لحج نيوز/كتب : سعيد عزيز -

" خرجنا بآمال وتطلعات الشباب الوطني النظيفة والشريفة لنصنع ثورة إصلاحات لا تصفية حسابات ، لكنهم كانوا قد سبقونا " جهابذة الانقلابات" وصناع الفتن ، ليصادروا أحلامنا وأهدافنا .. ويحيكوا مؤامراتهم كما يحلو لهم" .. تلك كانت لسان حال احد الشباب الاكثر حماسا ، وهو يغادر ساحة الاعتصام مقررا عدم الرجوع .. متأسياً على شهور أبعدته عن أهله وعمله وحياته .. مؤكدا ان عليه الان ان يلتفت إلى مستقبله بنظرة أكثر واقعية ونفع ..

على مدى اكثر من شهر من عمر الأزمة اليمنية التي فاقت الستة شهور .. كانت الأيام الأخيرة وبشكل ملفت هجرة جماعية لغالبية الشباب والشابات وحتى الكبار في السن من ساحات الاعتصام ، وتلك المغادرات كانت قد سبقتها من قبل عزوف للكثير من الذهاب إلى ساحات الاعتصام .. و برحيل الشباب النظيف الاكثر حماسة .. لم يتبقى من خيام أو بشر سوى اولئك الذين ما يزال يغرر بهم تيار الإصلاح وقلة قليلة من بقية أحزاب اللقاء المشترك ، ومجموعة من العسكر المنشق عن الجيش الوطني ، واولئك كلهم إما قواعد لتلك الأحزاب أو قيادات ميدانية تنظيمية تؤثر باولئك الافراد تحت اسنة الترغيب والترهيب.

والحقيقة التي بات يعرفها كل اليمنيين الان .. هو ان الكيل قد طفح بعد ان انكشفت المغالطات وظهرت الحقائق واصبح السواد الاعظم من أبناء الوطن يتوقون إلى الخروج من عنق الزجاجة التي وضع المشترك الوطن وابناءه فيها ملتبسا رداء الثورة ومصرا عليها .. بينما ما يجري الان على الواقع الوطني لا ينبئ أو يميل إلى مفهومها بأدنى فكرة.

لم يعد الشباب الناضج والمنفتح الذي يتملك الوعي والعقلانية والمسئولية الوطنية هدفا أو سلاحا بيد تلك القوى ، فقد اعلن الجميع تنصلهم من تلك المشاريع الانقلابية وكفروا بها .. وعبروا عن براءتهم من تلك الاهداف برحيلهم الجماعي وطلاقهم البائن لكل ساحات الاعتصام التي افرغت من محتواها وفكرتها في وقت مبكر من عمر الازمة اليمنية .. واصبحت مرتعا لاصحاب السوابق .. وافكار السيطرة والنفوذ والمطامع التي يهدفون الوصول اليها مهما كلف الثمن .

على المجتمع اليمني اليوم ان يغير نظرته إلى الشباب وان لا يعزي ما يجري الان من ازمات وفوضى اليهم .. لانهم لم يعودوا صناعا لها ولم يرغبوا في صناعتها مطلقا .. وما تقوم به قوى الظلام اليوم باسم الشباب وثورتهم أصبح مجافي للواقع مزيفا للحقائق .. لان ما تبقى من شباب في الحقيقة هم شباب تابعون للمشترك وشركاؤه .. حتى الشباب المنتمي إلى المشترك تنظيميا والمتملك للمسئولية والوعي .. غادر الساحات ليتركها للمغرر بهم .. والمدفوعين الاجر.

شكرا لشباب اليمن النظيف الواعي المتنور المسئول .. لقد اثبتم انكم الوطن بحرصكم عليه .. وكنتم بمستوى همومه والامه وتطلعاته التواقة إلى الخروج من عنق الزجاجة الذي حشرته قوى الظلام في فوهتها.

ولا عزاء لقوى التطرف والتعجرف والانقلاب .. فكفيل بها ذلك الازدراء الشعبي والوطني الذي سيلاحقها اينما حلت وظلت.