لحج نيوز/بقلم: بهاء رحال -
الحرب هي عنوان الحكومة الإسرائيلية الحالية والشغل الشاغل لها و لأركانها وإستراتيجية هجومية أولى ضمن مسلسل خططتها التي قدمت لأجلها بهذا الائتلاف وهذا الشكل ، لا غرابة في الأمر كثيراً ، جيش يبحث عن الثأر بعد هزيمته في جنوب لبنان على أيدي مقاتلي حزب الله وعجزه عن تحقيق أهداف حربة التي شنها على قطاع غزة ، الأمر لا يحتاج لمنجمين ولا لمحللين ليقدموا رؤيتهم المعمقة ، الأمر غاية في الوضوح ، تحضيرات صريحة على مختلف الأصعدة ، تعزيز على الجبهة الداخلية ، استنفار في صفوف الجيش ، استدعاء للاحتياط ، دبلوماسيين يجوبون دول العالم ، وتحذيرات موجهه لأكثر من طرف ، جنرالات يجاهرون علانية وتتحضرون لخوض المعركة .
إسرائيل دقت ناقوس الحرب القادمة وتدفع بكامل قوتها نحو إشعال فتيلها ولا تتوانى عن خلق ذرائع على الأرض من خلال ما تقوم به وذلك للتهرب من استحقاقات العملية السلمية التي قد تفرض عليها تنازلات تسعى للتهرب منها وتبحث عن تأجيج الصراع بشتى السبل في محاوله منها لرد اعتبار الجيش الإسرائيلي الذي سقطت هلاميته خلال الأعوام الماضية الى جانب فرض أجندة جديدة على المنطقة في حال حققت النصر في الحرب القادمة مما سيخرجها من دائرة الضغط الدولي ويمكنها من التربع على مستقبل الشرق الأوسط .
اتخذت إسرائيل قرارها بالحرب وتعمل على تحضير نفسها جيداً لها من خلال الاستعداد الكامل وتحصين جبهتها الداخلية ولكن على ما يبدوا لم تتخذ بعد قرار وجهتها خاصة وأنها ترى أن أولوياتها تكمن في ثلاث وجهات هي الجبهة اللبنانية والقطاع المحاصر وإيران النووية ، حرب ستخوضها إسرائيل وتصرّ عليها على ما يبدوا بشكل انتقامي وهي تطمح لتحقيق النصر فيها .
لم تعد إسرائيل بجرأتها المعهودة والتي اعتاد عليها العالم ، خاصة وأنها تبحث فيها عن انتصار لجيشها الذي لم يعد قادراً على احتمال أي انتقاص من هيبته أو هزيمة قد تحملها إلية أية حرب قادمة لذا فان إسرائيل هذه المرة سيكون لها حسابات جديدة وإستراتيجية حرب من نوع مختلف .
نوايا إسرائيل المبيتة تجاه الحرب لم تكن بالأمر الجديد فمنذ أن انتهت حربها المستمرة على قطاع غزة دون تحقيق أية نتائج سواء كانت المتعلقة في موضوع الجندي شاليط أو التي تتعلق بالقضاء على المقاومة ووقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات والمدن المحاذية للحدود مع القطاع ، وهي تسعى لتحقيق انتصار يعيد لجيشها الشجاعة وينقذهم من ملاحقة المحاكم الدولية التي أصبحت تطاردهم في كل مكان يذهبون إليه وأصبحوا يتخبطون داخل وحداتهم وثكناتهم العسكرية دون جدوى .
الواضح تماماً أن حكومة الاحتلال تبحث عن حرب في المنطقة من نوع مختلف ولكن يبقى السؤال على من ستوجه إسرائيل نيران أسلحتها ومن أي نقطة ستبدأ.