لحج نيوز/كتب:فؤاد السايس -
عهد علي نفسه الثائر جمال عبدالناصر علي تخليص العالم العربي من ويلات الاستعمار وهواجس الاستبداد .
وعمل بكل جهد وأمانة علي الثأر ورد الاعتبار للمواطن العربي فكانت صيحته المدوية ونداء الأحرار الذي أطلقه ارفع راسك يا أخي فقد ولي عهد الاستعمار.
هذه النداءات كان لها صدي ايجابي وتجاوب معها أهلنا في بغداد وصنعاء وعدن الخرطوم والجزائر وطرابلس وتونس ودمشق وعمان .
وكان لها صدي ايجابي أيضا في عواصم دول الخليج العربي التي نالت حريتها المطلقة في سبعينات القرن الماضي .
فقد تأذي الاستعمار الفرنسي والبريطاني ورحلوا جميعهم من بيروت والقاهرة .
ها هو عبدالناصر ينتصر لإرادة الأمة العربية ، وتتوالي صيحاته لتحرر إفريقيا من قبضة المستعمر الفرنسي البريطاني.
ويتهاوي العرش البريطاني وتنال الهند وبنغلاديش وباكستان حريتهم المطلقة
ويتحرر العالم من قبضة استعمارية شديدة قوية ، قوضت اقتصاديات العالم، وقهرت شعوبها ، وشردت مواطنيها الأحرار .
الاعتقالات والمنافي تشهد بعظمة القبضة الحديدة التي كانت تمسك بزمام الأمور ، وتسير الحكم البغيض داخل المستعمرات التي كانت تنضوي تحت التاج البريطاني .
ولكن عبدالناصر المناضل والابن البار السموح المتسامح ذو القلب الرقيق والعاطفة الجياشة يأبي إلا أن يكونوا أبناء جلدته في الوطن العربي وشركاءه وجيرانه في القارة الإفريقية أحرارا، سعداء يمارسون حقهم في الحياة الكريمة فكان أن انتفضي علي الظلم والقهر والطغيان وسعي من اجل حرية الإنسان وكرامته وحقوقه .
وبهذا العمل الجبار استطاع أن ينتصر للحق وان يؤسس منظمة الوحدة الإفريقية ، ومنظمة دول عدم الانحياز ، ويشارك ويساهم في تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي بالتعاون مع المغفور له بإذن الله جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين رحمه الله .
وأطلق نداء التضامن العربي ... وعملوا معا من اجل استقرار اليمن فكان الوئام.
الاتفاق المصري مع المملكة العربية السعودية جنب اليمن الصراع وامن لها الاستقرار وجعل من هذا البلد واحة يستظل تحت ظلاله كل الشرفاء والأوفياء لهذا الوطن .
وانتقل اليمن من عهد شهد فيه الوهن والعجز إلي وطن ينعم بالخير والاستقرار ويحلم إلي غد مشرق .
هكذا جاء التضامن العربي والاتفاق في الرؤى أن يجنب اليمن الاقتتال الداخلي بين الإخوة فكانت للحكمة اليمنية أن تنتصر،استجابة لنداء الأشقاء في جمهورية مصر العربية بقيادة الابن البار الثائر جمال عبدالناصر وجلالة المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز ال سعود .
فحكمة الرئيس جمال والملك فيصل الذين كانت لهم مساهمة كبيرة في رؤية اليمن أن يجتاز أزماته وينعتق من الفقر والذل والحرمان إلي عالم أخر من الحرية والديمقراطية والاستقرار .
فكان أن دعم الرئيس جمال عبدالناصر هذه الثورة المباركة بالقدرات العسكرية والإدارية ومكنها من النفوذ ودخول المؤسسات الدولية والانفتاح للعالم الخارجي وتعريف العالم بالجمهورية الوليدة.
وكان للملك فيصل رحمة الله مساهمات ايجابية في دعم الاستقرار الداخلي وتمكين الشعب اليمني من العيش الكريم وفتح أبواب المملكة العربية السعودية والسماح للمواطن اليمني العمل فيها بحرية مطلقة دون قيود ونقل رأس المال السعودي لليمن والعمل علي تنمية هذا البلد من خلال مجلس التنسيق السعودي اليمني .
فكان ان شهد اليمن سلسلة من المشاريع في البنية التحتية وغيرها ، من خلال إسهامات المملكة ودعمها المباشر للاقتصاد الوطني .
وكانت نداءات الملك فيصل بن عبدالعزيز لكل الفر قاء المختلفين في اليمن بضرورة التصالح والعمل علي تجنيب اليمن ويلات الحروب والاقتتال .
فكانت لنداءاته الاستجابة الفورية وعمل فرقاء العمل السياسي جنبا إلي جنب فانبعث الأمل من جديد وتم تأسيس بنيان العمل السياسي في اليمن من خلال مجلس الرئاسة بقيادة القاضي عبدالرحمن الارياني .
وحانت الفرصة وجاء الرئيس الشهيد ابرهيم الحمدي ليعلن فجر يوم جديد أشرقت الأنوار فيه وجاءت بشائر التنمية.
وتوالت أفراح الشعب اليمني لفترة وجيزة ، ولكن مشيئة الله تأبي إلا أن يري اليمن الخير والنور من جديد بعد صفحة انطوت برحيل الشهيد إبراهيم الحمدي والرئيس الغشمي وسالم ربيع علي .
ويأتي الله بالأقدار المبشرة والمفرحة للشعب اليمني المكلوم في الرؤساء الثلاثة الذين ذهبوا ورحلوا عنا .
