وسيلة للانقضاض على السلطة ولديها رغبة وشبق للحكم والتسلط أكثر من رغبتها في الجنة ..!! بل أصبح ( دار الرئاسة) غاية لدى الجماعة وترى فيه أهم واعظم من (الدار الأخرة) ..؟ وللموضع صلة
[email protected]