بقلم/ علي ناصر البخيتي -
من تابع التغييرات التي أجراها الرئيس هادي خصوصاً في الجانب العسكري لا تتكون لديه صورة أن الهدف من تلك التغييرات هو القضاء على مراكز القوى التقليدية المتمثلة في صالح ومحسن بقدر ما هو محاولة من هادي لبناء مركز قوة ثالثة تابعة له .
ما يبعث على الاعتقاد بأن هادي يبني هذه القوة الثالثة هو الترضيات التي يعطيها لتلك المراكز أثناء وبعد كل حزمة تغييرات, تلك الترضيات يضطر هادي لدفعها ليتمكن من بناء مركز قوة خاصة به, ولو كانت كل تعيينات هادي بناء على معايير واضحة من الكفاءة والنزاهة والاستقلال لما احتاج الى ترضية أحد, ولتمكن من عزل بقية القيادات التي تمثل تلك المراكز ولما استطاع أحد المزايدة على قراراته أو اتهامه أنه يدعم مركز قوة على حساب المركز الآخر .
كان من الأجدر بالرئيس هادي بناء مركز قوة واحد على معايير وطنية بعيداً عن الولاءات الشخصية له أو لغيره وبالتالي سيكون ولاء هذا المركز للدستور وللشرعية التي يمثلها هادي وليس لشخصه, بناء هذا المركز سيلقى اجماع وطني ودعم دولي وسيضعف مراكز القوى التقليدية دون الحاجة الى ارضاءها ودون أن توجه لهادي التهم بأنه يحابي أصحابه أو أي جهة أخرى .
من الأفضل لهادي أن يضل بعيداً كشخص عن الاستقطاب الحاصل وأن لا يظهر كطرف جديد في الأزمة عبر هذا المركز الذي يسعى الى بنائه, من الأفضل لهادي أن يضل حكماً لا أن يصبح خصماً .
من الخطأ الاعتقاد أن هادي يمكن أن ينجح في القضاء على تلك المراكز عبر بناء مركزه الخاص بل ان هادي بتلك الطريقة وبدلاً من أن يعالج المشكلة سيدخل كطرف جديد فيها وسنحتاج لهادي آخر لإخراجنا من الأزمة التي قد تنشأ بين الثلاث القوى هذه المرة .
على هادي أن يعلم ان التحالف القديم بين صالح ومحسن قد يعود مجدداً اذا أحسا بالخطر يقترب كثيراً منهما خصوصاً اذا كان هذا الخطر يأتي من مركز قوة مناطقية جديدة, ومن السهل لهما حينها تبرير تحالفهما عبر اتهام هادي بأنه يُقصي أبناء منطقة معينة لحساب منطقة أخرى .
نحن لا نريد ان يكون الصراع القادم بين منطقة حاشد ومنطقة أبين كما كان بين الزمرة والطغمة في الجنوب أو حاشد وبكيل في الشمال ففي هكذا صراع سيكون المهزوم حتماً المنطقة الأبعد عن صنعاء, نريد أن يضل الصراع بين القوى الوطنية التي تسعى للتغيير والتي أتمنى أن يمثلها هادي وبين القوى التقليدية التي يمثلها محسن وصالح لان هادي في هكذا صراع لن يكون ممثلاً لنفسة أو لمنطقته بل سيكون ممثلاً لليمن .
" نقلاً عن صحيفة الأولى "
علي البخيتي
[email protected]