ويأتي الله بمرحلة جديدة بالسابع عشر من يوليو 78م المجيد فيتولي الرئيس المشير علي عبدالله صالح الرئاسة وتتوالي بشائر الخير وإعلان إعادة الوحدة المباركة .
وها هي الأيام تمضي بنا ونحن علي عتبة ذكري الثالثة والعشرين من يوليو 52م وعهد جديد من الخير والعطاء تشهده جمهوريتنا الوليدة .
فعودا إلي بدء كان عبدالناصر يحلم رؤية العالم العربي ينتعش ويعيش في امن وأمان .
كانت لديه أمال معقودة من أن الخارطة العربية ستتغير يوما ما وسوف ينبعث مولد يوم جديد ، يتحرر العالم العربي من العبودية والقهر والبطش والذل والاستبداد .
فكان له ذلك ، إذ أطلق حرية التعليم المجاني والأرض لمن يزرعها والدواء لكل مريض . وحرية التنقل والاستثمار ضمن ضوابط ومعايير يتم من خلال تحقيق المنفعة للشعب كل الشعب .
فتحرر الشعب من العبودية ورأينا الجيش تتنامي قدراته كما وعددا .
وخاض الشعب المصري سلسلة من الحروب ضد المستعمر البريطاني الفرنسي ، فانتصرت الإرادة والإدارة المصرية ضد العدوان الثلاثة الإسرائيلي البريطاني الفرنسي .
ووأدت أشرارهم وتمكن الشعب المصري من تحرير أراضيه ورحل المستعمر البريطاني من ارض مصر الغالية .
وانتصرت إرادة الشعب الليبي ورحل المستعمر البريطاني الأمريكي من أراضي ليبيا من بنغازي وطرابلس .
وانتصرت الإرادة الجزائرية ورحل المستعمر الفرنسي من أراضيها وكان لأحمد بن بلا وهواري بومدين النصرة .
وكان كذلك الأمر في تونس ورأينا بورقيبة أبو الأحرار والمجاهدين كما يحلوا له يقود العمل الثوري، وانتصرت الثورة التونسية علي القهر الفرنسي ، وانعتق الشعب التونسي ، ونال حريته .
ورأينا الثورة التصحيحية في دمشق تحقق انتصارا علي العبثية والفوضى ويحقق الأمن والاستقرار في ربوع سورية المجد العربي .
ورأينا ثورة 58 في العراق تطرد الانجليز والي الأبد من أراضي بلاد الرافدين ويتحقق للشعب العراقي الحرية ويتم إنهاء عهد نور السعيد العميل المرتزق .
ورأينا السودان ينال حقه في الحرية مع إسماعيل الازهري ويشرب الشعب الظمآن من كأس الحرية .
وينال حقه في الاستقرار ويعلن جمهوريته الوليدة الشعب اليمني في شطرية في العام 62 و 63 علي التوالي بفضل ثورة ال 23 من يوليو المجيدة .
وتنال الإمارات في الخليج حريتها ويرحل المستعمر البريطاني إلي غير رجعة .
ويعيش العالم العربي هذه النسائم من الحريات المطلقة بفضل ابن من أبناء هذا الوطن العربي الكبير .
فلنا أن نسطر هذه الجمل ونذكر من نسي ونعيش ذكري الانتصارات ونعيش يوم الكرامة والأبي والشمم .
نعيش هذه اللحظات ونعتبرها أيام خالدة حققت لهذه الأمة العظيمة هذا المجد وهذا الصرح من البنيان الكبير .
لو لم تكن هناك ثورة في 23 من يوليو 1952م لما رأي الخليج هذه النعمة المباركة .
ولظل اليمن الجنوبي يقبع تحت وطأة ونير المستعمر البريطاني البغيض وحكم المشيخات والسلاطين الظالم المستبد.
ولرأينا شعب مصر يعيش تحت ظلال الفساد وبطش البوليس السري وأوامر المندوب السامي البريطاني .
ولرأينا شعب تونس والجزائر يعيشان تحت نير المستعمر الفرنسي وبطشه الجبار .
ولرأينا ليبيا والعراق يعيشان تحت رحمة المستعمر البريطاني وتنهب ثرواتهم البترولية الضخمة .
ولراينا الشعب اللبناني يتفرنج ويعيش تحت ثقافة فرنسا وحكمها الجائر الذي عصف بمقدرات الأمة العربية .
وما كنا نعيش نسائم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والنهضة الشاملة في ربوع يمننا الحبيب .
ولوأدت كل انبعاثات التقدم والتحضر إلي الأبد في ربوع عالمنا العربي .
ومن اجل هذا كله وغيره من أمور نسطرها في الجزء الرابع من انجازات ابن من الأبناء الأحرار ومواطن عاش من اجل الأمة العربية ولها ، علينا أن نترحم لهذا الرجل ونذكر مأثرة وحبه وعمله الدؤوب في كل لحظة من لحظات حياتنا اليومية وعملنا السياسي وممارستنا لحياتنا الاعتيادية .
ولنا مسئولية كبيرة نتحملها جميعا أن نعمل بثبات وعزيمة ودون انقطاع من اجل وطن عربي كبير .
وطن عربي من طنجة إلي جدة ...... نعمل بكل ومثابرة وجهد وإخلاص .
علينا مسئولية العمل معا من اجل وطن عربي كبير ، شامخ البنيان مستقل حر كريم .
عاش كفاح الشعب الفلسطيني وعاشت نسائم الحرية فيه.
عاشت وحدة الشعب اليمني وديمقراطيته الوليدة .
المجد والخلود لشهداء الامة العربية .