|
|
|
لحج نيوز/استطلاع:نجيب علي العصار - الإرهاب استفزاز صارخ في وجه القيم الإنسانية..
> تعتبر الأعمال الإرهابية- بمختلف توجهاتها وأشكالها- من أبشع صور الإساءة الصارمه للقيم السماوية والمبادئ الانسانية، والاخلاق الاجتماعية، بل وانحداراً بالغاً باتجاه الشقاء والظلامية والانتحار. وبلادنا كغيرها من البلدان لفحتها بقوة هذه الجريمة الظاهرة، لكن أخطر ما يحدث الآن في اليمن، هو الانحدار الخطر والمفاجئ في نشاط الجماعات الإرهابية في استهداف المنظومة الامنية وكذا السلم الاجتماعي، فالعمل الإجرامي خرج عن المألوف وتحولت تلك الجماعات إلى وحوش بشرية تخطط وترتكب المجازر الجماعية، وبدأت مؤشرات غير متوقعة كاكتشاف عبوات ناسفة مزروعة في الطرقات، والأحزمة الناسفة (القنابل البشرية) وجرائم القتل الجماعي، أخرها ما حدث لطلاب كلية الشرطة، وهذا ناقوس خطر يشير إلى اخطاء يجب تداركها سواء في المنظومة الأمنية أو السياسية، وحول هذه الظاهرة استطلعنا أراء عدداً من الخبراء والسياسيين، فإلى الحصيلة:
د. الدغشي: استقلال القرار الداخلي يحجم اتجاه جماعات العنف < تعتبر الأعمال الإرهابية ـ بمختلف توجهاتها وأشكالها ـ من أبشع صور الاستفزاز الصارخ في وجه القيم السماوية، والمبادئ الإنسانية، والأخلاق الاجتماعية، بل وانحداراً بالغا باتجاه الشقاء والظلامية والانتحار. الدكتور أحمد الدغشي أستاذ أصول التربية وفلسفتها المشارك بجامعة صنعاء، يقول: في الواقع إذا عدنا إلى نصوص القرآن والسنة المطهرة المتصلة بمقاصد الدين حول حماية النفس والعرض والمال، فسنجدها تجمع على جعل كل وسائل الدين من العبادات والمعاملات وسواهما تحقق مسألة الحفاظ على ذلك، الحفاظ على النفس والعرض والمال، والمقام هنا لا يتسع لإيراد هذه النصوص، لكن لو لم يكن إلا قوله تعالى:«ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما» أو حديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل:« لا يزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراماً» فالآية الكريمة والحديث، كلاهما يهدفان إلى تبيين مخاطر الاستهانة بالدماء، لما لذلك من آثار سيئة على الفرد والمجتمع، ناهيك عن العقوبة في الدنيا وفي الآخرة. ويرى الدكتور الدغشي، أن السلام الاجتماعي هنا إذا ما وقع الانتهاك للانسان سواء في دمه وعرضه وماله، فإن ذلك يورث احقاداً وانتقامات تنتقل من جيل إلى جيل، وبذلك فبدلاً من أن يقوم الفرد بوصفه عضواً في المجتمع بدوره الاستخلافي في البناء والتعمير، فإنه يقضي عمره في البحث عن وسائل انتقام ممن انتهك إياً من تلك الحرمات، وبذلك فإنه لا منجز لمن يتبنى مسلك العنف تحت أي شعار سوى تلك النتيجة، أي توريث الحقد والضغينة والانتقام بدلاً من التفكير في البناء والإعمار، وهذا لسان حال ومقال ما يسمى بـ«انصار الشريعة والقاعدة» في المناطق التي احتلوها، ثم خرجوا منها مدحورين، كما حدث في محافظة أبين على سبيل المثال. وحث د. الدغشي على أهمية وقف هذه المجازر الدموية التي حصدت أرواح الابرياء في مجتمعنا اليمني بالتركيز على الأتي: أولاً: المواجهة والتوعية بمخاطر هذا الفكر المتطرف، وكونه دموياً عبثياً لا يعبأ بحرمة دمٍ أو عرض، والدليل أنه لم يستطع المواجهة المباشرة، فعمد إلى التخريب وقتل