بقلم/د-عبدالرحمن أحمد ناجي فرحان -
إلى دعاة الدولة المدنية .. أستاذ جامعي لا يجد قوت يومه
يتمحور حديثنا هنا عن أستاذ جامعي لا يملك سوى إيمانه بالله وعشقه لوطنه لدرجة ليس لها حدود ولا يتخيلها عقل بشر ، ولا يملك سوى لسانه وقلمه ليعبر بهما عن آراءه وقناعاته وأفكاره فيما يعتقد أن فيه خير ومصلحة وطنه ، ومنذ أن شعر بأن قوى محلية وإقليمية ودولية تسعى لوضع اليمن في شبكة العنكبوت مطلع العام الماضي كغيرها من دول المنطقة تحت مسمى (((الربيع العربي))) ، وشاء الله أن تتهيأ له أسباب تعميم تلك الآراء والقناعات والأفكار عبر الفضائيات المحلية ، نتج عن ذلك تبدل حاله رأساً على عقب :
•تعرض لمحاولات التصفية الجسدية ست مرات على النحو التالي :ـ
-محاولتان وهو في طريقه لمنزله عند مغادرته للمقر الرسمي للفضائية اليمنية بعد أن كان ضيفاً في مقابلتين تم بثهما مباشرةً على الهواء .
-محاولتان في مقر عمله بكلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء حينما امتثل يومين متتاليين لقرار وزارة التعليم العالي ببدء الدراسة بجامعة صنعاء يوم السبت 17 سبتمبر 2012م .
-المحاولة الخامسة : حينما تعرضت العمارة التي كان يسكن فيها لقذيفة عقب البدء بالتنفيذ الفعلي لفكرته التي أطلقها وقاد من أجل تنفيذها مظاهرات طلابية لمكتب الأمم المتحدة بصنعاء وسفارات أمريكا وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية والتي تقضي بعودة الدراسة بكل كليات جامعة صنعاء في مقرات بديلة طالما صار من المستحيل وغير الآمن استمرار الدراسة داخل حرم جامعة صنعاء الأصلي .
-المحاولة السادسة : عند اعتراض سيارته اعتراضاً كاملاً عن طريق سيارة أجرة في مغرب يوم جمعة من الله علينا فيه بالمطر الغزير وصلينا فيه صلاة الاستسقاء عقب صلاة الجمعة وبعد تجاوز لنقطة الحرس الجمهوري بفج عطان وأثناء النزول باتجاه الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ونتج عن الضغط الكامل على الفرامل انزلاق السيارة ودورانها 180 درجة واصطدامها بالرصيف لتطير في الهواء قبل ارتطام الجانب الأيسر منها وتهشمه بجبل عطان ، ومازال حال السيارة على ما هو عليه عند وقوع تلك المحاولة حتى اليوم .
•تعرض للتجريح اللفظي والإهانة يوم الاثنين 19 ديسمبر 2011م (أنت نجاسة ويجب أن تتطهر الكلية منك ومن أمثالك) من أحد طلابه الذي كان يقود مظاهرة طلابية جابت الكلية وهو يؤدي إحدى محاضراته لطلاب المستوى الرابع بالقاعة (71) غرب كلية التجارة والاقتصاد ولولا عناية الله ووقوف أبنائه الطلاب والطالبات الذين كان معهم بالقاعة سداً منيعاً حال دون وصول المشاركين بالمظاهرة إليه لكان يمكن حدوث ما لا يحمد عقباه .
•لم يتم توقيع أي عقوبة بحق ذلك الطالب – عضو المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية – حتى اليوم حيث أنه :ـ
-لم يعتذر وفق القرار الذي توصلت له اللجنة المشكلة من رئاسة الجامعة للتحقيق معه حول ما قام به من اعتداء ، وقد كيفت تلك اللجنة الحادث بأنه محاولة اعتداء على أستاذ جامعي أثناء ممارسته لعمله في الحرم الجامعي واكتفت باعتذار الطالب للأستاذ الجامعي .
-لم يفصل أو يعتذر وفقاً لتوصيات قسم إدارة الأعمال عند مناقشته للموضوع في اجتماعيه الأول والثاني للعام الجامعي 2011/2012م ، لأن عميد الكلية اعتبر الاعتداء لأسباب سياسية شخصية لا شأن للكلية بها ، وبالتالي لم يسمح أصلاً بإدراج الموضوع ضمن الموضوعات المعروضة على مجلس الكلية رغم التوصيتين المرفوعتين للمجلس من القسم العلمي بفصل الطالب ، ثم اعتذار الطالب ، في اجتماعيه المشار إليهما .
