لحج نيوز/بقلم:سميرة حميد -
ما شهده شارع الستين يوم الجمعة كان صورة واضحة المعالم لمستقبل مشحون بالبغضاء والكراهية والتطاحن بين أبناء اليمن إن نجح الانقلابيون في مشروعهم بالانقضاض على السلطة عبر العنف والفوضى .
الستين فيه جمعتان.. وصلاتان وخطيبان ومصلون يؤدون صلاة جمعة الحسم وآخرون في جمعة الوفاء لصعدة.. المشهد بدأ مثيراً لكنه يعكس المشهد الذي يعتمل في أوساط الانقلابيين لم يتفقوا على تسمية جمعتهم.. فمنهم من أرادها جمعة حسم كما يقال وآخرون أرادوها جمعة وفاء لصعدة على غرار جمعة الوفاء للجنوب التي سبقتها .
من أرادها جمعة حسم هم الإصلاحيون حينما حاول الحوثيون ومعهم الاشتراكيون أن يعبروا عن صعدة بتسمية الجمعة وفاء لها ولكن محاولتهم باءت بالفشل فانقسم الجمع وصارت الجمعة جمعتان .
ولأن السيطرة الإعلامية بيد الإصلاح فقد غابت جمعة الوفاء لصعدة عن المشهد الإعلامي لكنها لم تغب في شارع الستين .
لندع الحديث عن أسباب ذلك الانقسام جانباً ولنعبر بالصورة قليلاً نحو المستقبل ونتساءل هل سيكون هناك جمعتان في حال أصبح هؤلاء يحكمون اليمن .
لاشك في ذلك لكن الخطر لايقف عند مسألة الانقسام في الجمعة بقدر ما يكمن في مشهد قاتم لمستقبل البلد تتصارعه الخلافات والانقسامات بين تيارات مذهبية وفكرية وسياسية لم تستطع أن تتفق على مسمى جمعة فما بالك في اتفاقها على مستقبل بلد ..
التعليم سيصبح منقسماً.. فقد تعود المعاهد العلمية التي كان الإصلاح يديرها فيما سيسعى الحوثيون إلى إعادة المدارس الدينية، وسيطالبون بجامعة على غرار جامعة الإيمان .
تخيلوا جيشاً فيه ميليشيات تتبع الإصلاح وآخر مليشيات تتبع المتمرد الحوثي وتخيلوا ....... فكرياً على سياسة اليمن الخارجية بين من يريد تقرباً نحو أمريكا والغرب وقطر وآخرين يريدون تقرباً أكثر نحو إيران ومن لف لفها .
تخيلوا إعلاماً يتحدث باسم الإخوان وآخر يحكي عن بطولات التمرد الحوثي.. وتخيلواً صراعاً اشتراكياً قومياً على سياسة الحكومة تجاه القضايا الداخلية وأخر إخوانياً وثالثاً حوثياً، وبين الجميع تجار الأزمات الذين سيكون لهم الباع الأطول في تحديد مسارات الدولة .
صحيح أن هدف الانقلاب على النظام قد أخفى قليلاً خلافاتهم العميقة لكنه لم يستطع أن يلغيها أو يقضي عليها فكل مرة تظهر على السطح بشكل أو بأخر فتصبح الجمعة جمعتان والصلاة صلاتان.. وهكذا هو المستقبل .