بقلم/صالح السندي -
أكاذيب وألاعيب ’’صحيفة الشرق السعودية’’ وتمادي الإعلام الرسمي السعودي في التدخل في الشأن اليمني لإثارة الفتنه بين أبناء الوطن الواحد لم تتوقف عند حدود معينة و لم تعد خافية على أحد ولا يصدقها عقل بشر, وكان آخر هذه الحملة الإعلامية الهوجاء ما نشرتة صحيفة الشرق السعودية عن العثور على وثيقة رسمية سحرية -واحده فقط - فكّت طلاسم السياسة اليمنية قاطبة وعلى مدى عقود , وفكّت غموض شفرة العلاقات اليمنية- الإيرانية المبهمة , وفسّرت هذه الوثيقة السحرية التي التقطها عابث من ارشيف القصر الجمهوري في عدن جميع خفايا واسرار العلاقات اليمنية الإيرانية وتحالفها مع رئيس النظام السابق بل وطارت الوثيقة والمستند الخطير الى سماء الوطن وافترشت العراء وهامت بين الجبال والسهول والوديان وحلقت في الأجواء والبراري والبحار اليمنية , فلا تخفى عنها خافية ولا تفوتها فائتة عن خفايا واسرار اليمن قاطبة.
ولأن المصدر الموثوق فيه كانت حديث الساعة والإعلام المحلي وتصدرت الأخبار والمواقع , ولأنها تدق على الوتر الإيراني الحساس وتخدم التوجه السعودي , التقطها الاعلام اليمني – من مصادر صحفية سعودية !!- ودون دراسة وتمعن و بشراهة شديدة ليسد جوعه وشبقة للإثارة وتعطشة للفتنة , فلم يتحرر بعد الإعلام الرسمي والسياسة اليمنية من عقدة النقص المزمنة والهيمنة السعودية , والقبول دون تردد بكلما هو سعودي قادم من وراء الحدود والبحار , فتناقلتها وسائل الإعلام والصحافة الالكترونية بكثير من الجدية والرهبة , والضرب بشدة على الوتر الايراني في المنطقة , والتخويف من البعبع الإيراني, وحسب المصادر مسبوقة الدفع والوثيقة المشبوهة كشفت عن خفايا بيع النظام السابق الأسلحة والعتاد والمعدات العسكرية وتسليم ألوية الجيش للحوثيين بإتفاق مسبق وبأموال ايرانية خالصة , وكشفت الوثيقة المزعومة عن التحركات الأخيرة و التحالف القائم بين الرئيس السابق وإيران والحوثيين والحراك والانفصاليين معاً لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والتمرد على قرارات هادي الرئاسية.
بل وذهبت الوثيقة الرعناء بخيالها الجامح المبالغ فيه الى أبعد من ذلك فتعّمقت في الشأن اليمني , وكشفت الحقائق الخافية لمدى عقود من الزمن عن سياسات النظام السابق وتحالفه على مدى عقود مع النظام الإيراني وتجنيد الحوثيين شمالا والحراك والإنفصاليين جنوبا لإثارة الحروب وزعزعة امن واستقرار السعودية والخليج لابتزاز دول المنطقة , وكانت الوثيقة المسربة وهي تروي هذه الملحمة التأريخية العظيمة عن علاقة النظام السابق مع كل من هذه الاطراف, و تستخف بالعقول والأذهان بطريقة مزرية ومهينة , تتعمق أكثر في التحليلات السياسية وتفسّر ما عجز عنه السياسيين والخبراء كآفة , عبر مصدر رئاسي موثوق به لأول مره نسمع عنه في السياسة والساحة اليمنية , فكان هذا المدعو ف . ق وهو يحكي عن الكشف والسبق التاريخي الهام لهذه الوثيقة العار يتمادي بخيالة ومخيلاته الى غربلة السياسة اليمنية واصبح في غمضة عين خبير سياسي إستراتيجي كبير في الشؤون الدولية , ولأن صحافتنا الرشيدة مصابة بدآء عضال السعودية المزمن والتقبل لكلما هو قادم من وراء الحدود ربما بحسن نية و جدية ومصداقية زائدة , تم تلقف هذه الأخبار بروح صحفية مرنة و عالية وبث سموم المملكة الخبيثة والمميتة في اليمن دون تردد , وتنخر في عظم الوحدة الوطنية , وتلقفها المواطن بغرابة وتعجب شديد , وصارت صحافتنا الموقرة تلعب دور الإعلام الرسمي السعودي في تأجيج الفتن والخلافات بين أبناء الوطن الواحد.
