لحج نيوز/بقلم:د.يوسف الحاضري -
- هاهي الفرحة الثانية التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ((للصائم فرحتان) تطل على الأمة الإسلامية والعربية واليمنية ونحن نمر بأسوأ حال وأسوأ ظروف قد تمر عليها أمة ذات عصر وزمان ومكان , فاليمن تمر بظروف لا تسر أحدا على الإطلاق حتى أعدائها المتربصين بها في الداخل والخارج !!! فظروفهم الاقتصادية تدنت إلى أسوأ حد وحال !!! وظروفهم الاجتماعية أصبحت في خبر كان بعد أن فرقت هذه الأحداث بين الأب وابنة وبين القريب وقريبه وبين الجار وجاره وبين أصحاب القرية الواحدة وجعلتهم من أمه واحدة متحابة متعاونة إلى أمم متعددة في منطقة جغرافية صغيرة متناحرة متكارهة وأحيانا متحاربة بعد أن قادت فكرة الحركات التحررية الكاذبة إلى أن جعلت كل فرد في المجتمع دولة ووطن وقانون ومشرع وآمر وناهي بحد ذاته !!! جاء العيد واليمنيون منقسمون إلى عدة معسكرات تحت
معسكرين أثنين معسكر يتبع القاعدة الشرعية والدستورية ومتمسكة بالرئيس والنظام الحالي كونه لم يأتي رغم أنفهم إلى مركز السلطة بل جاء وفق تنافس انتخابي نزيه وشريف شاركت فيه جميع الأطياف والأحزاب والفعاليات والمنظمات !!! ومعسكر خرج يطالب برحيل النظام تحت مسمى (ثورة) بعد أن انتشرت هذه الأحداث في الأوطان العربية فتركزت في الأذهان فكرة نحن لسنا أقل شأنا مما يجري حولنا فهم غيروا ونحن لزاما أن نغير حتى لو لم تكن مرتكزة إلى قانون أو قاعدة أو مبرر لها ومع ذلك حصل ما نعلمه جميعا وأصبح المعسكران إلى اللحظة هذه في حالة تأهب شديد للمواجهة بعد أن تحول المسار إلى مواجهات عسكرية جعلت من أفراد الجيش أيضا يبتعدون أشهر معدودة عن عائلتهم وأسرهم وبالتأكيد سيكون العيد عندهم ليس فرحة بل هم وغم وجحيم وخوف وترقب لأن مهمتهم تلزمهم بهذه الأمور منتظرين الموت في أي لحظة خاصة مع موجات التهديد القادمة من هنا وهناك بأن الحسم العسكري قادم لا محالة !!! أما الاقتصاد الذي نخر شعب اليمن نخرا والأحداث التي قادت التدهور إلى تدهور أشد وأنكى وأدت هذه الأحداث إلى فقدان العشرات من الالآف لوظائفهم الخاصة في القطاعات الخاصة والمختلطة لأسباب تجارية بحتة أضافت إلى الشارع اليمني بطالات أخرى وآفات أخرى وآهات أخرى فتم نزع مفهوم العيد من أفئدتهم وعقول أبناءهم وأطفالهم نزعا واستبدلت بآلام وأحزان وهموم لا مثيل لها كل هذا في سبيل الصراع على لعام الدنيا وزينتها !!!
وأما سكان الجامعة المحاصر من قبل المتظاهرين من قبل أكث من 7 أشهر سيستمرون تحت المعاناة والاضطهاد والتفتيش سواء للداخل أو الخارج مما سيحد من عمليات الزيارات المتبادلة بين الأهل والأقارب والتي تكون أيام
الأعياد فرصة لمثل هذه الصلات والزيارات وستستمر معاناتهم كما أنها معاناة لا تقل شأنا عن سكان منطقة الحصبة والتي تعيش كل يوم خوف وترقب متى سينفجر الوضع كونها أكثر مناطق العاصمة صنعاء توترا وتخندقا واستعدادا لحرب نسأل الله ألا تحدث أو تقوم من أجل ذلك نجد أن سكانها سيكونون أكثر خوفا وترقبا وسيتم الحد من عملية خروج الأطفال للشوارع والاستمتاع بما يستمتع به أطفال العالم الإسلامي أجمع وسيتم حصر فرحته تماما ولسان حالة نسأل الله أن يعوضنا العيد القادم عل وعسى يأتي وقد هدى الله العقال من أصحاب الشأن والقرار في اليمن إلى صوابهم وهداهم إلى
الصراط المستقيم !!! سيأتي العيد هذا وهناك مئات من الأسر اليمنية فقدت حبيبا لها وعضوا هاما في أسرته وبعض الأسر فقدت كاملة وبعض السر أضيف إليها شخص ذو احتياجات خاصة بين معاق بدرجات مختلفة وكل أفراح قد تأتي في
هذه اللحظة ستتحول إلى عزاء إضافي لأن الأم لن تجد أبنها الذي تعودت أن تراه كل يوم عيد (وغير يوم العيد) يعرج عليها مسلما ومقبلا يديها ورأسها منتظرا أن تسمع آذانه دعواتها الحنونة الرائعة المحبة أو تجد أخاها الذي هو سندها ورفيق دربها وربما فقدت زوجها عشيرها ووالد أطفالها (الذين أصبحوا أيتام ) أما الأصدقاء فعند اجتماعهم المعتاد سيكون هناك ضلعا من أضلاع شلتهم ناقص وسيكون اجتماعهم للذكرى المحزنة ,,, وهناك من لن يزور أخته أو بنته أو قريبته (في حادثة قطع رحم مقيتة في الدين ) لأسباب ان زوجها منتمي إلى معسكر معارض لفكرته وحصلت بينهم خلال هذه المدة الزمنية انفصال وطلاق اجتماعي عوضا عن بعض المشادات والمواجهات وغير ذلك,,, وهكذا تستمر المأساة كون هذا العيد سيأتي ورئيس الجمهورية غائب عن أرض الوطن لأسباب إجرامية ومازالت لهجات التهديد تنهال عليه وعلى مناصريه وتحذر من الرجوع بعد أن سلمنا مصيرنا إلى الغرب أسوة ببقية الدول العربية حتى وإن كان التحكم بالحال من تحت الطاولات ,,, عيد جاء وأنا في الغربة بعيد كل البعد عن أهلي في اليمن ومثلي الكثير عزاءنا الوحيد أنهم في أمن وصحة وعافية والتواصل الصوتي من سلام وعيديه هو سبيلنا الدائم حتى أيام الأعياد ,,, عيد جاء مكبلا بكل أفكار الاضطرابات والهموم والمشاكل وحالات اليأس التي أصابت معظم الناس والتطرف السياسي الذي غزى كل الأطياف عزائنا الوحيد استمرار وحدتنا الوطنية والقومية وتماسك السلم الاجتماعي بعيدا كل البعد عن إنهيارة ,,, فالعيد سيأتي بعده أعياد ولكن غيره لن يعوض إن تلاشى وتبخر من بين أيدينا والذي إن شاء الله لن يتلاشى وسيكون القادم
أفضل بمشيئة الخالق وحدة وسيقال للجميع هذا العيد والأعياد القادمة كما أقولها لكم بمناسبة هذا العيد (( كل عام وأنتم وآل بيتكم وأصحابكم واليمن بألف ألف خير)).