الابرياء كيفما كان. ثانياً: توظيف مثل هذه العمليات الدنيئة أمام الجيل والناشئة بوجه خاص والمجتمع بوجه عام، لتبيين مدى الفجوة بين تعاليم الاسلام، التي أبرز مقاصدها الحفاظ على النفس والدين والعرض كما قلت، وبين واقعهم ـ أي لا التزام حقيقياً بتوجيهات الاسلام ثالثا: قيام وسائل الاعلام بوجه خاص وأخص المرئي ـ التلفاز ـ بالتركيز على بشاعة مثل تلك العمليات الإجرامية. رابعاً:الأهم في ما سبق، هو إصلاح الاوضاع المختلة داخلياً وخارجياً، حيث لا ينفذ ذلك المسلك المنحرف، إلا من خلال الخلل في الاوضاع التربوية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاخلاقية، وكذلك أن استقلال القرار الداخلي للدولة بعيداً عن الخضوع للوصايات الأجنبية في قرارها السيادي، وهذا كفيل بأن يحجم اتجاه جماعات العنف في طورها الجديد، أي اعتماد اسلوب القتل العشوائي عن طريق هذه العمليات المدمرة..>
سعد : اسرائيل وراء دورة العنف غير المسبوقة في اليمن < المفكر والسياسي عبدالجبار سعد ذهب إلى القول بإن وكالات الاستخبارات العالمية استطاعت وبالتنسيق مع استخبارات إقليمية أن تخترق تنظيم القاعدة الذي ظل يستهدف كلا من أميركا والسعودية وتحويل مقاصدها الى استهداف أضعف الحلقات في المنظومة العربية الاسلامية في المنطقة وهي اليمن وقدمت لها الرعاية والدعم عبر منظومة مغلقة من الاتصالات التي تجعل العاملين في النظام يتلقون أوامرهم وتوجيهاتهم من قيادة المخابرات الدولية وكأنهم يتلقونها من مشائخهم وقياداتهم وفي حالة نظام من السرية المطلقة يروج مثل هذاالتواصل. منوها بأن هذه المعلومات نشرت قبل فترة في إحدى الصحف الاسرائيلية وحين يتتبع الانسان طريقة القاعدة في استهداف المسلمين والتوسع في استهداف المستضعفين منهم والمباهاة في ذلك تاركة وراءها الأهداف الأساسية التي قامت عليها القاعدة من مواجهة امريكا واخراجها من جزيرة العرب نعلم باليقين أننا قادمون على حقبة دموية ودورة عنف غير مسبوقة وهذا الحال يريح القوى العالمية التي هي الخصم الأول للقاعدة نظريا لأن الذي يهمهم من أمر القاعدة هو أنفسهم فاذا استطاعوا ان يجنبوا انفسهم خطرها وتحولت الى استهداف المسلمين كماهو حاصل فتلك الغاية هم لا يمانعون من استخدامهم في تحقيق اهدافهم كما هو الحال في كل من ليبيا وسوريا واليمن .ومن المحقق أن إسرائيل وراء هذا المخطط الجهنمي الإغوائي..>
باوزير : صراع الاحزاب عمق الفجوة في جدار الأمن القومي < فيما عزا الباحث والسياسي عبدالله عمر باوزير توسع بؤرةَ الإرهاب في اليمن إلى الأزمة السياسية التي نشبت بين الأحزاب أواخر العام 2010م.. مشيرا إلى أن تلك الأزمة خلقت وفتحت فجوات وفراغا في جدار الأمن القومي اليمني مما يسرت لقوى خارجية النفاد إلى المجتمع اليمني واستغلال أوضاعه الاقتصادية وبالذات في الطبقة الوسطى من المجتمع وعملت على ادلجتهم في اتجاه الشهادة والتضحية في سبيل الله مستغلة الحالة النفسية المضطربة داخل المجتمع لخلق حالات من الإرهاب تحت مسميات مختلفة: أنصار الشريعة، والقاعدة وغيرها من الأعمال الإرهابية.. منوها بأن ذلك أدى إلى ايجاد مجموعات من القنابل البشرية مهمتها الاعتداءات والقتل الجماعي بدم بارد. ولفت باوزير إلى أن قوى سياسية محلية وعشائرية وجهوية تأخذ من