لحج نيوز/صنعاء - تعالت أصوات من داخل ساحة الاعتصام المركزية لقوى المعارضة بالعاصمة اليمنية صنعاء المعروفة بــ"ساحة التغيير" مطالبة بفتح تحقيق شفاف وعادل في اتهامات وشكاوى لم تتوقف منذ أشهر بحق اللجان الإشرافية والإدارية والتخصصية واللجنة التنظيمية العليا الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح بالاستحواذ على مالية الساحات وإخفاء البيانات والمعلومات المتعلقة وتوجيه الموارد لمصالح فئوية وحزبية خاصة وسط تسريبات برزت بقوة خلال الأيام الماضية عن "اختفاء وتسرب" أجهزة ومعدات طبية وتقنية حديثة تكلف ملايين الدولارات إلى خارج الساحة والمستشفى الميداني الملحق بها .
وفضلاً عن إدانات سابقة ولاحقة للتيار الحزبي الذي يتقدمه حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) بالسيطرة المطلقة على الساحات وخصوصا الاعتصام المركزي بحي جامعة صنعاء ومصادرة حقوق وأصوات الشباب وتطلعاتهم المشروعة إلى التغيير السلمي وفرض الوصاية الكاملة على الشباب وثورتهم المسروقة منهم ومصادرة حقوق الشركاء الآخرين من أحزاب وتنظيمات سياسية ومدنية ومستقلين, علت انتقادات إضافية وأصوات ناقمة من أوساط المحتجين سواء الشباب أو الأكاديميين والأطباء والقوى اليسارية الغاضبة بعدما ضاق الجميع ذرعا بصمتهم الطويل وقذفوا إلى الواجهة بأشكال أخرى من الإدانات لنفس التيار بممارسة التجاوزات ذاتها في الجانب المالي ومتعلقاته .
التغيير يبدأ من الداخل..
وحصل "أخبار اليمن" على بيانات وتقارير – خاصة – في صورتها الأولية من مصادر شخصية ومستقلة وممارسين مهنيين داخل الساحة واكبت أعمال الاعتصام واللجان الداخلية من الأسابيع الأولى على اندلاع الاحتجاجات منتصف فبراير الماضي ووثقت تجاوزات ومخالفات مالية وإدارية وفنية ورصدت حالات كثيرة ومتفرقة تتضمن إخلالا متعمدا بشروط العمل التطوعي – الطوعي وسوء استغلال للمواقع والمراكز داخل اللجنة التنظيمية واللجان المتفرعة عنها.
وحضر مراسل "أخبار اليمن" جانبا من فعالية لم يعلن عنها ضمت عددا من الشباب والناشطين وبينهم صحفيون وباحثون وشخصيات فاعلة ونقابيون سابقون وحاليون جمعهم مقيل أمسية رمضانية قبل أيام بمقر منظمة مدنية رائدة قريبا من ساحة الجامعة. وخلصت المناقشات إلى ضرورة الدفاع عن الحقيقة وعدم التردد في الكشف والإعلان عنها للرأي العام وشباب التغيير في جميع الساحات على خلفية الرواج الكبير لروايات وشهادات متواترة تتحدث عن اقتراف مخالفات وصفت بــ "المرعبة" وتجاوزات فاضحة وبينة في الجوانب المالية خصوصا والتصرف بموارد الساحات بعيدا عن معايير "الشفافية والنزاهة".
واتفق الناشطون المجتمعون على تحريك الملف وتبنيه من قبل الساحة الأم بصدد الخلوص إلى تكوين تحالف موسع يعنى بكشف الحقيقة والدفاع عن سمعة ومصداقية الحركة التغييرية وشباب الساحات المطالبين بمحاربة الفساد والانتهازية وسوء الإدارة وغيرها من مظاهر الفساد والتدمير العبثي لمقدرات الأمة وأنه لا يمكن الوصول إلى تلك الغاية النبيلة بوسائل وأدوات فاسدة وأن التستر على ما حدث ويحدث في الساحات يعد "خيانة للشهداء واغتيالا لحلم التغيير"
وما خفي أعظم..!
وعرض طبيب جراح انخرط مبكرا في التطوع بالمستشفى الميداني شهادات قيمة وخطيرة سلطت الضوء على جانب من السوء الكلي في إدارة وتشغيل المشفى الميداني وتوزيع المهام والمسئوليات والنوبات وفقا لجداول مسبقة بمعايير خاصة لا تتوخى التخصص والخبرة والكفاءة وإنما الانتماء الحزبي والعلاقات الشخصية وتصوغها شبكة مصالح فئوية.
المصدر أشار إلى تشكل "لوبي" حقيقي مصغر ومغلق على أعضاء حزب الإصلاح يتصدرهم أطباء وأكاديميون معروفين وقياديون في تكوينات الحزب سواء في جامعة صنعاء أو المرافق والهيئات الصحية الحكومية والخاصة.
مستشهدا بصرفيات ومنح وصرف علاوات وأجور مبالغة مقابل عمل يفترض أن يكون تطوعي ومجاني, مقابل تطفيش وإقصاء وتهميش كوادر طبية وممرضين من أصحاب الخبرة والكفاءة والتخصصية المشهود لهم بها. إضافة إلى "إعدام" السجلات والبيانات واستمارات الحالات المتواردة أولا بأول وغياب كامل للرقابة والمساءلة في الجانبين الطبي والمالي الإداري.
إلى ذلك تفيد روايات متواترة باختفاء أجهزة ومعدات طبية دقيقة وباهضة القيمة قبل استخدامها أو البدء بتشغيلها وتسربها إلى خارج المستشفى الميداني ويهمس البعض أنها استقرت أخيرا في مخازن تابعة لهيئات ومؤسسات علمية وطبية خاصة وأهلية وهناك من يتحدث عن إدخالها فعليا في الخدمة لمصلحة مشفى أهلي خاص ولم يتم التأكد بعد من صدقية الرواية !!
وكانت تلك المعدات والتجهيزات قد وصلت كمساعدات وهبات نوعية وعينية باسم المستشفى الميداني وساحات الاعتصامات والمحتجين الشباب عبر جمعيات ومنظمات وجهات مانحة من عواصم خليجية وأوروبية في إطار حملة أشمل للتبرعات وجمع الأموال والهبات والمساعدات المالية والعينية والمصوغات الذهبية والجواهر الثمينة وفتح حسابات بنكية عبر بنك سبأ الإسلامي المملوك للقيادي الإصلاحي المعارض ورجل المال والأعمال حميد الأحمر في الداخل وفروع البنك في الخارج باسم المستشفى الميداني والمتضررين في الساحات وآخر باسم شهداء التغيير وثالثة باسم الثوار والثورة الشعبية , وكان لافتا أن تتضمن الشحنات والهبات "الطارئة" أجهزة حديثة ومتطورة للحالات العلاجية الكبرى !
وتكرر الأمر مرارا مع الأدوية والعقاقير الطبية ومختبرات تحاليل وغيرها.
لجنة للفساد..
ووفقا للمعلومات الأخيرة هناك توجه يدفع للمطالبة بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في القضايا المالية والإدارية وإعداد تقرير مفصل وشاف بموارد الساحات طوال سبعة أشهر وجهات الإنفاق والصرف والتصرف. وأبلغ محتجون غاضبون عن محاولات لاستمالتهم ودفن الملف مشفوعة بإغراءات وامتيازات آنية ووعود بأخرى لاحقة.
اخبار اليمن |