لحج نيوز/صنعاء - أصبحت ظاهرة تناول القات عند النساء ظاهرة منتشرة بين الفئات والشرائح الاجتماعية اليمنية, ونلاحظ أنها تتعاظم من حين إلى آخر ولعل من الأسباب التي تدفع بالمرأة إلى تناول القات هو أدائها لواجب اجتماعي أثناء المشاركة في المناسبات والأعراس والولادة والموت. بالإضافة إلى التسلية وحب الالتقاء بالأخريات وأحيانا لاخذ قسط من الراحة عقب العمل, علاوة على كون المسألة أصبحت من ضمن العادات والتقاليد الاجتماعية في اليمن في حين تتخذ بعض المثقفات من جلسات القات فرصة لمناقشة وبحث قضايا ثقافية وفكرية كما هو الحال عند الرجال.
وتشير دراسات إلى أن أكثر النساء اللواتي يتناولن القات عادةً ما يفضلن التدخين سواء السجائر أو المداعة أو الشيشة المعروفة في البلدان العربية والتي تحرص النساء أثناء زيارات منازل صديقاتهن وقريباتهن لغرض حضور جلسات التفرطة على اصطحاب الشيشة أو المداعة الخاصة مع بقية مستلزمات التدخين كالتبغ من النوع الخاص او المعسل.. إضافة إلى المشروبات الخاصة مع القات مثل الشعير والبيبسى ومشروبات الطاقة والكركديه والزنجبيل وأحيانا يخلط البيبسى الاسود مع مشروبات الطاقة والشعير مع الزنجبيل ليكون شرابا يؤخذ أثناء القات, وقد أضافت المرأة اليمنية تلك المبررات اتخاذها من القات سلاحا تستطيع مواجهة شبح الفراغ وكسر حالة الرتابة والجمود والروتين اليومي الذي تعيش معظمه في المنزل.. وقد لا تتعدى حدوده إلى ماهو ابعد بيوت الأهل والأقارب والأصدقاء.
وهكذا تكون مجالس القات والتجمعات النسائية في المناسبات الخاصة " التفرطة" في حياة اليمنيات.. غير أن ما يلاحظ أنها في شهر رمضان تختلف نوعا ما عن التفرطة في الأيام الأخرى و تقل لأسباب خاصة ومرتبطة بطقوس الشهر الكريم وبما تمارس من عادات أثناء هذا الشهر.
تقول نداء قاسم موظفة: يكون الاستعداد لرمضان نفسياً وعملياً الأول التسامح من الأهل والأصدقاء والثاني استعدادا عملياً يتضمن تنظيف وغسيل للبيت ومستلزماته وتجهيز احتياجات الشهر الكريم كاملةً من بضائع ومواد غذائية مثل تجهيز الشربة والطعمية وغيره وهذا تخفيفاً لان العمل في رمضان يتضاعف في البيت وخاصة الموظفات, أما خلال الشهر الكريم فالتفرطة في هذا الشهر تختلف عن بقية الأيام وذلك في التوقيت الزمني حيث يكون ليلاً ولابد من إيجاد الوقت لمتابعة الأطفال ودروسهم والتفرغ للعبادة وقراءة القران وهنا لن يوجد وقت للخروج إضافة إلى أن هناك مسلسلات وبرامج متنوعة تجعل في النساء عدم الرغبة في الخروج وبالتالي تستعد لعمل السحور.
تقول الأخت / ياسمن احمد " ربة بيت متعلمة: تغلب أماكن التفرطة في رمضان في بيوت الولاد وتجمعات الجيران وغالباً ماتكون مجالس شبيهة بالأيام الاخرى إلا أنها تتميز بطابع خاص إذ يتم فيها ترديد بعض الأناشيد الدينية والتي تردد في الموالد, حيث نستعد لهذا النوع من التفرطة بتجهيز المكان " الديوان " وتجهيز المدائع و..عدد من المشروبات مثل الكركديه والشعير والماء المبخر وغالباً ما تصطحب كل واحده مشروبها الخاص, أما بالنسبة للاستعداد لشهر رمضان غالباً ما نستعد له من الشهور السابقة رجب وشعبان.
بينما يوضح الأخ صالح حمود حسان أن معظم الأسر تقوم بشراء مستلزمات الشهر الكريم أيضا وشراء ملابس الأولاد والأسرة ونادراً ما تتأخر الأسرة في شراءها إلى شهر رمضان وذلك لأن الأسعار تكون اخف وتفادياً للزحام وأضراره والذي يحدث في رمضان ولتتفرغ الأسرة لإحياء طقوس الشهر الكريم, وتأتي أسباب التأخير أو التقديم في توفير الأغراض الخاصة بالشهر غالباً ما تكون أسباب مادية أو الانشغال بأعمال لا يمكن تأجليها .
كما توكد/زعفران احمد عبدالله أن جلسات التفرطة تقل في شهر رمضان مقارنة بالأيام العادية كأن تفضل المرأة الجلوس في بيتها والاستفادة من الوقت في التعبد وقراءة القران الكريم ورعايتها لأولادها وعدم قدرتها على تركهم ليلا لوحدهم إضافة إلى خوفها من الخروج والتجول ليلاً وأحيانا يأتي منع رب الأسرة لزوجته من الخروج ليلاً واقتصار المناسبات في رمضان على الولاد أو إقامة الموالد فقط إضافة إلى أسباب أخرى استطعنا أن نحدد بعضاً منها وتنوعت هذه الأسباب من واحدة إلى أخرى غير انه شهر عبادة وعمل أكثر من الأيام الأخرى واستعدادا للعيد والخروج إلى السوق لشراء احتياجات العيد أيضا, والظروف الجوية " البرد" والخوف من خروج المرأة ليلاً إلا لأسباب ضرورية أو أداء واجب اجتماعي, كما يؤكدن انه خلال الشهر الكريم لا يوجد أعراس ولكن تكون هناك مناسبات أحيانا تنحصر بين الولادة والعزاء وزيارة الأقارب والأصدقاء, والجيران أو زيارة مريض. |