الايديولوجيا الدينية غطاء لها لخلق حالة من عدم الاستقرار وتفرض على بقية الأطراف التعامل معها بل والتسليم لها في الكثير من المطالب لتحقيق مآربها وأطماعها سواء كانت شخصية أو سياسية وليس على الساحة اليمنية فحسب بل وعلى الإقليم العربي المحيط باليمن وكمثال قضية قنصل المملكة العربية السعودية. وأضاف المملكة العربية السعودية ترى في كل ما يجري في اليمن بإنه تهديد لأمنها القومي، أذن الإرهاب ليس هو فقط القاعدة- التنظيم- وإن كان هو صاحب هذا الأسلوب والعمل الدموي وإنما أصبحت القاعدة اليوم مشبكا لأعمال هذه القوى أكانت تخالفه أم لمجرد التخلص من مسؤولياتها ولن تتوقف الكثير من الأمور عندما وصلت هذه الأعمال المتمثلة في قتل طلاب في عمر الزهور في كلية الشرطة أو قتل شرطي أو جندي يقوم بمهام عمله. وتمنى باوزير على المنتظم السياسي اليمني أن لا ينزلق إلى مثل هذه الأعمال التي تضع البلاد على حافة حرب أهلية حقيقية ترمي إما لتحقيق انتقامات حزبية أو شخصية. وشدد على المؤسسات الاستراتيجية في البلاد كالقوات المسلحة والأمن أن تأخذ قضية الأمن القومي بحيوية لمواجهة مثل هذه الأعمال الإجرامية الآن قبل أن تستفحل. وخلص إلى القول أن كل المؤشرات تتجه نحو اليمن الواقع في جنوب الجزيرة العربية وهي المنطقة الجيواستراتيجية لأمن المصالح الدولية مما يعطيه أهمية قصوى على صعيد الدور في تلك المصالح التي لا ترى قوى في ذلك مصلحة لها أكانت دولا تمثل توجهات عقائدية دينية كبيرة في المنطقة أم دولا صغيرة تؤدي أدواراً وظيفية. مضيفا أن ما يجري الآن يمثل خطورة حقيقية على المجتمع اليمني الذي عليه أن يتحمل مسؤوليته قبل أن يلقي بها في سوق استثمار السياسة اليمنية القاصرة وحتى اليوم دون الوطنية.>
د. العريبي: لابد من إعادة النظر في وظيفة وشخوص الأجهزة الأمنية < من جانبه، يقول عميد ركن دكتور عبده سعد العريبي، الإرهاب والعنف يشكلان اليوم ظاهرة وتحديات كبيرة وخطيرة على الشعب والوطن، هذه الظاهرة تحتاج إلى حالة استنفار وطني عام بشقيه الرسمي والشعبي كون المخاطر المترتبة عنها هي موجهة بالأساس ضد الشعب والوطن بكل مكوناتهما دون استثناء، وأضاف: ونحن نستقبل هذا الشهر الكريم كمناسبة دينية ووطنية لابد من إعادة تقييم الذات وتهذيبها، وإعادة النظر في وظيفة الفرد ومسؤولياته الدينية والسياسية والوطنية تجاه التهديدات التي يتعرض لها الوطن والشعب هذه الأيام وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب الدخيلة على ديننا وقيمنا، والتي لا تليق بشعب ووطن عانى كثيراً من سلبيات الماضي، ويتأهب اليوم للنهوض الوطني والتعافي من جراحاته الماضية، وهنا لابد من التأكيد على أهمية ومحورية دور المواطن في هذه العملية من خلال إعادة النظر من قبل الدولة والحكومة في علاقتهما به ومع بقية الأجهزة المختلفة ومنها الأمنية عبر عملية ترميم وإصلاح هذه العلاقة التي للأسف الشديد تأثرت سلبيا في الفترة الماضية بسبب السياسات الخاطئة للدولة والحكومات المتعاقبة، اليوم على حكومة الوفاق الوطني إن تعمل بإخلاص وتجانس صادق لإعادة هذه العلاقة إلى وضعها الطبيعي من خلال جعل المواطن وقضاياه ومستوى معيشته وأمنه حاضرا وبقوة في عمل هذه الحكومة حتى يشعر المواطن بمصداقية وفعل الحكومة ويعاد إنتاج