بقلم /محمد علي عنبل "أبو نشوان" -
تمضي الأيام والسنون ونحن على عجلة من أمرنا نحاول مواجهة الاحتمالات ومعالجة الطارئات من المشاكل.. ورغم الزحمة على المستوى الشخصي وتكالب الاخفاقات يؤوب العبدلله – كاتب هذه السطور – الى لحظات تأمل دافئ يستظل بظلالها ويضع حداً ولو لبعض الوقت لحياة تزداد هرولتها اذا ماتم الاستسلام لها ولمفاجأتها الناجمة عن السرعة وماتنتجه من استجابات لدى المرء كالتهيؤ والاستعداد لاقتناص الفرصة واستغلال اللحظة وتطويع جماح الهرولة لتحقيق بعض المكاسب.
أعود الى خضرة التأمل لأحمي حياتي من عبث التكنولوجيا.. استحضر بيتاً من قصيدة ليمنيين من هجير جلافة وجدنا انفسنا محاصرين بحيطانها الصدئة.. أحاول استجماع كل تجاربي للخروج بحكمة، وعبثاً امضي فقط صوب لحظة توفر لي فرصة التقاط أنفاسي، وتهيؤني لاستعادة زمن جميل توقفت عنده ولا أزال اتمنى أن لا أغادره.. هذا الزمن هو رفيقي بكل مفرداته أناس وقيم، واخلاق.. لكن الخشية على فراقه تدفعني للاعتقاد بأنني لا ازال اكافح لحظة وأخرى في سبيل استعادته.
عشقت المملكة العربية السعودية لدرجة انساني هذا العشق الحاجة الى امكانية التنبؤ بماقد يحدث.. إنزلقت ذاتي في ذوات الاخوان والأحباب من ابناء هذا البلد العظيم، ووصلت بثقة مبعثها الاخلاص الى الاعتقاد بأنني جزء منه ولايمكن أن ينتزع مني هذا الحب.. وقد كان ماكان.. حاولت استعادة بعض حنق.. لكنني لم أتمكن.. وجدت التسامح هو الثقافة التي تشربتها روحي، وكانت المملكة هي مبتدأ التسامح ونهايته.
الأمراء طيبون.. الأصدقاء رائعون.. النبل دوحة خضراء تمرغ فيها روحك في كل شبر من مملكة الخير.. لذلك فليس أمامك سوى الانصياع لطبيعتك التي ترفض التنكر لكل جميل.. ومن ثم أنت أمام حب جداوله لاتنضب.. وإخلاص طري على الدوام.
كم انت رائعة يامملكة الخير بكل مكتنزاتك بشر وشجر وتراب وحجر.. تاريخ أعاد للإنسانية مكانتها اللائقة.. ومركز اشعاع لايزال يضيئ الدروب للتواقين الى العدالة والمساواة.
منطقة (عرعر) مبعث شجون، ومعبر للفرار من تعقيدات الحياة الى اكتشافات ليست جديدة لكنها هكذا تبدو.. فحين يفاجئك أبناء (السلحوب) بنبلهم وكرمهم يقذفون بك الى عوالم من الدهشة والطمأنينة.. تجد نفسك وجهاً لوجه في معركة حاسمة مع الجمال القادم من أمكنة أصيلة حيطانها وعذوبتها وروعتها، بهاء هذين الرائعين (عبدالله وامان).
لكل مضمار في الحياة أبطاله ورجاله، وكل فعل نبيل لايمكن توقعه من غير النبلاء.. لذلك فلم يترك الاخوين أبناء السحوب لي خياراً سوى تقديم كل الامتنان لما قدماه من أجلي.
عبدالله (ابو عبدالرحمن) أنا عاجز وكذلك لغتي عن تفدبم مفردات تضاهي عظمة نبلك، فانت كريم بما يكفي لأن تحفز في الاعماق معنى لاتستطيع اللغة التعبير عنه.
أمان (ابو عبدالمنعم) أيها القادم من وهج وروعة أبيك لا أدري ماذا اقول أمام نبلك ولا استطيع وصف ماسرني منك من أفعال تفصح بوضوح عن سجاياك العظيمة.
لكما يا اولاد (السلحوب) كل الحب، ويكفيكما الكرم سلاحاً لأن ينصبكما ملوكاً له.