لحج نيوز/بقلم:سراج الدين اليماني -
أعلم أخي القارئ الكريم والمحاور الفهيم أن للحوار أمور تعدّ معالماً مهمة منها :ـ
أولا: 1ـ الاعتراف ابتداء بأن الخلاف سنة كونية وإرادة إلهية لي ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة والخلاف راجح لتضارب المصالح وتباين القدرات والمواهب .
2ـ التعايش مطلب حتمي وضرورة شرعية , ومرحلة ينبغي أن تكون مخرجاً من الحاضر ومعبراً لحياة متكاملة .
3ـ أن يكون مراد الخلاف الى الله عز وجل وسنة نبية محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
4ـ أن يكون الحق والصدق رائد المتحاورين , وأن تكون مصالح الأمة والوطن فوق مصالح الأفراد والجماعات .
5ـ أن يجري الحوار بعيداً عن البغي والعدوان والحسد وحتى الانتصار والسيطرة والشهرة فالبغي مصدر الشهوات .
ثانياً :ـ وبعد هذه المسلمات ينبغي أن تقوم بالحوار تلك القيادات التي تقود قطاعات الدولة والمجتمع على اختلاف اهدافها ومستوياتها ومنها : القيادات الدينية , القيادات الأقتصادية , القيادات السياسية , القيادات الأمنية , القيادات الاجتماعية , القيادات العلمية والإعلامية والثقافية كما ينبغي أن يقوم الحوار داخل كل قضية من هذه القضايا من جهة وعلى مستوى تداخل هذه القضايا بعضها مع بعض من جهة أخرى , وأن يقوم بالحوار من كل تخصص عدولة الناصحون للأمة والوطن والمواطن والبعيدون عن المصالح الذاتية والترهات الفردية والعنصرية والطائفية أليس هذا عين مادعى له فخامة الأخ / الرئيس عند ما طلب قيادات الأحزاب والجماعات والجمعيات والمشائخ والأعيان ومنظمات المجتمع المدني للجلوس على طاولة الحوار تحت قبة مجلس الشورى أحد كبريات الهيئات الدستورية في البلاد وهو يعتبر مكاناً آمناً وملاذاً لكل الديمقراطيين وموقعاً استراتيجياً ومكاناً محايداً للأحزاب الأهلية والحكومية والوسط بينهم فلهذا يجب أن يعلم الكل أن فخامة الرئيس لم تكن دعواه للحوار إلا عن علم راسخ بأهمية الحوار وعن حكمة تدل على أنه رجل الوطن الأول وأبنه البار الذي يتنازل ببعض حقوقه من أجل الوطن وأن كل من يوجه له الاتهام ما هو إلا طعن في الخواصر بالخناجر والبناصر والله حامي له وناصر .
ثالثاً : أن تحدد نقاط الخلاف وتوضح الايجابيات منها والسلبيات وذلك بغرض توجيه الطاقات على اختلاف مظامنها ومظاهرها وعلى تعدد ابعادها وغاياتها الى خدمة قضايا الأمة الإسلامية وليس إلى الاحتراز من الجميع كما هو الحال .
تصنيف الحوار :ـ
هناك حوار حسب النوع : حوار سياسي ـ إعلامي ـ ديني ـ إجتماعي ـ فكري وآخر حسب المكان والنطاق : حوار محلي ـ اقليمي ـ عربي ـ دولي ـ إسلامي ( جغرافياً وليس فكرياً ) لا بد في الحوار وجود أكثر من طرف على الأقل طرفين وهو الحوار البسيط وأحياناً عدة أطراف وهو الحوار الأكثر تعقيداً وهذا ما دعا اليه الرئيس فبواد تعقيده من بعض أطراف أحزاب اللقاء المشترك الذين يشترطون اشتراطات ما أنزل الله بها من سلطان على الدولة أ، تنفذ لهم ما يحلو لهم ويجول بعقولهم القاصرة التي لا تخدم مؤتمر الحوار وإنما تهدمه وتزيده تعقيداً فوق ما هو معقد لكن الله هو من سيخذل كل من تسول له نفسه لافشال مؤتمر الحوار داعماً لإعداء الله ضد الوطن وأمته واستقراره وهو يحسب أنه يحسن صنعاً فيا سبحان الله .
الخطوات المطلوبة لانجاح مؤتمر الحوار :ـ
1. أهداف الحوار : عندما نتحاور لا بد أن نحدد ما هو الهدف , الأهاف متنوعة حسب تنوع الموضوع بعضها دعوى ( احتساب لوجه الله ) , ومنها سياسي : ( لتحقيق إنجاز سياسي ) , ومنها فكري وإجتماعي أو اقتصادي ويجب أن نعرف أولاً ونحدد الهدف من الحوار وهذه خطوة أساسية في ادارة الحوار وفي غاية من الأهمية .
2. التحضير للحوار : يحتاج إلى ثلاث أو اربع خطوات للتحضير الجيد .
1) معرفة موضوعات الحوار المدعو للمشاركة فيه , والتحضير المعرفي لها عن طريق العودة للكتب والمراجع وكلما وحدت مصادر قوية قوي التحضير للحوار .
2) معرفة الأشخاص المحاورين , موقفهم الفكري , طريقة آدائهم , أسلوبهم هل هو مهذب أو سليط اللسان , خلفيات , طبائعه , المداخل الؤثرة فيه , نقاط القوة والضعف .
3. معرفة الجمهور المتابعين للحوار سواء جمهور محدود أو واسع , لأنك تتحدث مع من هو متلقٍ وتوجه له رسالة .
4. تحديد الرسالة التي توجهها للمتلقين متضمنة تحقيق الهدف .
