لحج نيوز/علي الإدريسي - قال المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر أن الشعب اليمني هو من يدفع الثمن, اقتصاديا وإنسانيا, جراء تصاعد الأزمة السياسية, وأنه يتحتم على جميع الأطراف السياسية "العمل من أجل الدخول في عملية انتقالية فورية".
وأكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أن الأطراف اليمنية المعنية بالأزمة اتفقت حول معظم البنود والإجراءات التي وردت في المبادرة الخليجية وأن المسالة الشائكة الآن تنحصر في "انتقال السلطة", حيث ترفض المعارضة الدخول في المرحلة الانتقالية (الأولى) على وقت الانتخابات المبكرة وتصر على تنحي الرئيس صالح أولا, بينما الحزب الحاكم يتمسك بتفويض الرئيس لنائبه واستمرار الرئيس الدستوري في منصبه حتى إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة ونقل السلطة عبرها على الرئيس الجديد المنتخب.
لكن بن عمر, الذي كان يتحدث من نيويورك لقناة العربية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء بعد انتهاء أعمال الجلسة المغلقة لمجلس الأمن الدولي حول الملف اليمني وعرض خلالها بن عمر تقريره بشأن زيارته الخيرة إلى العاصمة صنعاء ونتائج مباحثاته, أضاف "أنا متأكد أنه يمكن حلها- المسائل الشائكة- إذا توفرت إرادة سياسية" لدى أطراف الأزمة.
> التعجيل ويعني "خلال أيام"
المبعوث الدولي أشار إلى تقريره المقدم للمجلس ورفض الخوض كثيرا في التفاصيل الداخلية وقال أنه من المبكر جدا توقع طبيعة ومضمون القرار الذي سيصدر عن المجلس واعتبر الخوض في هذا "سابق لأوانه", لافتا إلى أن الموضوع سيحتاج إلى نقاش موسع وأن "المشاورات بين الأعضاء ستستمر" حول فكرة قرار أممي.
وحول المدة التي ستستغرقها المشاورات قبل صدور القرار قال بن عمر: "هناك إجماع على مساعدة اليمنيين للخروج من الأزمة,و هناك شعور بضرورة التعجيل بهذا النقاش في الأيام القليلة المقبلة". ما يعني ان المجلس لن يصوت اليوم الأربعاء على مشروع قرار حول اليمن كما كان متداولا أمس الثلاثاء عقب الجلسة المغلقة.
> وضع معقد وحروب متعددة
وفي الشأن السياسي والمحلي اليمني أكد المبعوث الدولي الذي عاد من صنعاء مؤخرا بعد أسابيع من المفاوضات الماراثونية مع أطراف الأزمة والمعادلة السياسية في آخر زيارة قام بها إلى اليمن أن "الوضع معقد جدا في اليمن, هناك حروب متعددة سواء المواجهات في العاصمة صنعاء, أو في محيطها في منطقة أرحب, أو في الجنوب مع القاعدة, وكذا هناك حروب بين الحوثيين وجماعات قبلية تابعة لحزب آخر- (التجمع اليمني للإصلاح)- والأوضاع بهذه الطبيعة المعقدة والشائكة أكبر مما يُتصور".
> ملفات معلقة
ولفت إلى مرحلة طويلة من المشاورات وتداول الأفكار وقال أن الأطراف اتفقت ووقعت على المبادرة وتم الاتفاق على قضايا كثيرة بينما لعب الجهد الدولي "دورا ميسرا للخروج باتفاقات توافقية حول القضايا المعلقة ومنها, موضوع نقل السلطة, ووضع الرئيس خلال المرحلة الانتقالية الأولى".
وشدد بن عمر على "طريقة توافقية من أجل انتقال سلمي للسلطة" كهدف يتفق عليه الجميع. وأكد: " تنصب الجهود من أجل إيجاد آلية دقيقة من أجل تنظيم عملية انتقالية". وقال : هناك إجماع في اليمن بين مختلف القوى والأطراف على الدخول في مرحلة انتقالية لتحقيق نقل سلمي للسلطة, وتشكيل حكومة إجماع وطني, وإعادة كتابة الدستور, ومن ثم تشكيل لجنة عسكرية لهيكلة القوات المسلحة, وأيضا وهذا من أهم الخطوات والقضايا المدرجة تنظيم حوار وطني موسع يجمع جميع الأطياف والمكونات المتواجدة والفاعلة في الساحة ولا يقتصر على الأحزاب السياسية المنخرطة الآن في الأزمة والمفاوضات, على أن يشمل الحوثيين والحراك الجنوبي وفي المقدمة التكوينات الشبابية.
> خلاصة مهمة
وشدد المبعوث الأممي جمال بن عمر على ضرورة مشاركة الشباب في الحوار الوطني وقال: " شرارة الأزمة بدأت بخروج آلاف الشباب ينادون بالحرية وسيادة القانون, يجب أن يكون صوتهم مسموعا وحاضرا في جميع الحوارات والقرارات.
وفي تلخيصه للمشهد الدولي حيال الأزمة اليمنية أوضح مبعوث سكرتير المنظمة الدولية: "على اليمنيين الخروج باتفاق فوري سريع" |