لحج نيوز/بقلم:خالد الجفري -
بداء الاتجاه الديني السياسي بالمرحلة (التنويرية) كما يسمونها المفكرون الإسلاميون التي قادها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وفيها حاول الاثنان الانفتاح على الثقافة الاوروبيه بعد ألعزله التي فرضها الاستعمار العثماني ثم تلتها مرحلة تأسيس حركة الإخوان المسلمين في مصر وهي مرحله كان الاتجاه السائد فيها الإصلاح الاجتماعي ولم تكن الحركة كما هي عليه اليوم كحزب سياسي بل قد تكون الحركة اليوم فقدت الاتجاه الإصلاحي إلى السلطوي أي البحث عن السلطة بأي طريق كما سنرى لاحقا.
لقد قدمت الحركة قوافل من الشهداء في معركة ألامه مع الصهيونية بل وحتى في معارك الاستقلال من الاستعمار ولكن طريقة العمل لديها كانت أكثر انكماش على نفسها فلم تتحالف مع أي حركه تحرريه قوميه أو وطنيه وتقدميه وتكتفي بالتنسيق فيما ندر وهذا اعتقد انه بسبب التكوين النفسي والروحي الذي يجعلهم يفكرون أنهم هم المسلمون فقط وان عليهم وحدهم حمل راية الجهاد فقط وان غيرهم من الحركات السياسية والفكرية لا يحق لها التكلم باسم الدين أو الجهاد وهذا نشاء لديهم ولدى مفكري الجماعة من مقولة (ألحاكميه لله) ولا يحق لأحد التكلم باسم الله إلا هم . وبسبب هذا التوجه فإنهم ناصبوا العدى لكل الحركات التحررية في الوطن العربي وأهمها ألدوله القومية (مصر عبد الناصر) ووصل تآمرهم حد المحاولة الإنقلابيه الفاشلة التي عندها بدأت ألقطيعه وهرب من هرب منهم إلى السعودية وغيرها حيث تم احتضانهم هناك وتشبعوا بالفكر السلفي حتى انه أصبح هو الطاغي على الأفكار ألدينيه داخل الحركة.
مميزات الحركات الدينية
1-لم تستطع هذه الحركات من تجاوز ألطائفه آو المذهب (البحرين ولبنان والعراق----كمثال).
2-العلاقة الهشة والغير واضحة بين الفتوى الدينية داخل الحركة والمواقف السياسية التكتيكية أو المتغيرة بحسب الزمان والمكان .(مثال الموقف من الحركات القومية والاشتراكية )
2- لم تستطع هذه الحركات تأسيس قياده موحده في الوطن العربي بالرغم من الإمكانات الهائلة والدعم الكبير من الانظمه العربية .
3- تخبط واضح تجاه الكثير من القضايا القومية والقطرية (تحالف الحزب الإسلامي في العراق مع الاحتلال ومشاركته في الحكومات التي شكلها الاحتلال).(موقف حزب الله من احتلال العراق).
4 الموقف المعادي للقومية وحتى للفكرة القومية العربية الذي جعلهم في مفارقه كبيره بين الوجود القومي للعرب والقرآن العربي والرسول العربي وبين الفكرة الاسلاميه الفارسية لولاية الفقيه والدولة الفارسية الشيعية.
هذه أهم ما تمتاز به الحركات الاسلاميه ولقد استفادت الحركات الاسلاميه من التزاوج بينها وبين الانظمه العربية والتي كانت نتاج التوصيات الامريكيه للانظمه بان تدعم الجماعات الاسلاميه في مواجهة المد القومي صاحب المشروع الحضاري والذي تتشوق له الجماهير العربية خصوصا في مواجهة الأعداء الصهاينة وحلفائهم وكانت فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي فترت ازدهاره وقد قطفت ثمارها حركة الإخوان وبعض الحركات الأخرى كالسلفية والحركات الاصوليه .
لقد تعددت الأهداف الاستعمارية من دعم الاتجاهات الدينية ولكن أهمها :
1 _ إيجاد مبرر مقنع لوجود دوله لليهود متى ما وجدة دوله سنيه وأخرى شيعيه وأخرى قبطية وغيرها.