وهذه الوثيقة التأريخية التي لم ترى النور بعد , ولم تطبع في الصفحات الأولى لعناوين الأخبار الرئيسية , ولم تنشرها الصحافة الا عبر مصدرها المسؤول الوحيد المشكوك في صحته العقلانية ومصداقيته الإعلامية والأخلاقية ,ترجمت التأريخ اليمني المعاصر وفكّت رموز شفرات السياسة اليمنية بطريقة غبية جدا , وأتت بما لم يستطعه الأوائل من الخيال والوهم المفرط , كأنها تأريخا كاملاً عن الوضع السياسي اليمني , وتناولت ابعاد السياسة الايرانية في المنطقة , بل وذهبت هذه ’’الوثيقة العار’’ الى ابعد من ذلك فقرأت المستقبل اليمني وحلحلت وغربلت الأمور السياسية بشكل ساحر وجذاب , فلم تستثني احدا ابدا من مختلف اطياف وتكتلات وفئات المجتمع اليمني فجميعهم خونة وعملاء ماعدا قدسية النظام الحاكم وجلالتة فهو الوحيد الذي قلبة على الوطن ومصلحتة العامة , وصوّرت الرئيس هادي بأنه المنقذ للبلاد ونسبت اليه مالم يقلة الأوائل ب’’ أن الحرب مع الحوثيين لم تبدأ بعد’’ , وتحدثت ان الثقل السياسي والعسكري مازال يلعبة الرئيس السابق , وتحدثت عن تنظيم القاعدة واستراتيجيتها بإسهاب شديد , ووضحت كيف يتلقي الدعم العسكري والسلاح من الدولة الايرانية عن طريق الموانئ البحرية ميدي والحديدة , و التي تعمدت -حسب المصدر- على تمويل الجماعات المسلحة في اليمن، من أجل محاولة زعزعة أمن المنطقة بأي طريقة.
من يصدق.. وهل يعقل.. ان كل هذه التراهات العقيمة والبلادة المفرطة والغباء المستفحل تأتي به وثيقة رئاسية سرية موجزة في عدة سطور منمقة فاقت معلوماتها وثائق ويكليكس مجتمعة , ومن مصدر سياسي مجهول الهوية والوطن والإنتماء , ومن صحف سعودية جارة شقيقة , ياللعار .. كيف تمرغ السعودية أنفها وبجرأه شديدة في السياسة الوطنية , وكيف تتلاعب بمصير أمة وحضارة عريقة وشعب عظيم , وكيف سمح الإعلام اليمني لنظيرة السعودي بالتوغل في صفحات الوطن وبث سمومة وأخبارة عبر اجندتة وأيادية ومتنفذية وأقلامة , كيف ونحن ابناء الوطن الواحد نسمح للجوار بتمزيق اللحمة الوطنية ووحدة الصف والتكاتف والتوحد , فحسب المصدر وما جاء في هذه الوثيقه لم تبق ولم تذر ونزلت كوحي هابط من السماء على الشارع اليمني وانتشرت بسرعه كبيرة بين مثقفي اليمن والسياسيين والصحفيين بشكل كبير , بدلا من إسدال الستار على التدخل السعودي في اليمن , والتيقظ والإنتباه الشديد للمغزى من هكذا دعوات لبث الفرقة والفتنة والإختلاف بين ابناء الوطن الواحد شمالا وجنوبا , فلم تلعب الصحافة والاعلام السعودي على مدى تأريخها المشؤوم اي دورا حقيقيا وصادقا تجاه اليمن منذ نشأة المملكة , ولم نر لها اي دور ايجابي تجاه اليمن مطلقا.
