لحج نيوز/صنعاء -
نظم الأخوان المسلمين "حزب الاصلاح" مساء امس الاثنين سلسلة مسيرات في عدة مدن يمنية بمناسبة ما وصفوه بـ"سقوط نظام القذافي"، ورفعوا خلال المسيرات شعارات تحيي "ثوار ليبيا" وتهتف داعية حلف الناتو لغزو اليمن عسكرياً ومؤازة "شباب الثورة" و"اسقاط طاغية صنعاء"- على حد تعبيرهم.

وفيما رفضت بقية أحزاب اللقاء المشترك الانضمام للمسيرات، فإن ناشطين اشتراكيين وناصريين وصفوا مسيرات الاخوان على "فيسبوك" بأنها "مهزلة"، ووجهوا انتقادات لاذقة لحزب الاصلاح، مستغربين أن يقوم "حزب اسلامي" بدوة "الصليبيين لغزو بلاده"!! وطالبوا قيادة الاخوان المسلمين بتقديم الاعتذار لساحات الاعتصام ومكونات الثورة عن "محاولة تدويل القضية اليمنية لحسابات لا تذدم إلا مصالح عملاء الاستعمار والمرتزقه الجهاديين"..

مظاهرات الاخوان المسلمين الداعية لتدخل الناتو لغزو اليمن شملت كل من صنعاء، وتعز، وإب، وذمار، ودمت، والبيضاء، والمكلا، وألقيت فيها كلمات وقصائد تبارك لليبيين وتشيد بجهود حلف الناتو وتدعوه للنظر الى اليمنيين بعين واحدة مع ليبيا.. ومن المتوقع أن تتكرر مساء اليوم عقب صلاة العشاء، حيث أن هذه المسيرات تتزامن مع وقت صلاة التراويح التي تعد تقام في كثير من المساحد بعد استبدالها بالمسيرات.

المسيرات المطالبة بالتدخل الأجنبي باليمن ليست الأولى من نوعها التي ينظمها الإصلاح، ففي 28/يونيو/2010م نظمت أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) تظاهرات بالعاصمة صنعاء طالبت بتدخل صليبي من قبل دول الاتحاد الأوروبي للفصل في قضايا المعتقلين من عناصر مليشيات الحراك المسلحة، وفرض أحكامها على السلطات اليمنية.

وقامت قيادات المشترك "آنذاك" بتسليم مكتب الاتحاد الأوروبي بصنعاء قوائماً تتضمن أسماء المعتقلين من عناصر المليشيات المسلحة، والذين أحالت السلطات ملفاتهم للقضاء على خلفية إرتكابهم سلسلة أعمال اغتيالات لعشرات الضباط، ومئات الجنود، والمدنيين- بما فيهم أطفال تم تمزيق أحشائهم طعناً بالسكاكين، وعمال من أبناء المحافظات الشمالية تم تصفيتهم دموياً ضمن عمليات الابادة العنصرية، التي تمت خلالها عمليات تهجير قسري تحت تهديد السلاح لآلاف الأسر "الشمالية" التي كانت تعمل بالمحافظات الجنوبية، فضلاً عن متهمين بتفجيرات طالت منشآت خدمية واقتصادية.

وطالبت أحزاب المشترك دول الاتحاد الأوروبي بتدخل صليبي عاجل لاطلاق سراح المعتقلين، قبل أن تخضعهم السلطات اليمنية لأحكام الشريعة الاسلامية التي تعاقب القاتل بالقتل.. واصفة الجرائم التي ارتكبوها بأنها في سياق حريات التعبير، والنضال السلمي الذي تبيحه الديمقراطية.. وهو ما وصفه المراقبون بأنه أول ترخيص علني للدول الأجنبية للتدخل بالشئون الداخلية اليمنية، وانتهاك حرمة القضاء، وأحكام الشريعة الاسلامية، وإطلاق أيدي الجيوش الصليبية لاستخدام قوتها لانتهاك السيادة الوطنية اليمنية، إذا ما رفضت السلطات الانصياع للضغوط الغربية.

وقد أعلن مصدر إعلامي في حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) إدانته للارتماء هذه الأحزاب في أحضان الأجنبي، وأكد أنه "لا قبول لأي تدخل في الشأن الداخلي اليمني من قبل أي جهة كانت، سواء كان ذلك من الاتحاد الأوربي او غيره.."

وقال المصدر: "اذا كان لدى احزاب اللقاء المشترك أي مطالب تتعلق بالإفراج عن أي محتجزين تعتقد تلك الأحزاب بأنهم محتجزون لأسباب سياسية فان عليهم تقديم كشفاً بذلك للأخ النائب الاول رئيس المؤتمر الشعبي العام أمين عام المؤتمر او إلى الاخ رئيس مجلس الوزراء حتى يثبتوا مصداقيتهم وحرصهم على الحوار الجاد بدلاً من إضاعة الوقت او اللجوء إلى الأجنبي ومحاولة حشره في الشأن اليمني الداخلي، لان ذلك أمر معيب ولا يمكن القبول به ولا يخدم المصلحة الوطنية".