2 _ألدوله القومية حاولت تجاوز الحدود بمشروعها النهضوي والاستراتيجي وهي قادرة على تجميع ألامه متى ما توفرت الأسباب لذلك كذلك فإنها قادرة على جمع أنصار العرب من كل العالم (مثال عبد الناصر ومشروعه التحرري والنهضوي ودوره البارز في حركة عدم الانحياز, والبعث العربي ومشروعه الحضاري الثوري الوحدوي والنهضوي الشامل ودوره البارز في حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي )
3_ انتشار الإسلام في العالم يعني تزايد أنصار العرب والداعمين الحقيقيين للقضايا العربية وهذا يؤرق المستعمرين والامبريالية العالمية وحليفتهم الصهيونية. ولكن عندما ينتشر التعصب الديني والطائفي تفرز الطوائف ووكل طائفة تحصن إتباعها فلا ينتشر أي دين أو طائفة على حساب الأخرى . كما إن التعاطف والمناصرة لن تكون للقضايا الوطنية أو القومية وإنما للتعصب الطائفي مثلا يناصر ألشيعه بعضهم البعض ولا يناصرون ألسنه وهكذا بالنسب للأديان والطوائف الأخرى.(الدعم الذي حظية به الحركات الدينية في الوطن العربي ليس حكرا عليها بل إن جميع الحركات ألدينيه في العالم أخذت نصيبها مثال تولي حزب بهارتيا جاناتا الهندوسي الحكم في الهند وصعود اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني والاحزاب المسيحية في أوروبا ).
4 _التحضير المباشر للتفتيت الطائفي للمنطقة العربي لتكون الدولة الصهيونية الأقوى والمتحكمة في الصراعات والمستفيدة منها.
4 _سهولة نهب ثروات المنطقة والسيطرة الكاملة لرأس المال الأجنبي
5 _ يتم القضى على الحلم العربي في دوله قوميه توحدهم . وبالتالي ستكون السيطرة للقوى الاستعمارية فقط.
طبيعة الحركات الدينية الانكماش على الذات فلا بوجد تفاعل مع القضايا الوطنية اوالقوميه مع الحركات الأخرى وطنيه أو قوميه وغيرها ويمكن القول عدم قبول الآخر . ويحدث تفاعل إن صح التعبير داخلي بين أنصار ألجماعه بدون مشاركه مع الآخرين . وكذلك فان الطابع السائد للحركة الدينية هوا النزوع التام للسلطة والحكم فما أن يروا فرصه للحكم حتى يستغلوها وان كانت مضره بالحركة ( مثال مشاركة النمير في السودان والانقلاب على ألديمقراطيه في السودان أيضا . وقيام دولة حماس في غزه وشق النضال الوطني الفلسطيني . )
لقد اضر بالحركات الدينية مواقف التكفير لبعض القوى الأخرى في فترات سابقه وعندما حانت ألفرصه للتحالف مع تلك الحركات لغرض ما . فأنها لم تجد ما تبرر به هذا التحالف لدى أنصارها ومؤيدوها وحتى الآخرين ( فكيف يتحالف المسلم مع الكافر؟) لذلك توجد نوع من عدم المصداقية في التعاملات الخارجية (مثال أحزاب إلقاء المشترك في اليمن .(الإصلاح ولاشتراكي والناصري والحق)).
كما اضر بالحكات الدينية العلاقة غير الواضحهه مع الدول الاستعمارية (حسن الترابي وأمريكا . السودان ..والإصلاح في اليمن والسفارة الامريكيه والمعهد الديمقراطي الأمريكي ) ويمكن التفهم لعلاقة حزب معين بمنظمات مجتمع مدني لشعب آخر أما علاقة حزب بدوله أجنبيه وعدوه لا يفهم.(علاقة حزب الله بإيران صاحبت التوسع ألاحتلالي في العراق والجزر العربية في الخليج العربي فكيف ان يكون حزب مقاوم ويسكت على احتلال دوله لراض دول أخرى (آم حسب المثل اليمني إذا اطعم الفم سكت اسمع وغمضت العين).
في الختام الحركات الدينية في الوطن العربي لها وجود مؤثر ولا يمكن تجاهله ولذلك فإنها مطالبه بتجاوز الماضي وضع استراتيجيات جادة لخوض حوار جاد حول مستقبل ألامه ومطالبه أكثر بتحديد المخاطر التي تتعرض لها ألامه لكي يسهل التقارب ولو في حدوده الدنيا فالمخططات التي تستهدف ألامه كثيرة ولن تفلح أي مواجهه منفردة وتلك المخططات تستهدف الكل دون استثناء وأشيد بمواقف المفكرين الإسلاميين من احتلال العراق ومواقفهم الداعمة للمقاومة الشعبية ولكن الحركات الاسلاميه مطالبه اكثر بكثير من مواقف المفكرين فاليوم كل أجزاء الوطن العربي تتعرض لهزه عنيفة اختلطت فيها الاحتجاجات ألمطلبيه مع الغوغاء مع الثورة مع التغيير ولكل بلد خصوصيته حيث يجب دراستها بجديه وبمسؤولية وطنيه وقوميه ودينيه حتى لا نكون أدوات غبية بيد ألا عدى نخرب بلداننا ونحن نحسب أننا نحسن صنعا ....والله من وري القصد
كلية النفط والمعادن جامعة عدن