لحج نيوز/صنعاء - طمأن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج على صحته وصحة المسؤولين الذين أصيبوا معه في الاعتداء الإجرامي الآثم الذي استهدفهم وهم يؤدون صلاة أول جمعة من شهر رجب الحرام بجامع النهدين بدار الرئاسة في الـ 3 من يونيو الماضي, مؤكدا بأن الجميع يتماثلون للشفاء.
وقال فخامة رئيس الجمهورية في خطاب وجهه إلى أبناء الشعب اليمني والأمتين العربية والاسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك:
" بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك يسرني أن أزف إليكم أزكى التهاني وأجمل التبريكات من على سرير العلاج من أراضي المملكة العربية السعودية مطمئناً آبائي وأمهاتي.. وإخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي أبناء الشعب اليمني الأوفياء.. وكل الخيرين والمتعاطفين بأننا ولله الحمد والمنّة نتماثل للشفاء أنا وكل المسئولين الذين أصيبوا في ذلكم الحادث الإجرامي الغادر الأثيم، وذلك بفضل عناية الله سبحانه وتعالى ودعوات الصادقين الأوفياء منكم وبفضل عناية ورعاية الأشقاء في المملكة وفي مقدمتهم أخي خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود".
وتوجه فخامته بالشكر والتقدير لكل أبناء شعبنا الوفي رجالاً ونساءً شيوخاً وأطفالاً على ما غمروه به من مشاعر الحب والوفاء، وقال إن " هذا ليس بغريب على شعب وصفه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بالإيمان والحكمة، فأنتم- يا أبناء شعبنا اليمني الأبي- أحفاد أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفاد الفاتحين، وقد سطر التاريخ بحروف من نور مواقفكم النبيلة وأخلاقكم الأصيلة وثباتكم وصمودكم الأسطوري على الحق، فالجبال الشامخات لكم.. ونفوسكم مثيلٌ لها في الشموخ والثبات ".
وجدد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بهذه المناسبة الدينية دعوته لكل أطياف العمل السياسي في الساحة الوطنية للجوء إلى الحوار كونه المخرج الوحيد والوسيلة المثلى لحل الأزمات والخلافات والتباينات، وشدد على أنه " لا بديل عن الحوار الذي ينطلق من الثوابت الوطنية والدستور، فهو الوسيلة الحضارية التي تتبعها كل الشعوب الحرة والحية لتحقيق الإصلاح والتغيير نحو الأفضل ".
كما دعا جميع الأطراف إلى التهدئة ونبذ العنف والتطرف والتخريب وعدم التعامل بردود الأفعال مهما كانت الأسباب والمبررات , وأكد على ضرورة التزام أطياف العمل السياسي بالمبادرة الخليجية وجهود وبيان مجلس الأمن كأرضية لحل الأزمة التي تمر بها البلاد.
ولفت فخامة رئيس الجمهورية إلى " أن التغيير الذي ينشده الجميع لا يمكن الوصول إليه عن طريق العنف وبث ثقافة الحقد والكراهية وعقلية الانقلابات وحَبْك المؤامرات والدسائس والسعي للتصفيات الجسدية للمنافسين السياسيين" .. مشيراً إلى أن هذه الأساليب المتخلفة واللاأخلاقية ستفضي إلى المزيد من المتاهات وتعقيد الأمور وتفاقم الأزمة.
كما أن هذه الأساليب قد ولّى زمانها بانتهاء الأنظمة الشمولية وبزوغ فجر الوحدة التي جاءت بالتعددية السياسية وحرية الصحافة والمحافظة على حقوق الانسان وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة بآليات ديمقراطية متعارف عليها في كل الدول الديمقراطية في العالم.. وعن طريق صناديق الاقتراع، فالوصول الى السلطة لن يتم بإشاعة الخوف والفوضى.. وقطع الطرقات وتعطيل مصالح الناس وزيادة معاناتهم وحرمانهم من المقومات الأساسية للحياة من الغذاء والماء والكهرباء والوقود، وفي المقدمة افتقارهم للأمن والأمان، وإلحاق الخسائر الفادحة بالمنشآت والمنجزات الكبيرة التي حققها شعبنا بجهوده وعرقه في ظل الثورة والجمهورية والوحدة المباركة التي تحققت بفضل التضحيات الجسيمة والغالية معززة بالحرية والديمقراطية كخيار وطني لشعبنا المكافح الأبي الذي لا يمكن أن يسمح بالتفريط بإرادته وخياراته الوطنية وبمنجزاته ومكاسبه وفي مقدمتها الوحدة التي لا يمكن التفريط بها أو التخاذل في تحمل مسئوليات الدفاع عنها وعن الأمن والاستقرار وصيانة حريات الشعب وحقوقه والحفاظ على نهجه الديمقراطي التعددي.
وأضاف فخامته بأن الوصول إلى السلطة يجب أن يكون بآليات ديمقراطية وعبر صناديق الاقتراع، وليس بإشاعة الخوف والفوضى وقطع الطرقات وتعطيل مصالح الناس وزيادة معاناتهم وحرمانهم من المقومات الأساسية للحياة من الغذاء والماء والكهرباء والوقود ‘ ولا من خلال تزييف وعي الناس وقلب الحقائق.
وأكد ضرورة العمل على دعم ومساندة المساعي الوطنية الجادة والمسئولة لتحقيق وفاق وطني شامل ترضى عنه وتلتزم به كافة الأطراف السياسية للخروج من المحنة السياسية القائمة.. ومعالجة كافة القضايا والمشكلات.. وتحقيق التغيير المنشود في النظام السياسي.. وتحقيق كل الإصلاحات في بنية مؤسسات الدولة المركزية والمحلية.. وإنجاز الحكم المحلي كامل الصلاحيات.
وأشاد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بالجهود الوطنية المخلصة التي يقوم بها الأخ الفريق عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية في اتجاه حل الأزمة، والحوار الذي يجريه مع الأطراف السياسية..
وقال : " نتطلع إلى التجاوب مع جهوده الخيرة.. لما من شأنه تجنيب المواطن المعاناة وتوفير الخدمات الأساسية.. وأن تتفاعل كافة القوى السياسية بشكل جاد ومسئول مع تلك الجهود وذلك لرأب الصدع والخروج من الأزمة الراهنة.. وأن يضع الجميع المصالح الوطنية العليا أمام أعينهم وفوق ما عداها من المصالح الحزبية والشخصية الضيقة.. وتغليب لغة الحكمة والعقل.. والترفع فوق الصغائر.. من أجل أن يسود الأمن والاستقرار.. وتسود الطمأنينة والسلم الأهلي كل ربوع الوطن.. وتعود مشاعر الود والإخاء بين كافة أبنائه، فبالمزيد من الحوار والتفاهم والعقلانية سيصل الجميع إلى الوفاق وإلى تحقيق تطلعات أبنائنا الشباب وكافة شرائح شعبنا اليمني العظيم في الإصلاح والتغيير نحو الأفضل.
ودعا فخامة رئيس الجهمورية إلى تجاوز الماضي, وأن يكون شهر رمضان المبارك فرصة لالتقاء الجميع للتحاور والتسامح وإزالة التوتر من المدن والطرقات والميادين والساحات واستغلال الأجواء الروحانية التي يتسم بها هذا الشهر الكريم للاتفاق على ما يصون الوطن ويحافظ عليه ويجنبه المآسي والويلات.
كما تطرق فخامة الأخ الرئيس في خطابه إلى جملة من القضايا على الساحة الوطنية .. |