•أصدر عميد الكلية أمراً لأمين الصندوق بوقف مرتب عضو هيئة التدريس لشهر سبتمبر ثم توريده لخزينة الدولة ، وحالياً تم توجيه نفس الأمر فيما يتعلق بمرتب شهر أكتوبر الحالي بحجة عدم تسليم نتائج الطلاب للكنترول ، في حين أن الأستاذ الجامعي لديه ما يقرب من 2500 دفتر إجابة ، ولن يقوم بتسليم النتائج والدفاتر إلا بعد أن يتم رد الاعتبار إليه عن طريق مجلس الكلية بتقرير العقوبة المنصوص عليها في لائحة شئون الطلاب بحق من يوجهون الإهانة أو السب لأعضاء هيئة التدريس ، فكما للكلية حقوق لدى أعضاء هيئة التدريس فعليها أيضاً واجبات تجاههم ، ومن جانب آخر وحرصاً من الأستاذ الجامعي على أبناءه الطلاب فقد مارس عمله الأكاديمي بشكل طبيعي ولم يمتنع عن التدريس أو تسليم الاختبارات في مواعيدها خلال الفصل الماضي ، كما أن مسألة وقف مرتب عضو هيئة تدريس بجامعة حكومية سابقة لم تحدث من قبل ولا تجوز إلا بأمر قضائي ..ــ
•لدى الأستاذ الجامعي إياه ولد تخرج من الثانوية العامة ويتحدث الإنجليزية كأهلها ، وحقق معدل 94% بالقسم العلمي (القسم الإنجليزي) العام الماضي ، ولم يتمكن هذا العام من الحصول على منحة دراسية للخارج على نفقة الدولة ، كما لم يتمكن من الالتحاق بكلية الهندسة بسبب هيمنة معارضين لأفكار وآراء والده زميلهم الأستاذ الجامعي بنفس الجامعة ..ـ
•يفصلنا الآن يومان على عيد الأضحى المبارك ، وعضو هيئة التدريس إياه عاجز عن سداد إيجار الشقة التي يسكنها هو وأسرته المكونة من ستة أفراد وعاجز عن سداد فواتير الكهرباء والماء ، والأخطر من ذلك عاجز عن توفير جو الفرحة في قلوب أفراد عائلته ..
•والأستاذ الجامعي إياه يستنزل لعنة الله وغضبه عليه وعلى كل فرد في أسرته الصغيرة والكبيرة (التي تشمل والديه وإخوانه) بأنه لا يملك في الكون سراً أو علناً أي مصدر دخل ثابت أو مؤقت غير مرتبه الذي يستلمه من عمله أستاذاً جامعياً بكلية التجارة والاقتصاد – جامعة صنعاء .
بالله عليكم هل وجدتم جمال وروعة لنموذج مشرق وضاء لتعامل دعاة الدولة المدنية في اليمن مع من يخلفونهم بالرأي والقناة والفكر؟! ، بالله عليكم هل هذا هو التغيير المنشود ؟! ، هل هكذا تسير اليمن في الاتجاه الصحيح ؟! ، سبحان الله ، تقوم كل الثورات وحركات التغيير في الكون منذ أن شاء الله للإنسان أن يعمِّر الأرض لضمان حرية الناس في الحياة الكريمة الآمنة باستخدام كافة الحواس التي وهبها لهم خالقهم .. ولم نسمع بثورة أو حركة تغيير تقمع حرية الرأي وتكمم الأفواه وتفرض أراء وأفكار ورؤى من سيطر عليها واستعلى ، ولا أقول لذلك الأستاذ الجامعي إلا : من ظن أنه أكبر فالله أكبر ، ومن ظن أنه يرزق الناس ويمنع عنهم رزقهم فالله الرزاق أكبر ، ومن ظن أنه يستطيع تطويع الناس واستعبادهم بمحاصرتهم في أرزاقهم لعلهم إليه يرجعون فلله وحده نحن راجعون ولا ملجأ ولا مرد لنا إلا إليه طال الزمان أو قصر ، وطالما الله مدبر شئون خلقه موجود فلا خوف ولا قلق ولا توتر ، أليس اللهم أرحم بالعبد من أمه التي ولدته ، ونِعم بالله ونِعم بالله ، والحمد لله وحده لا شريك له ...ـ