لحج نيوز/بقلم:سند محمد -
ما ظلت الدولة اليمنية تهمله طوال عقود من التاريخ اليمني الحديث تحت مبررات الحكمة وطموحات التعاطي معه بمفهوم التعايش ومحاولة التشذيب والتعديل لمساره هاهو يواجهها الآن وفي وجه وحشي مخيف ، ينكل بالجندي والمواطن ، يمعن في صناعة الفوضى ويدمر المباني والمنشئات ويستبيح احتلالها والسطو عليها وكأنها جزء من أملاكه الخاصة.
القبيلة اليمنية لها وجوه عدة ، أجملها ذلك الوجه الذي يدفع بالوطن إيجابا ، يساهم في بناه ويعزز من أمنه واستقراره ويؤمن بوحدته وبعزة وكرامة جميع أبناءه وتساويهم في الحق والواجب .
وأبشعها ذلك الوجه الذي يواجهه الوطن الآن .. معول الهدم و ساطور القتل و آلة الرعب والفوضى وقض السكينة و السلم العام ، وأن تستر طويلا خلف أقنعة مستعارة سقطت بقدرة قادر.
من العيب على تلك القوى المتمترسة خلف متارس القبيلة وقوتها ونفوذها أن توهم الشعب اليمني بأنها قد حملت همه وطموحاته و آماله في تجسيد اليمن الحداثي والدولة المدنية والمستقبل الواعد والمشرق واقعا . وهي بعد – أي تلك القوى – اكبر مشكلة وأعظم منغص يقف أمام هذا المشروع ليس في الوقت الحالي وحسب ، وإنما عبر مراحل تعاقبت من التاريخ اليمني ، منذ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
وهذا ما يكشفه الواقع اليمني الان ، القنبلة الموقوتة انفجرت ، وما كانت لترغب في تفجير نفسها في هذا الوقت بالتحديد ، لأنها وهي تركب موجة ما يسمى بثورة الشباب قد ارادت ان تعطي مفهوما مغايرا لنهجها توهم به الشباب الثائر الطامح بالحياة الكريمة .. بانها تشاطره النهج والهدف.
على الشباب اليمني الثائر ان يعرف اليوم ان احتلال المباني الحكومية كان مخططا له وكان سيحدث اليوم أو غدا .. برحيل نظام صالح أو بقاءه ، فمن يقدم على هكذا فعل لا يجب علينا ان نكون سذج ونعزيه إلى تصرف آني أو غير مدروس اتى كردة فعل .. بل مخطط مدروس دُبر بليل.
علينا ان نتعامل مع الواقع وفق موروثاته الآتية من الماضي ومعطياته التي يقدمها لنا الواقع كمشاهد لا تحتاج إلى التحليل أو التفسير أو التفكير.
وما يجود لنا به الواقع الآن هو ان الطموحات التي يحملها السواد الأعظم من الشعب اليمني ، سواء أولئك المعتصمون في الساحات أو القابعين في منازلهم ، المناهض منهم والموالي للنظام.
هي طموحات مشروعة والطريق إليها حافلا بالتضحيات ، وما يقدمونه افراد الامن والجيش الاشاوس من تضحيات وما يقومون به من اعمال بطولية في صد واحباط وافشال المشاريع التخريبية للقوى المتربصة بالحلم يأتي في مسيرة التضحيات الممهدة للحلم والهدف المنشود.
الوطن يستحق الكثير ، والمهم الآن اننا قد خرجنا من غيبوبة الغفلة والاحباط وبدأنا بتعرية الجروح المتقيحة .. ليسهل تنظيفها و علاجها.
رئيس تحرير حشد نت