بقلم / علي القحوم -
اطل السيد حسن نصرالله ليلة أمس الخميس في قناة المنار وكشف عن مفاجئة من العيار الثقيل الذي لم يسبق لها مثيل والتي أقضت مضاجع الصهاينة وخلطت الأوراق وأثبتت أن الإسرائيليين ومنظوماتهم الدفاعية والتكنولوجيا التي تمتلكها لا تضاهي ما يمتلكه المجاهدون في لبنان .. حيث اخترقت طائرة بدون طيار الأجواء الإسرائيلية وحلقت بشكل مستمر على أهداف حساسة دون أن تكتشفها لادارات العدو الصهيوني فكانت هذه المفاجئة من العيار الثقيل وهذا ما عودنا به السيد حسن نصر الله حفظه الله وأبقاه ذخرا للأمة الإسلامية من المفاجئات التي تأرق وترعب وتخلط الأوراق للعدو الصهيوني المغتصب راضي الفلسطينية فالسيد حسن رجل سياسي وعسكري يستطيع أن يقدم الرسائل في الوقت المناسب لا سيما وان الصهاينة يتوعدون بحرب مع إيران ومحور المقاومة ولكن هذه الرسالة ستجعلهم يدركون أن الحرب ليست نزهه ..
وكالعادة السيد حسن نصرالله يمسك بخيوط اللعبة ويعرف كيف يوصل الرسائل القوية للعدو الإسرائيلي الغاصب حيث قال " المقاومة في لبنان أرسلت طائرة استطلاع متطورة من الأراضي اللبنانية، لا داعي أن نحدد من أين، باتجاه البحر، وسيرت هذه الطائرة مئات الكيلومترات فوق البحر ثم اخترقت إجراءات العدو الحديدية ودخلت إلى جنوب فلسطين وحلقت فوق منشآت وقواعد حساسة ومهمة لعشرات الكيلومترات في عرض الجنوب إلى أن تم اكتشافها من قبل العدو على مقربة من منطقة ديمونا فتصدى لها سلاح الجو الإسرائيلي وقام بإسقاطها وأشار إلى أن هذه الطائرة اكبر واهم من طائرة "مرصاد" التي تم استخدامها من المقاومة عام 2006 وهي ليست روسية بل صناعة إيرانية وتجميع وإنتاج الكادر اللبناني المتخصص في حزب الله وعلى اللبنانيين أن يفخروا أن لديهم شبابا وعقولا بهذا المستوى " ..
وكذلك تحدث السيد حسن نصر الله عن استمرارية تحليق هذه الطائرات وقال أنها لن تكون الأولى والأخيرة بل ستستمر هذه الطائرات في التحليق وفي مهامها الاستخباراتية في كل مناطق فلسطين المحتلة وصولا إلى جزر في البحر الأحمر التي تقبع تحت وطئت الاستعمار الإسرائيلي والتي نسيتها أسرة آل سعود ..
وفي ذات الوقت تحدث السيد بكل صراحة عن سوريا ونفى كل المزاعم والاتهامات التي يرميها العملاء على حزب الله ومشاركتهم في الحرب مع النظام السوري فقال " أعلن أننا حتى هذه اللحظة لم نقاتل إلى جانب النظام السوري مشيراً إلى أن عدد من الشهداء سقطوا مؤخرا في منطقة محاذية لمنطقة الهرمل مؤكدا أننا لا ننكر بل نفاخر بما نقوم به "
وفي ظل التطورات التي تشهدها المنطقة ودخولها في مرحلة خطيرة ربما تكون حرب عالمية ثالثة والتهديدات المتكررة للعدو الصهيوني والأمريكي على للبنان وإيران وسوريا وتصريحاتهم بأن الخطط الحربية فوق الطاولة وأنهم مستعدون لضرب محور المقاومة وان هذا خيار لا مناص منه هنا يبعث السيد حسن نصرالله برسالة قوية مفادها أننا هنا جاهزون وانظروا إلى بعض ما قد عديناه لهذا الحرب وأننا قوم لا ننام أو نتواكل على الآخرين بل نحضر لمثل هذه الحرب فإذا انتم عازمون على جر المنطقة إلى حرب إقليمية فضعوا في حساباتكم أن المعادلة التي حسبتم لها ستنقلب عليكم وستجنون الهزيمة والخسران فكانت رسالة صاعقة وساطعة لمحور الشر ..
في المقابل كانت ردود الفعل من قبل الصهاينة والأمريكان مرتبكة وبدئ عليها الخوف والهلع والمفاجئة حيث وصف وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، بالتطور الجديد تحليق طائرة بدون طيار في سماء فلسطين المحتلة بـ«الخطير جداً»، متوعداً بأن إسرائيل ستدرس الرد على من أرسل الطائرة، من دون أن يوضح طبيعة الرد الموعود ..
أما رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فتطرق في بيان مقتضب عن الحادث وقال «سنواصل الدفاع عن حدودنا في البر والبحر والجو من أجل أمن مواطني إسرائيل» ..
وكذلك سارع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بني غانتس إلى عقد جلسة لتقييم الوضع في الأركان العامة ونقل المراسلون العسكريون تقارير أفادت بأن الجلسة خصصت لفهم أشمل لصورة الخرق، وأيضاً من أجل درس كل طرق العمل الممكنة، ومن بينها القيام برد إسرائيلي، على من أرسل الطائرة ..
وفي ظل الوعيد والتهديد بالرد على حزب الله قال مصدرا عسكريا رفيع في الجيش الإسرائيلي لموقع«واللا» الإخباري العبري إن الرد يجب أن يدرس بعناية إذ لا يمكن التسبب بمواجهة أو حرب إقليمية على خلفية هذا الحادث ومن التخبط الإسرائيلي والذل والرعب أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن إسرائيل ما زالت تتخبط إزاء شكل رد فعلها على هذا الحدث، ومن الجائز أن تظهر ضبطاً للنفس بسبب الوضع الحساس في المنطقة، الذي يمكن لأصغر عمل عسكري أن يؤدي إلى انفجار كبير ..
[email protected]