لحج نيوز/بقلم:د.يوسف الحاضري -
كم هو جميلا ان يكون تاريخ ميلادك في يوم مميز كالأول من يناير , والأجمل من هذا ان تأتي الصدف بأن يكون نفس تاريخ ميلاد من أختارها الله لتكون شريكتك في الحياة , ولكن الغرابة والأكثر غرابة ان يكون هذا التاريخ هو نفسه يوم ميلاد والدك ووالدتك وجميع إخوانك ومعظم أقاربك وجيرانك وأصدقائك وأكثر من 90% من أبناء الشعب اليمني يوم الأول من يناير تاريخ ميلادهم أجمعين , هذا الواقع والحال المتعايش علية عندما تقلب في جواز السفر لأي فرد يمني ينتمي للنسبة ال90% تجد ان تاريخ ميلادهم واحد من كل عام مع اختلاف السنة وهذا هو الحال المأساوي الذي نجده في أبسط الأشياء التي كان لزاما لها ان تنتظم أكثر , فحيث انه عندما تذهب لقطع بطاقة شخصية أو جواز سفر ولم يكن لك تاريخ (يومي – شهري ) محدد يتم أوتوماتيكيا وضع الرقم (01/01/0000م) بجانب السنة المحددة ليوم ولادتك كتاريخ ميلادك لأن الجواز لابد ان يحتوي على يوم وشهر بجانب سنة الميلاد ولأن نسبة أكثر من 90%من أبناء بلدي الحبيب لم يهتموا بتواريخ ميلادهم ولا ميلاد أبنائهم وانتقلت هذه العادات أجيال بعد أجيال فإن الأول من يناير هو الحل لكل هذه المعضلات ولأن هذه قد تكون غير ذات أهمية عندما تكون مستقرا في بلادك ولكن تظهر وتنمو وتكبر هذه المشكلة عند سفرك للخارج , فهذا أحد الأصدقاء تكلم معي في هذا الموضوع بعد ان سافر لأحد الأقطار العربية حول نقاش دار بينه وبين عامل الجوازات في المطار بعد أن وجه له هذا العامل سؤال استغرابي حول اتفاق كل أبناء اليمن في تاريخ ميلادهم وهل هذه مصادفة حقيقية حيث ان معظم اليمنيين يوقتون لخلفتهم في هذا اليوم او ان الأمر مصادفة او ان هناك سرا او عشوائية في التخطيط والإحصائيات او غير ذلك , فلم يكن له من إجابة إلا ان قال عدم الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة البسيطة في حياتنا اليومية تؤدي إلى مثل هذه التراكمات العشوائية في التخطيط ومنها هذا الموضوع في وقت ان معظم الأقطار العالمية تهتم بشكل منقطع النظير في هذه الأمور وعندهم سجلات وإحصائيات وترتيبات وتنظيمات لهذه الأمور فيتم تسجيل كل فرد عند ولادته باليوم والشهر والسنة وإصدار شهادة ميلاد له من نفس المستشفى الذي ولد فيه او يتم إشعار الجهات المختصة بالولادة إن كانت الولادة منزلية وتأخذ بعض الإجراءات لإنجاز التسجيل الميلادي للمولود في وقت ما زلنا نحن في بلاد الحكمة غير ذي حكمة في هذا النقطة وما يترتب عليها من مشاكل قد لا تكون ذات أهمية حاليا ولكنها مع الوقت ومع تراكمات الأخطاء تنمو وتتكاثر , فمن يا ترى المسئول على هذا العشوائية التي جميعا اكتوينا من نارها , فالمعلوم ان رب البيت والأسرة هم أول المسئولين عن هذا الخطأ من خلال لامبالاتهم بتواريخ ميلادهم وميلاد أبنائهم والسبب قلة الوعي المسئول والثقافة العامة والاهتمام بمثل هذه التفاصيل , ثم تنتقل المسئولية إلى جهات قد لا يكون لنا معرفة بها فهل هي وزارة التخطيط أم الجهاز المركزي للإحصاء أم جهات الإصدار للجوازات والسجلات المدنية من بطائق شخصية وعائلية وغيرها , ولماذا لم تتوجه آلية للحظة لمعالجة هذه الأختلالات لنرتب أنفسنا من الداخل قبل أن يأتي النقد البناء وغير البناء من الخارج لأن الموضوع واضح للكل عند استقبال اليمنيين في المطارات والمنافذ البرية والبحرية فالجواز وتاريخ ميلادنا واحد في الأول من يناير كسابقة خطيرة لم يتفطن لها (غينيتس ) ليضعها في موسوعته العالمية للأرقام القياسية حيث يتواجد أكثر من عشرة مليون يمني لهم نفس تاريخ الميلاد والسبب ... لا تعليق؟؟؟ )) .<