وصاحب هذه الحملة الإعلامية السعودية المسعورة ضد اليمن أرضا وانسانا تحركات عسكرية سعودية للتوغل في الأراضي اليمنية وبناء المتارس والخنادق الحربية ونشاطات حربية مشبوهة على الحدود محاذاة لمحافظتي حجة وصعدة شمالا , فهل نحن في انتظار مواجهة عسكرية مسلحة مع النظام الملكي السعودي , ام ان الاستفزازات السعودية المتكررة لا تتوقف عند حد تجاة اليمن , ألا تعلم المملكة أن محافظتي صعدة وحجة والحدود المنهوبة والمسلوبة جميعها جزء لا يتجزأ من روح وجسد الوطن اليمني الكبير, واي ضرر او هجوم واعتداء غاشم يلحق بتلك المناطق سيثور وينتفض لنصرتها الوطن اليمني ككل , فلماذا تتعامل المملكة مع اليمن كولاية وإمارة سعودية , وتسعى للتفرقة وبث الخلاف بين ابناء الوطن الواحد , وتسعى جاهدة للتعامل مع الدولة اليمنية وكأنها القطيف السعودية , فاليمن ليست القطيف , اليمن عاشت دوماً حرة عزيزة أبيّة ولن تكون يوماً ما سعودية أو إيرانية أبداً , فعلى السعودية أن تلجم افواه صحافتها الخرقاء عن المس بكرامة اليمن ووحدتة وسلامة اراضية , وان تحترم حق الجوار و تضع اعتبارات خاصة لحقوق العلاقات العربية والأواصر الإسلامية بين البلدين , وإن كان لها تصفية حسابات مع الدولة الإيرانية فلتعمل على تصفيتها بعيدا عن الأراضي اليمنية , فاليمن يكفية ما يكفية من البلاء و المحن والمشاكل , وعلى وسائل الإعلام اليمنية ان تعي تماما الدروس من الماضي القريب , وتدرس بإمعان شديد دور المملكة السلبي تجاة الجمهورية اليمنية منذ نشأتها وما قبلها منذ عهد الثورات اليمنية المباركة , لمعرفة خفايا الدور السعودي الحقيقي تجاة اليمن , وعلى صحافتنا ان تحجم عن نشر الأكاذيب والدعايات الإعلامية المغرضة التي تخدم النظام السعودي وتزيد من سطوته ونفوذة على السياسة اليمنية , والتعامل بروح وطنية عالية وبإمانة وضمير تجاه ما يمس تلاحم الأسرة اليمنية الواحدة وقضايا الوطن , فقد بدأت الصحافه السعودية تلعب دورها الآن وكما جرت العادة عبر هدة الحملة الإعلامية المشبوهة وبالذات خاصة في ظل ما يتداول الآن في الساحة اليمنية عن الدعوات الى حوار وطني ووفاق شامل , وتسعى جاهدة لإبقاء الحال الوطني كما هو معلقاً ومرهوناً للأزمات والخارج , لهدف تنفيذ الأجندة الامريكية والسعودية وبسط السيطرة الامريكية على اليمن , اذا لم نواجه جميعا هذه المؤامرة الخانقة بتوحد و تلاحم و قوة إرادة ووعي وإدراك شديد سنقع في فخ وشباك التآمر والتحايل على الوطن وسننساق الى الحفر السعودية التآمرية والسقوط في الهاوية السحيقة من الإنهيار والتمزق , وحينها سنكون فريسة سهلة المنال للأعداء للنيل من وحدة الوطن وكرامتة وحضارتة وإستقلالة وسيادتة.