الثقة والتكامل الوظيفي بين الحكومة وأجهزتها الرسمية من جانب ومع بقية مكونات المجتمع من جانب آخر، ويرى مساعد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة للشؤون الدولية، ضرورة الإسراع في هذه العملية من خلال العمل على إعادة النظر وبصورة جذرية في وظيفة وشخوص الأجهزة الأمنية وفق رؤية جديدة وحديثة تستوعب أبعاد ومحددات وشروط ومقومات المنظومة الأمنية في إطارها الشامل على أسس وطنية وعلمية في إطار عملية الإصلاح الوطني العام، تذهب إلى أبعاد وأسباب وجود هذه الظاهرة وعلاقتها بالفقر والبطالة وغياب التوزيع العادل للدخل وتراجع وظيفة الدولة وخدماتها وحالة الفساد وتراجع دور المسجد والمدرسة والجامعة والإعلام والأسرة وغير ذلك من الأسباب، الكثيرة، وشدد على ضرورة أجراء تغييرات جوهرية في هذه المنظومة على كافة المستويات بعيدا عن التقاسم والمحاصصة التي أرهقت الوطن وزادت من معاناته، وفق أسس وضوابط واضحة وشفافة تحرر الوظيفة العامة من وضعها الراهن الذي لا يلبي الحدود الدنيا لشروط ومحددات شغل الوظيفة العامة أياً كانت ومنها الأمنية بالطبع التي تتميز أكثر من غيرها بحكم تعقيداتها وضرورة مواكبة المتغيرات الكبيرة والتقنيات الخاصة بالحرب على الإرهاب، ووفق أسس ومعايير نظام توصيف وظيفي احترافي ومهني عادل وشفاف ولفت إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى خطط وسياسات وإجراءات قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى تشترك فيها الجهات الرسمية والشعبية حتى تتكامل الجهود للوقوف أمام مخاطر الإرهاب والعنف الذي يهدد وحدة ومستقبل الوطن والشعب، وأضاف: وبدون شك يقع الجزء الأكبر من هذه المسؤولية على الأجهزة الرسمية المعنية التي بدون إجراء عملية تغيير كبيرة فيها لضمان إنهاء حالة الانقسام والتباين والانفلات والفساد يصبح من الصعب تحقيق نجاحات ملموسة في عملية الحرب على الإرهاب، وخلص إلى القول أننا أمام مرحلة معقدة جدا تتطلب من الجميع استحضار الواجبات الدينية والوطنية تجاه قضايا ومصالح الشعب والوطن بعيدا عن الحسابات الضيقة وتغذية حالة الانقسام الراهنة أو محاولة الانتقام من الخصم عبر الانتقام من الوطن وشعبه، وأمنه،وأن مكافحة الإرهاب والعنف تحتاج إلى وقفة صادقة مع النفس ومع الدين والوطن ومع اللحظة التاريخية ومستقبل اليمن، الأمر الذي يتطلب من الجميع بمن فيهم حملة هذا الفكر الهدام مراجعة الذات وإعادة قراءة الدين الإسلامي الحنيف وتحريمه الغير قابل للشك لقتل النفس الذي حرم الله ولحساسية اللحظة التاريخية التي يعيشها الشعب اليوم، والتي تحمل إذا ما تعاون فيها الجميع مؤشرات إيجابية كبيرة تعيد الاعتبار لهذا الشعب وهذا الوطن الذي خذله أبنائه كثيرا والذي يتأهب اليوم لاستعادة مجده وحضوره بين الأمم والشعوب في القرن الواحد والعشرين، من خلال تعاون جميع أبنائه دون استثناء لأحد، ودعا اليمنييين إلى أن يكونوا جميعا في مستوى اللحظة التاريخية والوطنية حتى لا نخسرها مثل سابقاتها - بحسب تعبيره - ، فالآمال معقودة على الجميع وفي المقدمة منها الأجهزة الأمنية وحكومة الوفاق الوطني التي تنتصب أمامها مهام جسام يحتل فيها العمل على محاربة الإرهاب والعنف أولوية لا تحتمل المساومة أو التأخير، وكل عام والوطن في أحسن حال.. وشكرا لصحيفة «الوحدة» التي يرتبط اسمها بوحدة شعب ووطن سينتصر حتما على كل التحديات..>