5. كيفية إدارة الحوار : هناك عمليات تتم أول نقطة في الحوار :ـ
1) لا بد من تقسيم الموضوع لثلاثة عناصر ( مقدمة ـ موضوع ـ خاتمة )
المقدمة : مدخل لتهيئة الطرق الآخر ولا بد أن تكون مختصرة جداً ورسالة مركزة جداً وهذا مهم في الحديث أمام أجهزة الإعلام ولكن باختصار غير مخل .
الموضوع : هو الأهداف والرسالة والتحضير للخاتمة تسلسل في العرض لتصبح أكثر تأثيراً .
الخاتمة : هي الرسالة النهائية التي تريد إيصالها بالحوار .
2) توزيع الوقت على هذه العناصر ( المقدمة أقل ـ الموضوع أطول , الخلاصة أقل شيء ) المنظم يهمه الوقت أكثر من الموضوع .
3) صفات مهمة في أداء الحوار : الاختصار , التركيز واحترام الوقت .
4) لغة الحوار : طريقة الأداء والأساليب اللغوية واللباقة في الصياغة واحترام الطرف الآخر والأدب في التعبير والتواضع لأن المتلقي حساس جداً ولابد من احترام المشاهد .
5) التركيز على الموضوع وليس على الشخص .
6) نبرة الصوت : جزء من التأثير على المتلقي لأنها تكون حسب الموضوع وحسب اللحظة , ودائماً الحديث الصادق أكثر تأثيراً من التمثيلي .
7) ملامح الوجه : الأصل الابتسامة والبشاشة ولكن أحياناً جمود الملامح مطلوب , واحياناً إظهار الغضب مثلاً في حالة مس الثوابت الوطنية والدينية أو قيم المجتمع التي تنتهكها بعض رموز احزاب اللقاء المشترك لصالح أعداء الوطن وأحياناً افتعال الابتسامة , والذي يحدد كل هذا طبيعة اللقاء والطرف المجاور .
3ـ الصفات النفسية للمحاور الجيد : كل محاور حسب الأرضية التي يقف عليها .
1. أول صفة الاستعانة بالله والقوة والثبات والتوفيق والنجاح من الله وكل هذا يأتي مع نيل الغاية والهدف مكملين لبعض .
2. الثقة بالنفس وعدم الاستعلاء والاطمئنان بسبب عدالة الموضوع .
3. التحكم الشديد في الانفعالات خلال الحوار أمر مهم جداً خاصة عند الاستفزاز من الطرف الآخر .
4. أداراك الملامح الشكلية والانفعالات مثل حركة الايدي والأرجل .
4ـ خطط الحوار : هذه الخطط تعتبر تبعاً للموقف الذي يوجد فيه الإنسان , من هو الطرف الآخر , ما هو الموضوع من هو الجمهور المتابع .
1. احدى الخطط كسب الطرف الآخر وتفهيمه الرسالة أو الموضوع , تلتمس الأعذار , تكتشف المساحات الغامضة , تجلي الصورة , وهذا يتحدد نتيجة المعلومات التحضيرية : شخص مؤثر ومحترم ولكن الأمر ملتبس عليه , أذهب وأنا مهيا للأساليب الدعوية الحوارية لكسب الشخص , فالتمس سلوك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ والصحابة والدعاة الرفق واللين والتقدير .
2. خطة أخرى مجرد تجنيب غلواء الطرف الآخر وتحيده , شخص فيه غلواء شديدة وتحامل كما رأيناه في قناة المستقلة مع الدكتور الهاشمي بعضهم يقل أدبه ويرمي الآخر بالأتهام وبسبه ويحقر من شانه ويتوهه في الموضوع , فهذا يحتاج إلى أشياء أقرب للموقف الأول مع رسالة أقصى ما ترى اليه تجنب غلواته وغروره وسلاطة لسانه .
3. الفضح والتعرية أيضاً وكشف الأخر أمام الجمهور والآخرين وهذا نوع من المواقف أمام رحل شر مطلق أذهب بغرض كشف مواقفه وتعريته .
4. إبلاغ وجهة نظر معينة مهما كان موقف الطرق الآخر سواء فهم أو تصرف بشكل جيد أو ثار أو أي شيء آخر , الاعتبار هنا للرسالة المطلوبة توصيلها للأطراف الأخرى المتابعة مهما كان موقف الطرف الآخر , في كل الحالات مطلوب التركيز على نقاط القوة لدى الطرف الذي يتكلم ونقاط الضعف لدى الطرف الآخر , ولا بد من تخيل السيناريو الكلي للحوار بكل احتمالاته . وهذه عادة فكره أو فكرتان يدور الحوار حولهما . وتكون هناك فكرة أو فكرتان حاكمتان تكون هما مركز القوة .
4ـ آداب واخلاقيات الحوار :ـ
1. الصدق والوضوع : أن يتكلم الإنسان عن الفكرة بشكل واضح , مع التأكد من المعلومات فيتجنب الإدلاء بمعلومة غير متأكد منها بشكل قاطع .
2. الاحترام والأدب مع الطرف الثاني ـ مهما كان هذا الطرف سيناً يجعلك تكسب أحياناً , أضطر فقط لفضح الفكرة الخاطئة التي يزعمها .
3. استخدام اساليب راقية في اللغة والاشارة وهذا لا يتعارض مع أساليب الفضح للأشخاص الذين تحتاج إلى نصحهم لأنك تقدم نموذجاً حضارياً باللغة والإشارات والحركات .
4. المشاعر الصادقة مع الأدوات الصحيحة فالمؤدي بشر , يقول بأحاسيسه الحقيقية الصادقة بعيداً عن النصح الذي يفقد المعنى مدلوله كلما كنت طبيعياً وتلقائياً , فإنك تصل أكثر , لأن المتلقي أيضاً بشر .