لحج نيوز/بقلم:نعاش الحميري -
رغم سعادتي الشديدة وفرحتي الغامرة عندما وصل إلى مسامعي خبر فوزك التاريخي بجائزة نوبل للسلام والهدية العظيمة التي اهديتها لليمنيين والعرب ‘فقد تنامت مخاوفي كثيرا وقلقي على سلامتك ليس من أزلام النظام فهم اعجز من ان يصيبوك بسوء، ولكن من غدر القوى الرجعية والمتخلفة لما أصبحت تمثيلين من خطر حقيقي على مشروعهم الرجعي المتخلف الذي يرغبون في اقامته في اليمن بعد إسقاط نظام صالح وافشال مساعيك لاقامة الدولة المدنية التي ينشدها غالبية اليمنيين ، كما انك اصبحت تمثلين عائقاً امام طموحات قيادات عسكرية وقبلية تبذل كل جهودها ومالديها من امكانيات للسيطرة على السلطة في الفترة القادمة، وقد تعاظم قلقي على سلامتك بعد الابتهاج الكبير الذي اولته قناة سهيل لخبر فوزك بالجائزة ليس لان فوزك لا يستحق مثل هذا الاهتمام ولكن مع ادراكي -كما الآخرين- للعلاقة المتوترة بينك وبين مالك هذه القناة وخلافاتك العديدة وإساءاته العلنية المتكررة لشخصك خاصة عند انسحابك مع عدد آخر من زملائك من المؤتمر الأول للجنة التحضيرية للحوار الوطني العام الماضي احتجاجاً على فرض أمين عام اللجنة املاءاته وارائه على المؤتمر، وكذا بعد اعلانك الانسحاب من عضوية المجلس الوطني في رمضان الماضي لذات الاسباب، وكان حينهاشديد الغضب لانتقاداتك الجريئة له على صفحتك في الفيسبوك لتسببه فيما اسميته المهزلة التي شهدها المؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني ونظراً لكونك الشخصية الاكثر شجاعة وجرؤة داخل المعارضة في التصدي له والجهر برفض ممارساتة التسلطية وسعيه المستمر على احتكار قرار وسياسة المعارضة وانتقاداتك اللاذعة والصريحة له على تلك الممارسات، ومع ما يفرضه حصولك على جائزة نوبل للسلام من كونك اصبحت ابرز القيادات اليمنية المعارضة شهرة وقبولاً لدى المجتمع الدولي لقيادة العهد الجديد في اليمن، الأمر الذي اصبحت معه تمثلين فعلاً خطراً وعائقاً حقيقياً امام حلم هذه القيادات القبلية والعسكرية في الوصول إلى السلطة والتحكم في مقاليد الأمور بعد سقوط نظام صالح.
لذا فقد ازدادت مخاوفي عليك من غدر هؤلاء الذين لن يترددوا في القيام بأي شيء من اجل السلطة وشعبنا يعرفهم جيداً،ويعرف مدى دمويتهم وانهم لن يتورعوا عن فعل اي شيء من اجل الوصول الى السلطة خاصة مع إدراك هؤلاء ان أي استهداف لك سيساعدهم في إثارة غضب الشارع اليمني والمجتمع الدولي ضد نظام صالح لدرجة انه قد يكون بمثابة الخطوة الأولى لفرض عزلة دولية عليه ، لانه سيعتبر المشتبه الأول في أي عملية غادرة قد تصيبك-لا سمح الله-.
عزيزتي توكل : تأكدي أني لا اقصد بكلامي هذا بث الرعب في قلبك او اثارة مخاوفك، وإنما لشدة حرصي عليك وخوفي من ان يصيبك أي مكروه وأنت من رفعتي رأس اليمنيين عالياً ،إضافة إلى اننا في هذا البلد في امس الحاجة إليك، ومع إدراكي المسبق من ان البعض في المعارضة سيعمدون إلى استغلال تحذيري لك منهم وتحويره على انه رسالة تهديد غير مباشرة من النظام لشخصك الكريم لكن ذلك لا يهمني بقدر اهتمامي بسلامتك، كما ان البعض قد يتهمني بالهلوسة والارتياب والاكثار من مشاهدة الأفلام الأمريكية لكني اقول لهم لا تنسوا ان التاريخ يعلمنا ان الثورات يخطط لها المفكرون وينفذها الشجعان ويسرقها الانتهازيون، وما مصير ابو الأحرار الزبيري ببعيد لذا استحلفك بالله ان تعززي من حراستك الشخصية وان تبتعدي ولو مؤقتاً عن الاختلاط بالناس في الساحات أو الشوارع وأنا مدرك ان شجاعتك وشموخك سيمنعانك من ذلك ولكني اوكد لك ان قيامك بذلك ليس من أجلك وانما من اجل اليمنيين، فإنت املهم الحقيقي نحو غد مشرق لبلد الإيمان والحكمة.