لحج نيوز/متابعات -
أكدت منظمة مجاهدي خلق أن عسكريين عراقيين حاصروا معسكر أشرف لعناصرها شمال العاصمة اليوم الثلاثاء في محاولة لترحيلهم إلى بغداد قسرياً فيما تجمع صحافيون استقدمتهم السلطات لتغطية الحدث أمام بوابة المعسكر الرئيسة رافضة هذا النقل الذي قالت إنه يشكل خطراً على سكانه في وقت يخشى ان يتحول إلى مواجهات دامية بين السكان والقوات المحاصرة. وخيرت اللجنة المكلفة سكان المعسكر بين نقلهم إلى بغداد أو إلى خارج العراق طوعياً.
أسامة مهدي من لندن: أكد الناطق باسم منظمة "مجاهدي خلق" محمد اقبال في حديث مع "إيلاف" من داخل المعسكر (65 كم شمال شرق بغداد) رفض نقل سكان المعسكر الذي تبلغ مساحته ستة كيلومترات مربعة ويضم حوالى 3500 شخص بينهم 900 أمراة وطفل عملية الترحيل التي قال انها تشكل خطرا على حياة السكان.
واضاف اقبال انه في الوقت الذي أثار فيه قرار النقل القسري العراقي لسكان أشرف موجة من الاستنكار والاستهجان لدى المجتمع الدولي وحيث أكدت منظمة العفو الدولية ان هذا العمل محظور انسانيا وقانونيا فإن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ "يدعي" ان الحكومة قد اتفقت مع سكان معسكر أشرف على عملية نقلهم وبموافقتهم الى مكان خاص في بغداد لم يعرف موقعه بعد بالتحديد.
ومن جهته قال العميد باسل حمد ممثل وزارة الدفاع العراقية في اللجنة المشكلة لنقل سكان المعسكر في تصريحات صحافية اليوم "ان اللجنة أبلغت سكان اشرف ان هذا اليوم الخامس عشر من كانون الاول هو آخر يوم لنقلهم الى مكان اخر". وشدد على انه اذا رفض السكان اخلاء المعسكر فان اللجنة ستتخذ قرارا تحدده لاحقا لم يكشف عن طبيعته. وكانت الحكومة العراقية اعلنت على لسان الناطق الرسمي علي الدباغ انها ستقوم بنقل سكان معسكر اشرف الى مكان خاص في بغداد علمت "ايلاف" انه فنادق ثلاثة في منطقة كرادة مريم في بغداد لكنّ تأكيدا رسميا عراقيا لذلك لم يصدر بعد.
وحول اتهام المنظمة بتفجير في بغداد اليوم بالقرب من مكان تجمع الصحافيين المغادرين الى المعسكر لتغطية ترحيل سكانه اشار محمد اقبال الى ان مسارعة النظام الإيراني باتهام المنظمة بأنها وراء التفجير هو "موقف مفضوح للتغطية على مسؤوليته عن التفجيرات التي تشهدها العاصمة العراقية التي تنفذها قوة القدس الارهابية". واضاف ان الاتهام محاولة يائسة تهدف الى "التغطية على دوره بقلب الحقائق لينسب هذه الجريمة الارهابية الى مجاهدي خلق".
ومن جهته قال المجلس الوطني للمقاومة انه "في الوقت الذي هزت فيه انتفاضة الشعب الإيراني أركان الفاشية الدينية الحاكمة في إيران صار نظام الملالي يشدد ضغوطه على الحكومة العراقية للنقل القسري لسكان أشرف" واضافت الامانة العامة للمجلس في بيان اليوم انه بعد عام من فرض مقاطعة صحفية على أشرف دعا الناطق باسم الحكومة العراقية الصحافيين الى زيارة أشرف اليوم في جولة صحفية تم ترتيبها من قبل الحكومة العراقية لإعداد صور وتقارير عن المخططات المبرمجة من قبل لجنة اغلاق أشرف وعملية نقل سكانه".
وحول اتهام المنظمة بتفجيرات بغداد اليوم قالت "لا شك أن عملية التفجير النكراء هذه بالقرب من موقع تجمع الصحافيين تم ترتيبها من قبل نظام الملالي وقوة القدس الارهابية الا أن النظام وفي محاولة يائسة ومن أجل التغطية على دوره يقلب الحقائق ينسب هذه الجريمة الارهابية الى مجاهدي خلق". واكدت انها تملك "وثائق ومعلومات موثقة من داخل قوات الحرس وقوة القدس الارهابية تؤكد أن النظام الإيراني وعملاءه هم الذين يتحملون المسؤولية عن التفجيرات السابقة في بغداد وهم الذين يعدّون المتفجرات والأسلحة وان الحكومة العراقية على علم تام بدور النظام الإيراني في هذه الأعمال ولكنها تعمد إلى التستر على هذه الحقيقة وتشغل الأذهان عن المصدر الرئيس للارهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في العراق".