شركة عالمية للإرهاب «القاعدة» من تنظيم إلى مقاول لعمليات القتل وفي هذا السياق تشير دراسات الإرهاب إلى أن القاعدة تحولت من تنظيم إلى شبكة ثم إلى فكرة أو حالة ثم إلى تنظيمات فرعية صغيرة وتعمل القاعدة الآن من خلال هيكل شديد التعقيد يمثل دوائر متتالية لكل منها آليات عمل مختلفة وبطريقة يصعب فهمها وجاء ذلك نتيجة للحرب العالمية على الإرهاب التي أدت إلى تفكيك التنظيم الأم وقتل واعتقال أغلب قياداته ومحاصرة تمويله وإمداداته مما أدى إلى صعوبة اتخاذ القرارات على المستوى المركزي والمزيد من حرية الحركة للتنظيمات التابعة التي تقترب من الحكم الذاتي. وهكذا تراجع تأثير القيادات العليا لصالح قوة التنظيمات المختلفة التي تقدرها بعض دراسات الإرهاب بنحو 25 مجموعة تعمل بإسلوب الخلايا النائمة مثل خلية فرانكفورت التي نفذت عملية 11 سبتمبر 2011م والخلية التي نفذت عملية مدريد والخلية التي نفذت عملية لندن وانتشرت المجموعات الموالية للقاعدة في العراق واليمن وغزة ولبنان وشمال افريقيا وفي أميركا وعدد من الدول الأوروبية، وبعد أن تم تدمير جزء كبير من البنية التحتية لتنظيم القاعدة الأم وفقد الكثير من قوته واتجه مؤخرا للعمل لحساب أجهزة مخابرات بعض الدول ربما في باكستان أو افغانستان وحول العراق وربما اسرائيل وأحيانا المخابرات الأميركية ذاتها وهكذا تحول تنظيم القاعدة من شركة ضخمة متعددة الجنسيات وعابرة إلى الحدود إلى مجرد قاتل أجير يعمل لحساب من يدفع وبعد أن فقد قدرته على تنفيذ العمليات تهز العالم اتجه إلى تبني عمليات إرهابية صغيرة هنا أو هناك تسبب الفزع والفوضى وتحقيق بعض الأهداف الدينية في أماكن متفرقة من العالم.
عبقرية الضعف وفي المجتمع الافتراضي عبر شبكة الانترنت وجد تنظيم القاعدة حلا عبقريا لحالة الضعف التي أصابته واتاح له سرعة في التنسيق والمتابعة ووسيلة جيدة للتجنيد والتوجيه عن بعد ووصول المعلومات إلى عناصرها في أي مكان كما سمح للقاعدة بتجاوز حدود المكان الجغرافي والزمان من خلال بناء تنظيم عبر الانترنت يتسم بالفاعلية و إدارة الأعمال بسرعة رغم وجود أعضائه في أماكن متفرقة في العالم..>
د.أبوالغيث: الفقر والبطالة جعلتا الشباب لقمة سائغة < من جهته ، أعتبر استاذ التاريخ والعلاقات السياسية في جامعة صنعاء الدكتور عبدالله أبو الغيث أن العمليات الإرهابية بحد ذاتها جريمة بشعة، لكنها عندما تتلفح بالدين تصبح جريمة مزدوجة. ولا أدري بأي شريعة يستحل المسلم دم أخيه المسلم!. والمصيبة أنه يعتبر ذلك جهاداً في سبيل الله! ويعتبر نفسه شهيداً ستستقبله الحور العين في جنة الفردوس إن هو سقط قتيلاً أثناء ممارسته القتل لإخوانه المسلمين الآمنين!. ويرى د. ابو الغيث الخطوة الأولى لمكافحة العمليات الإرهابية تقع على عاتق علماء الشريعة بمختلف مذاهبهم ومشاربهم الفقهية، بحيث يوضحون للناس وسطية الإسلام واعتداله، ومقاصده النبيلة التي تهدف إلى رقي البشرية وعزتها؛ وفي مقدمتها أمة الإسلام، مع توضيح موقف الإسلام من عملية القتل وإزهاق النفس الإنسانية التي حرم الله إلا بالحق وهو موقف يرفض ذلك القتل بنصوص صريحة لا تقبل التأويل «من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرضِ فكأنما قتل الناس جميعا»، «وما كان لمؤمنٍ أن يقتلَ مؤمناً إلا خطأ»، «ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما». مشيراً إلى أن القيادة السياسية مهمتها تتمثل بمنع استخدام اليمن كساحة لتصفية الخلافات بين القوى الإقليمية والدولية، ذلك أن كثيراً من تلك الهجمات الإرهابية تدخل في ذلك الإطار بغرض توجيه رسالة لهذا الطرف أو ذاك.