طه العامري -
تضل جمعة 18 مارس 2011م مشمولة برعاية رموز الفتنة والتمرد حتى يثبت
هؤلاء العكس ويتمكنوا من مغادرة ساحات الشبهات التي يمكن استنتاجها من
خلال موقفهم , إذ ومن اللحظة الأولى لوقوع الجريمة تم توجيه الاتهام
للنظام والسلطات الرسمية وأجهزتها وهذا السلوك ترافق مع حملة إعلامية
تحريضية مجردة من أبسط القيم والاخلاقيات ,بصورة توحي وكأن الحملة
الإعلامية التي وجهت انظار الناس وبالأخص أسر الضحايا ثم الثقافة التي
رافقت الجريمة واستمرت بعدها والمختزلة بعبارة واحدة وحيدة هي ( لا حوار
بعد ان سال الدم) ..؟
بعقلانية وبرؤى متجردة فأن الجريمة أي جريمة تقوم على قرائن وحيثيات
وشهود ومعطيات وقبل هذا وذاك لدوافع , فإذا ما تأملنا في موقف النظام
والسلطات الرسمية (المتهمة) فأن لا مصلحة للنظام في ارتكاب مثل هذه (
الجريمة ) إلا أن سلمنا بأن هذا النظام ( أحمق) وهذا غير صحيح , وبالتالي
النظام ليس من مصلحته ارتكاب جريمة قتل متظاهرون وجميعنا نعرف أن الاجهزة
الأمنية ومنذ بداية الازمة كانت في حالة الدفاع عن النفس , ونعرف أيضا أن
هناك من استفز الاجهزة الامنية بصورة فردية وجماعية من المتظاهرين الشباب
وقد قابلت الاجهزة الامنية هذه التصرفات بكثير من الصبر وضبط النفس , ثم
أن ثمة حقيقة ثابته وهي محل قناعة الشباب في الساحة وهم من لفتوا الانظار
لها وهي أن سقوط الضحايا لم يكون يحدث إلا حين تقوم ( الفرقة الاولى)
بمرافقة المسيرات بذريعة حماية الشباب والمسيرة ..؟
الأمر الملفت ايضا أن هناك قناعات راسخة في أوساط بعض الشباب الذين
غادروا الساحات بعد تلك الجريمة وهي أن الضحايا سقطوا برصاص جاءتهم من (
الخلف) وليس من الامام , ثم هناك تداخل بعض الاهالي ومواقفهم الذين وقفوا
يدافعون عن منازلهم وعن ممتلكاتهم ولهم الحق في هذا حين شاهدوا البعض من
وسط المسيرة يحرضون على اقتحام المنازل ونهبها أو تدميرها بذرائع عدة ..
يعني وسط هذا المناخ الذي تمت فيه الجريمة , من أين لأي طرف كان أن يحسم
أمره ويحمل المسئولية لطرف بذاتها ومن اللحظات الأولى للجريمة وقبل
التحقيق وقبل حدوث أي اجراء رسمي من قبل الجهات المعنية بالأمر وكشف
غموضه ..!!
لم يقف الأمر هناء بل ذهبت الوسائط الإعلامية التابعة لأحزاب اللقاء
المشترك ومن يقف معها توجه الانظار إلى طرف بذاته وتحمله المسئولية
الكاملة وتحرض عليه أسر وذوي الضحايا وكل لشعب والمجتمع الدولي مقدمة كل
ما لديها من القدرات المخزونة سياسيا وفكريا وتحليلا لإقناع الكل بأن
العملية واضحة والجريمة مشهودة ومرتكبها هو النظام وأجهزته وبالتالي ليس
هناك مجال غير تقديم رموز هذا النظام للمحاكمة الروتينية وحسب وتنفيذ
الحكم إما المحاكمة قد تمت والكل على يقين أن رموز النظام هو ( القتلة )
لا غيرهم ..؟؟
منطق استلابي طبعا ليس له دليل ويندرج في سياق الكيد السياسي والانتقام
الحزبي وبالتالي فأن الجريمة والدم المسال دخل قائمة المكايدات السياسية
على يد أحزاب اللقاء المشترك لا غيرهم ..!!
بيد أن أحزاب اللقاء المشترك ومنابرها الإعلامية التي سوقت الذرائع ونسجت
الحكايات والاساطير عن الجريمة في الدقائق الأولى من وقوعها وحملوا
المسئولية طرف سياسيا بذاته فأن الجريمة هناء تكون قد دخلت أجندة
المزايدات السياسية والمكايدات الحزبية وبالتالي لوا المشترك وإعلامه
وحلفائه حريصين على دم الضحايا ولم يتم استغلال ذلك الدم من قبلهم لتحقيق
مكاسب سياسية وتصعيد الازمة واستغلال تعاطف الناس مع الضحايا واسرهم
,أقول لوا كان المشترك حريص فعلا على دم الضحايا لما كان استغل ذلك الدم
والزج به في آتون أزمة سياسية ولكان ترك الجهات المعنية تقوم بالتحقيق
وكشف ملابسات الجريمة أو حتى الاستعانة بخبرات خارجية أن كان المشترك
وحلفائه وانصاره لا يثقون بالجهات المحلية ..!!
لكن أن يخوض المشترك معركته بعد جمعة ( 18 مارس 2011م ) متسلحا بدم
الضحايا ومتخذا من ذالك الدم وسيلة للتحريض ضد الاخر وإثارة الجريمة عبر
المنظمات الإقليمية والدولية بل أن المشترك هو من استدعاء اللجنة الدولية
لحقوق الإنسان ثم لم يتعامل بمسئولية مع تقريرها الاشهر الذي تحدث عن
وجود ( مسلحين من جميع الاطراف ) وطالب التقرير صراحة بإخلاء ساحات
الاعتصامات من المسلحين وعدم تسليح الساحات ولم يكترث المشترك بهذه
التوصيات بل ذهب بعضهم إلى اعتبار اللجنة الدولية لحقوق الإنسان متعاطفة
مع النظام ..؟
هذا السلوك في التعامل مع الأحداث خاصة أن كانت هذه الأحداث حافلة
بالتبعات المؤلمة كحال ما حدث في جمعة ( 18 مارس 2011م ) يضعنا أمام
روزنامة من التساؤلات عن الدوافع التي تدفع طرفا سياسيا إلى استباق كل
ممكنات المنطق وتوجيه التهم جزافا ضد طرف هو خصم له ومن ثم يذهب هذا
الطرف الذي وجه التهمه إلى تسويق ذرائعه معتبرا كل ما يصدر عنه هو الحق
المطلق وما يصدر عن خصمه وهو في حالة دفاع عن النفس هو كذب مطلق وهذا ما
حدث من قبل المشترك تجاه ضحايا وجريمة جمعة 18 مارس التي اطلق عليها (
جمعة الكرامة) ولي حق في التحفظ على هه التسمية لآن منطق العقل يقول أنها
جمعة ( الخيانة والمؤامرة) تماما كما تحولت ( جمعة الأمن والأمان ) إلى (
جمعة الغدر والأثم) لآنها استهدفت مؤمنين يؤدون الصلاة داخل الجامع ..!!
طه العامري
[email protected]