وكان رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) آد ملكيرت قد عبر امس عن القلق من عزم الحكومة العراقية ترحيل عناصر مجاهدي خلق من معسكر اشرف شمال بغداد الى العاصمة اليوم الثلاثاء قسريا.
وقال ملكيرت ان بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق تواصل أثناء اجتماعاتها المختلفة مع ممثلي حكومة العراق و السلك الدبلوماسي في بغداد الحث على إجراء المزيد من المشاورات بشأن مستقبل سكان مخيم أشرف. واكد في تصريح صحافي تلقته "ايلاف" انه في ضوء ما أعلنته الحكومة العراقية بخصوص اتخاذ خطوات أولية غدا لترحيل سكان المعسكر البالغ عددهم 3500 شخص من الرجال والنساء والاطفال فان قلقا يساور الأمم المتحدة في ما يتعلق بوجوب استناد أي عمل إلى مبدأ حماية السكان من الترحيل القسري أو الطرد أو العودة خلافاً لمبدأ عدم الإعادة القسرية.
ودعا جميع الأطراف المعنية إلى تكثيف المشاورات لإيجاد حل يتماشى مع حقوق العراق السيادية المشروعة والقانون الدولي ويقوم على أساس حرية الأفراد المقيمين في التعبير عن خياراتهم الشخصية ويعالج بجدية خيارات إعادة التوطين الطوعي خارج العراق. واشار الى ان كلا من بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق والفريق القطري التابع للأمم المتحدة ملتزمون بالمتابعة اليومية للوضع في مخيم أشرف خلال الأسابيع المقبلة متبعين بذلك ممارسة الرصد المنتظمة التي قام بها كل من البعثة ومكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان على مدى السنوات القليلة الماضية.
وانشئ معسكر اشرف على الاراضي العراقية منتصف ثمانينات القرن الماضي حين دعم الرئيس السابق صدام حسين المعارضة الإيرانية ضد حكومتها وقدم لها دعما اعلاميا وماليا وعسكريا حيث قامت بعمليات مسلحة ضد اهداف إيرانية داخل البلاد خلال حقبة الحرب العراقية الإيرانية بين البلدين بين عامي 1980 و1988.
وتأسست "مجاهدي خلق" عام 1965 بهدف اطاحة نظام شاه إيران وبعد الثورة الاسلامية عام 1979 عارضت النظام الجديد حيث تتهمها السلطات الإيرانية بالخيانة لتحالفها مع نظام صدام خلال الحرب ومارست ضغوطا كبيرة على الحكومة العراقية لإخراجهم من البلاد لكن التزام الولايات المتحدة بحمايتها وموقف منظمات انسانية الى جانبها منع بغداد لحد الان من الاستجابة للطلبات الإيرانية تلك رغم انها تمارس ضغوطا معنوية على عناصرها وقامت باقتحام المعسكر مرات عدة خلال الاشهر الماضية ما ادى في تموز (يوليو) الماضي الى صدام مسلح بين عناصر المنظمة والقوات العراقية ادى الى مقتل 11 من الإيرانيين واصابة مئات بجروح واعتقال 36 من عناصر المنظمة تم الافراج عنهم في وقت لاحق.
وقد شطب الاتحاد الاوروبي في كانون الثاني (يناير) الماضي المنظمة من قائمته للمنظمات الارهابية وأدانت الحكومة الإيرانية بشدة هذا القرار. وقد جردت القوات الاميركية المنظمة من السلاح عام 2003 اثر سقوط النظام السابق وتفرض القوات الامنية العراقية حاليا طوقا حول مخيم اشرف منذ تموز الماضي. وتعتبر الحكومة العراقية سكان المعسكر اعداء تمتعوا بحماية صدام حسين سنوات طويلة وتحرص على طردهم من العراق لكنها تريد تفادي ان ينظر اليها على انها تنتهك حقوق المنفيين او تعرض حياتهم للخطر.
وحظي المعسكر بحماية الجيش الاميركي حتى انتقل سكانه الى ولاية الحكومة العراقية في كانون الثاني (يناير) الماضي وفق اتفاق أمني ثنائي. وتعتبر الولايات المتحدة منظمة مجاهدي خلق حركة ارهابية ولكن بعض محامي حقوق الانسان في واشنطن حثوا الجيش الاميركي على اعادة السيطرة مرة أخرى على المعسكر لمنع إساءة المعاملة من جانب القوات العراقية.
|