لحج نيوز/بقلم:غسان مصطفى الشامي - بقلم غسان مصطفى الشامي: تتجه أنظار العالم الغربي عامة والبريطانيين خاصة اليوم الجمعة الموافق 29-4 إلى مراسم حفل الزفاف الملكي البريطاني، الذي سيجمع الأمير وليام وخطيبته كيت ميديلتون
حيث يبدأ في تمام الساعة العاشرة صباحا بتوقيت جرينتش، فيما تشهد المملكة المتحدة هذا اليوم ( الجمعة ) يوم عطلة رسمية، وكذلك سفارات بريطانيا اغلقت أبوابها امام المراجعين ..
ما شدني لكتابة هذا المقال هو الاهتمام الكبير لقنوات التلفزة الإخبارية الأمريكية والغربية وعلى رأسها CNN - على الرغم من الأحداث والثورات الهامة التي تحدث في العالم الثالث- بمراسم حفل الزفاف وبثها تقارير خاصة عن حياة الأمير ويليام وخطيبته كيت.
والحقيقة ان الغرب تسيطر عليها دوما النظرة الدونية للعالم العربي منذ الاحتلال البريطاني للوطن العربي وتقسيم الوطن العربي في اتفاقية سايكس بيكو، والسقوط المفجع للإمبراطورية العثمانية، فقد كان البريطانيون يتواصل مع كبار الحكام العرب عبر الموظفين والمستخدمين الصغار في حكومة الاحتلال البريطاني ..
والعجيب انه لا تخلو قناة أمريكية أو صحيفة أمريكية من الحديث عن العرس البريطاني، إلى درجة أن كبار المذيعين الأمريكيين انتقلوا إلى لندن لمتابعة ونقل فعاليات الزفاف البريطاني ، بينما تصدرت صور الأمير ويليام وخطيبته الصحف الأمريكية الكبرى مثل " واشنطن بوسط" ومجلة " نيوزويك "، فيما بدأت شركة الطيران المدني البريطاني بث إعلان على القنوات الأمريكية تقول فيه " تسمعون عن العرس الملكي منذ أشهر، لماذا لا تأتون إلى لندن وترونها عبر الطيران البريطاني ".
وبسبب فروق الوقت بين واشنطن ولندن، وهو 5 ساعات ينوي الكثير من الأمريكيين متابعة الأحداث عند فجر الجمعة، ولمن لا يريد أن يكتفي بمراقبة الاحتفالات عبر شاشات التلفزيون من المنزل، يمكنه المشاركة فيها من مواقع عدة، فقد اعلن فندق " ريتز كارلتون " الفخم في واشنطن عن تنظيمه إفطارا فخما في الساعة الخامسة صباحا لمتابعة العرس الذي تبدأ فعالياته رسميا في الساعة السادسة صباحا بتوقيت واشنطن وبتكلفة 40 دولار حيث يحصل ضيف الفندق على فطور انجليزي وشاشة كبيرة لمتابعة العرس، فيما تصل تكلفة الليلة الواحدة الى 425 دولار في منتجع الفندق ووجبة عشاء فخمة، أما حانة " المملكة المتحدة " في واشنطن فستفتح ابوابها أيضا في الساعة الخامسة صباحا وتقدم فطورا انجليزيا، بالإضافة الى بث مراسم الزفاف، بينما سيقدم " المقهى البريطاني " في ولاية فيرجينيا " شايا خاصا بالزفاف " بتكلفة 25 دولار للاحتفال بالحدث السعيد .
وفي الحدث البريطاني الكبير يتم اختيار أفضل الخيول وتدريبٌها لتصبح قادرة على جر العربات التي سيمتطيها أيضا باقي أفراد العائلة الملكية البريطانية وبعض المدعويين، فيما يصل العروسان إلى كنيسة ويستمنستر بسيارتين منفصلتين، فسيغادرانها سوياً في عربة تجرها خمسة خيول، وهي ذات العربة التي تعرف باسم "ستيت لاندو" وقد صنعت للملك إدوارد السابع في العام 1902، وتستخدم في استقبالات الملكة للضيوف الأجانب، ويأمل منظمو حفل الزفاف في أن يكون الطقس ربيعيا يوم العرس، و إذا كان الجو ماطراً فإن العروسان سيستقلان عربة زجاجية صنعت في العام 1881، وهي ذاتها التي نقلت الاميرة ديانا بمفردها إلى كاتدرائية سان بول يوم زفافها على ولي العهد الأمير تشارلز، فيما يرغب الأمير وليام وكيت ميدلتون استخدام نفس عربة الخيول التي حملت ولي العهد الأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا بعد إتمام مراسم الزواج في الكاتدرائية عام 1981، وبعد إدلائهما بقسم "الإيجاب والقبول" في الكنيسة سيستقل العروسان العربة عبر شوارع لندن نحو قصر باكنغهام، حيث سيصطف عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الطرقات اللندنية لتحية العروسين، فيما وأعلن منظمو الحفل عن وجود خطة بديلة في حال أي طارئ تتعرض له الخيول أثناء الزفاف.
ويتوقع المراقبون أن العرس البريطاني سيكون الاكثر احتفالا في العصر الحديث، حيث يقدر البعض أن تصل التغطية التلفزيونية إلى نحو ملياري نسمة حول العالم، مقابل نحو 750 مليونا كانوا شاهدوا زفاف ولي العهد البريطاني الامير تشارلز الى زوجته الراحلة الليدي ديانا سبنسر، والدة وليام، في عام 1981.
ومن غرابة العرس البريطاني الكبير ان ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة اعتذر عن الحضور بالقول انه لا يريد ان تكون الاضطرابات في الخليج سببا في افساد الاحتفالات، كما سُحبت دعوة السفير السوري بعد ادانات واسعة للقمع الذي يتعرض له المحتجون المطالبون بالديمقراطية والاصلاح السياسي في سورية، فيما اعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن السفير الليبي لدى بريطانيا دعي رسميا للحضور، لكن من غير المنتظر ان يلبي الدعوة.
امام هذا الحدث العادي بالنسبة لنا اقول ان زمن الامبراطوريات قد انتهى ولم تعد هناك حواجز بينما الشعوب والأفراد للتواصل .. وأصبح اليوم عصرنا هو عصر الشباب وثورات الفقراء والضعفاء، فيما زال البريطانيون يحيون أحلام العظمة في عصر الفيس بوك وتوتير، لقد هزت ثورات الشباب العربي عروش الأنظمة العربية العفنة التي هي من صنيع الاحتلال البريطاني للعالم العربي بعد تقاسم أملاك " رجل العالم المريض " الإمبراطورية العثمانية، واغتصاب أرض فلسطين وتسليما لليهود كوطنا قوميا لهم |