لحج نيوز/بقلم-الاستاذ:عبد الجبار سعد -
عندما يجتمع “كاوبوي “ أمريكي و”شيخ قبيلة “ يمني تحت سقف سفارة فليس من الغريب أن يتلبس كل منهما شخصية الآخر فيصبح شيخ القبيلة أشبه بكاوبوي أو راعي بقر أمريكي، ويصبح راعي البقر الأمريكي شيخ قبيلة يمنية.
وهذا هو ماحدث حين دخل شيخ قبيلي يمني (بلايبوي) داخل سفارة الكاوبوي عارضا عليهم أن يقلب نظام الحكم في بلده، فرأيناه يتصرف على طريقة الكاوبوي ويهدد ويتوعد ويوجه الرسائل وتصبح الدول بين يديه كالأبقار يرمي حباله ليتصيدها.. فهذه يطلب منها أن تعينه لإسقاط الرئيس و تنصبه أو من يختاره بدلا عنه ونراه يحدد مواعيد انقلاباته، وبرغم ان الكاوبوي الآخر يصغي إليه مع كثير من السخرية التي جعلته يقول ان هذا الشيخ يعاني من انفصام في الشخصية، لكن هذا كله لم يمنع الكاوبوي الاصلي ان يعين شيخ القبيلة على تدمير نظام ديمقراطي متماسك، ليحظى هو بولاء كامل من قبل هذا الشيخ.. وبرغم ان حقائق الأمور سارت في غير المسار الذي توقعه الجانبان لكن الكاوبوي الأمريكي يصر على أن يتم الصفقة مهما كان الثمن ويقامر ويعاند ويمارس كل الضغوط السياسية وغيرها على طريقة بعض شيوخ القبائل المتخلفين.. لكي يصل الى النتيجة المرجوة قبل أن يعود ليقضي فترة تقاعده مفاخرا بأنه قد دمر بلاد الحكمة والإيمان وترك عليها خادما أمريكيا مطيعا .. ترى هل ينجح الكاوبوي اليمني وشيخ القبيلة الأمريكي على ماتواطآعليه أم أن شعب اليمن - بعون الله - سيكون له رأي آخر؟
يحدثونا عن الطريقة المثلى للتداول السلمي للسلطة.. وحين نصل إلى اتفاق حولها ونسير المسار الذي يرضيهم جميعا ويرضينا دون أن يمس بقيمنا طبعاً، حين نفعل ذلك يفاجؤنا بعض السفراء وفقا لوثائقهم التي ينشرها موقع ويكيلكس تباعاً أنهم يتآمرون لعمل انقلاب على الوضع والاطاحة بالحاكم الذي اتفق الجميع على شرعية اختياره وفقا لكل القيم .
ومع ذلك حين تنطلق مؤامرتهم في مسارها ويقبل الحاكم الشرعي ان يتخلى عن حقه الشرعي في الحكم “تجنبا للفتنة” ولا يطلب إلا أن يتم استلام السلطة بنفس الطريقة الذي تم تسلمها بها، عندما يفعل ذلك يتحول التداول السلمي للسلطة إلى مسار آخر يباركه رعاة الديمقراطية ، هذا الأسلوب هو أسلوب الانتزاع السلبي وغير السلمي للسلطة ويطلب من الشعب والحكومة والجيش الخضوع لرغبة الشيخ الأرعن وتسليم السلطة له تحت طائلة الموت والقتل والدمار لمن يخالف، حتى ينتهي أطول صاروخ ليطال قيادة الدولة والحكومة والنواب .
