لحج نيوز/كتب:وفيق السامرايي -
وصل وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الى بغداد أمس رغم أصوات الاحتجاج، في فترة يستمر فيها التجاوز على أرض عراقية مهمة، حتى لو كانت مساحتها لا تزيد على «شخطة» قلم على خارطة البلدين. ووفقاً لما متاح، فإنه أراد البحث في مواضيع مختلفة، أهمها تشجيع الائتلافين على التوحد وهما في طريقهما الى ذلك، والمطالبة بتطبيق اتفاقية الجزائر لعام 1975، والموافقة على تشكيل لجان فنية لتثبيت الحدود بين البلدين، وهو ما يدل على:
• تدخل «سافر» في شؤون العراق الداخلية، فلا شيء يتقدم في الخطر أكثر من التشجيع على التكتلات، من أي جهة كانت.
• تسويف التجاوز على منطقة الفكة من خلال إحالة الأمر الى الفنيين في البلدين. وحيث لا يمتلك فنيو إيران سلطة مخالفة القرارات السياسية والباسدارانية، فإن مهمة اللجان ستفضي الى جدل لا نهاية له، أو أن يخضع السياسيون العراقيون الى المطالب الإيرانية، وهو ما لا يستطيع أحد تحمل تبعاته في ضوء الانفتاح الإعلامي وغياب فرص التكتم والتستر.
• وجود حاجة لامتصاص الموقف الشعبي العراقي للتوجهات الإيرانية.
• الرغبة في إحداث تصادم بين العراق ومحيطه العربي بطريقة وأخرى. ففي ذروة مشكلة الفكة المستمرة بدأ في بغداد من يتحدث عن تنازل النظام السابق عن أراض عراقية لدول عربية. ومثل هذا الطرح لا يؤدي إلا الى تعقيد مشكلة النظام الجديد في بغداد مع العواصم العربية.
ليس متوقعاً حاجة متكي الى الاستماع كثيراً لما سيقوله المسؤولون العراقيون، لأنه يدرك حجم التأثير الإيراني على كثير من السياسيين. لكن من المفترض أن يسمع كلاماً واضحاً عن حتمية الانسحاب من منطقة الفكة قبل الشروع بأي تداولات، أي أن تعاد الأوضاع الى ما كانت عليه قبل الثامن عشر من ديسمبر الماضي. وأن يسأل عن الأسباب التي دعتهم الى قطع مياه الكارون مرة أخرى عن شط العرب طبقاً لما نقل من تقارير، وأن يقولوا ذلك للشعب أيضاً. وما سر توقيت الزيارة بعد إعادة قطع النهر وما يسببه القطع من أضرار فادحة بمحافظة البصرة. من يعتقد وجود فرصة لحل الخلافات بين العراق وإيران في الواقع الحالي يخطئ الحساب. ويبقى التعويل على متغيرات كبرى في إيران تضع علاقاتها مع الجوار والعالم في مسار طبيعي.