لحج نيوز/بقلم:محمد الملاحي -
هناك مفارقات عجيبة تحصل في هذا الزمن الرديء الذي تحول فيه السارق إلى رجل أمن وتاجر السلاح على مسئول حكومي واقطع طريق إلى رجل دولة ومهرب إلى رجل جمارك وأمي إلى أستاذ جامعة ويبدوا أننا نعيش في زمن المفارقات العجيبة التي لا يصدقها ولا تتفق مع منطق إلى أن ما يحصل على أرض الواقع أشياء كانت في السابق من سابع المستحيلات ولكنها حصلت أمام أعيينا وما خفي كان أعظم.
المدعو فارس مناع أصبح محافظ محافظة صعده هكذا نصب نفسه بنفسه فمن المعروف أن محافظي المحافظة يتم تعيينهم من قبل رئيس الجمهورية ويكون لهم صلاحيات كبيرة بموجب هذا التعيين ولكن أن يأتي زعيم عصابة أو تاجر سلاح او تاجر مخدرات أو مهرب فينصب نفسه محافظا لمحافظة تعرف بمحافظة السلام فهذا شيء من عجائب هذا الزمن فمن المعروف على المستوى العالمي أن فارس مناع هو تاجر سلاح عالمي وهي مهنة لا نعترض عليها لو أن صاحبها أتبع القوانين والأنظمة المعروفة في هذا المجال لكن ان يتعامل مع عصابات ومخربين وقطاع طرق ويبيعهم السلاح فهذا مخالف للقوانين المحلية والدولية بدون أدنى شك خاصة بعد انكشاف أمر فارس مناع بأنه كان هو الممون الرئيسي للحوثي وجماعته بالتواطؤ مع علي محسن الأحمر الذي أنكشف أمره أخيرا وأتضح أنه شريك فارس مناع في تجارة السلاح وفي تموين الحوثيين بكميات كبيرة منه مكنتهم من العدوان على السعودية ومن خوض ستة حروب ضد اليمن ولولا هذه الأسلحة لما تمكن الحوثيين من مواصلة تلك الحروب ولانهزموا من أول معركة.
إن استلام تاجر السلاح لمحافظة صعده بما يشبه الانقلاب العسكري ما هو إلى توطئة لتسليمها بالكامل للحوثيين وما فارس مناع إلى مرحلة لذر الرماد في العيون وبعدها سوف يكشف الحوثيين عن وجههم الحقيقي ويزيحونه ويستولوا على المحافظة لتكون منطلقهم إلى بقية المحافظات بل ولتكون رأس حربه إلى المنطق السعودية المحاددة لليمن والتي يوجد فيها عدد من الشيعة خاصة في منطقة نجران وقبائل يام وهذا شيء غير حافي على أحد .
إن وجود تاجر سلاح في منصب محافظ محافظة سابقة يمنية بامتياز ونستحق عليها جائزة وأن يسجل ذلك في موسوعة جنس للأرقام القياسية باعتبار أن هذا الأمر من المستحيل أن يحصل في غير اليمن بسبب تواطؤ مجموعة من المرتزقة الذين يعملون كل ما من شأنه تفكيك الدولة اليمنية وبذر الشقاق بين المناطق اليمنية المختلفة حتى يسهل السيطرة عليها أو تركها حتى تصبح صومال ثاني في خاصرة دول الخليج وخاصة السعودية التي ستكون أول المتضررين من تفكك الكيان اليمن وانتشار الفوضى في كل مكان.