مع عمل القيادة السياسية من أجل تطهير أجهزة الدولة اليمنية - وعلى رأسها الجهاز الأمني- من كل العناصر العابثة والمندسة التي تسهل تنفيذ مثل تلك العمليات لشيء في نفس يعقوب، أو تسكت عن متابعة العناصر المنفذة لها خدمة لأجندات معينة.. وما تسليم محافظة أبين لعناصر القاعدة عنا ببعيد، وكذلك التهريب المتكرر للعناصر الإرهابية من سجون الدولة عبر أنفاق طويلة قيل أنهم يحفرونها بواسطة ملاعق الأكل!!. وبعد ذلك تأتي عملية تكاتف مؤسسات الدولة الرسمية والحزبية والجماهرية لتكريس ثقافة العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية بين مختلف مناطق الدولة وفئاتها، لأن افتقاد بعض الشباب لحقوق المواطنة المتساوية، وشعورهم بأن تلك المؤسسات تتعامل معهم وكأنهم مواطنون من درجات دنيا يجعلهم فريسة سهلة لدعاة العنف والإرهاب، بحيث تصبح تلك العوامل وسيلة لاستقطابهم إلى صفوف الجماعات الارهابية. منوهاً إلى أن تتجه الخطط التنموية للدولة بمساعدة الجهات الخارجية المانحة إلى تنفيذ المشاريع التنموية التي تحد من الفقر وتوفر فرص العمل للشباب، لأن الفقر والبطالة يجعلان اليمنيين -خصوصاً الشباب المحبطين- لقمة سائغة يتلقفها بسهولة كل من هب ودب.>
سلام: الإرهاب بضاعتنا ردت إلينا !! < فيما يرى عبدالإله سلام أن الإرهاب يعد من اخطر القضايا التي تؤرق حياة المجتمعات ومنها مجتمعنا اليمني حيث أصبح الإرهاب مسيطر على كافة مفاصل الحياة اليومية ولا يخلو يوم يمر بحياتنا دون أن نطالع فيه عناوين الأحداث الإرهابية تتصدر كافة الأخبار التلفزيونية والصحفية . فالإرهاب تجارة تعود إلى صانعها وما نحن فيه هو من عمل أيدينا. وأنا هنا لست بصدد الحديث عن الأخطار والأثر السلبية الناتجة عن ممارسة هذه الأعمال الإرهابية . حيث انه أصبح الكل بات يعرف بأن الأعمال الإرهابية ومن يقوم بها جماعة معينة بذاتها كحامل أساسي باتت تعرف بتنظيم القاعدة او ما أصبح يطلق عليها في الفترة الأخيرة بأنصار الشريعة . وأصبح الكل ليس ببريء عن ماذا تنفذه هذه الجماعات حيث أصبحت لها علاقة محلية وإقليمية ودولية . ولكي نحارب هذه الظاهرة ونحد من نشاطها ولكي نكون أكثر مصداقية علينا ونخرج بنتائج ملموسة . بالمقام الأول أن نحدد المصادر والينابيع الرئيسية التي تغذي هذه الجماعات سواء كنت هذه الينابيع سياسية او دينية او اجتماعية او اقتصادية . فإذا ما طرحنا يدنا على هذا الينابيع وأدركنا مصادرها المحلية والدولية ونعمل على تجفيف هذه الينابيع او المصادر فأننا هنا نستطيع أن نجزم بأننا في الطريق الصحيح وما عدى ذلك فيعد محاربة لطواحين الهوى وكلما اطحنا بجماعة سوف تنبت ألف جماعة..>
Najibalassar@ yahoo.com |
|
|
|
|
|
|
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
RSS |
إعجاب |
نشر |
نشر في تويتر |
|
|
| |