لحج نيوز/قصة:صادق الفائشي - بعد تنهيدة شقت كبد صديقي ،
لحرقتها ذرفت عيني الدموع الما وحسرة على اخي وصديقي واعز الناس على قلبي
اخفيت حزني حتى لا ازيد المه وجعلته يكمل قصته املا ان يخفف عنه بعض ما يتعبه ويضايقه . ،ثم عاود حديثه في سرد وقائع واحداث قصته المريرة قائلا.
قنوعا انا دوما .. بسيطا في حياتي ولذلك انا سعيد ومحسود ..كنت اصبر نفسي دائما ..انا احسن غيري فأنا في وطني وبين اهلي وناسي..اتعايش مع وظيفتي وراتبي ، مبسوط الحال الرضى يملأ قلبي لم يمتد طرفي الى ما متع الله به غيري ابدا، كنت انظر لمن هم اسوأ مني حالا ، لم يعكر حياتي شيء والحمد لله ..لكن المرض الذي ألم بفلذة كبدي عكرصفوي واقلق راحتي..
المهم :- وصلنا الى تعز وكان صوت الاذان يملأ فضاء المدينة...
ولجنا الى البيت لقصد الراحة ..
خصصنا غرفة خاصة للعروسين ، احسست بشعور غريب في البيت على غير العادة احس ان البيت مسكون ، لن اكون مبالغا اذا قلت اني اسمع همس في اذني !!!
ذهب اولادي الصغار مع امهم الى الغرفة المجاورة من غرفة العروسين ..
وأنا في المجلس ، اسئل نفسي ما ذا جرى ما هذا الشعور ،، اطرافي ترتعد
بدأت اتمتم بالقران ، لكن لا يزال الخوف يملأ المكان ، وأنا بين خوفي في وسط المجلس اذا بي ارى ولدي يطلع من غرفته متجها صوبي ، وقد تغير وجهه تماما وبرزت عيناه ، كان وجهه محمرا متعرقا ، صحت عليه ماذا بك ياولدي ؟
مد يده اليا كأنه يطلب المساعدة ، وأنا اصرخ ولدي مآبك ،؟؟ سقط ولدي على الارض ، يتمرغ ، في مكانه ويضرب نفسه بعنف وكأنه في معركة،، صحت مذعورا ولدي حبيبي مآبك
خرج الاولاد وزوجتي نحوي..
كل من في البيت خرج ينظر ما يجري..
الاطفال يبكون لا ادري ماذا أعمل..
زوجتي تهدء الاطفال وتسكن من روعهم ،
صرت اصرخ وابكي ولدي ولدي ، وهو لا يشعر بي تماسكت وبدأت اقرأ عليه القران وهو ينظر اليا وكأنه يستنجدني من شيء ما يحاول قتلة
بعد نصف ساعة مرت بمرارتها المؤلمة اذا بي أشم رائحة كريهة تطلع مصدرها جسد ابني !!.. ثم بدأ أبني يهدأ من الروع الذي اصابه ، ثم بعد ذلك رأيت وجهه يعود كما كان مشرقا،، فاسعدني ذلك كثيرا وعندما عاد الى حالته الطبيعية بدأ يتسأل عما حدث ؟!.. بقوله ماذا حصل مني لماذا جميعكم مذعورين ؟!.. ثم نظر الى اخوته الصغار وملامح الخوف ظاهرة على وجوههم.. فأنكفئ على كفيه وبدأ بالبكاء والنحيب ويعتذر لنا جميعا ويتمنى الموت لنفسه كونه من ذوي الاحاسيس المرهفة..فجلست الى جواره ورفعت وجهه الباكي ثم ضميته الى صدري وبدأت اهون عليه.. وأقول له لا عليك يا ولدي لا عليك ،.وكان يتشبث بي كالطفل الصغير من شدة الخوف الذي اصيب به وبدأنا اثنيننا بالبكاء ودموع الألم الحارة تتساقط كحبيبات المطر ، وأكرر حديثي له لا تخاف يا ولدي انا الى جوارك سأفديك بروحي.
لم يعد لي نفس للمأكل أو المشرب ،، صارت حياتي جحيما مظلمة بسواد حالك وكل من في البيت ينظر الينا والى ما انا فيه من الم وأحتراق ثم بعد ذلك شعرت انني اريد ان اتقياء من التعب والإرهاق والخوف ... تماسكت وبدأت اهدي كل من في البيت ، كسرت حاجز الخوف وسألت زوجتي هل نطلب غداء من خارج البيت ؟
صمتت زوجتي فعرفت انها قد اصابها من التعب ما اصابها فلن تقوى على عمل أي شيء
طلبنا طعام الغداء من احد المطاعم ، وصل الغداء ، اكل الاطفال ما يحتاجون ولم اجد في نفسي اي رغبة في الطعام من شدة الالم والحزن لأن ذلك لم يكن سهلا عليا عندما اشاهد ولدي في هذا الحالة المحزنة والمؤلمة..
قررت ان اخرج انا والعروسين الى احد المشايخ الذين يحضون بالاحترام لكي يقرأ على العروسين ، وصلنا الى الشيخ قرأ على العروسة ، وفعلا تبين ان العروسة مصابة بمس السحر
ثم استرم في قراءته وتلاوته وهو ممسكا برأسها حتى اكمل قراءته ،،،، فشعرت العروس بعد ذلك بشيء من التحسن ،، وبدأت تعود الى حالتها الطبيعية وظهرت عليها علامات الارتياح ...
ثم توجه بعد ذلك نحو ولدي العريس وبدأ يقرأ ويتلي ويرتل القرآن لكن دون جدوى ،، فلم يكن السحر فقط هو مشكلة ابني ،، لقد اصابه مس شيطاني وزاد على ذلك ،، اصابته بحالة نفسية هذا ما قاله الشيخ لي ؟ وان النقيضان المرض والفرح اصاباه في آن واحد.. ثم قررنا العودة الى البيت حتى نأخذ قسطا من الراحة..وبعد خيم الليل وهدأ الضجيج في المدينة اتجه كل منا الى فراشة نستعد لإستقبال يوم آخر من المعاناة ،، فقررنا في صباح اليوم التالي الذهاب الى الطبيب النفساني وهو ما اجمعنا عليه ،،، وعند منتصف الليل استيقظت من نومي مذعورا وأناء اسمع صراخ العروسه تصيح وتقول عمي عمي نهضت من فراشي مسرعا كالمجنون ،، توجهت نحو غرفتيهما مسرعا دون وشعور مني أتساءل ماذا جرى ماذا حدث ..وكانت المفاجأة كالصاعقة ولدي ليس موجود في مكانه ولم تشعر العروسة بالوقت الذي خرج فيه إلا عندما استيقظت تبحث عن ماء فلم تجده بجوارها ..فصرخت في وجه الجميع متسائلا كيف خرج والباب مغلق وكذلك باب الحوش مغلق ؟!!... الى اين سيذهب. ثم دون شعور مني صرخت ولدي يا عز الدين .. اين انت يا ولدي.. لكن لم يكن هناك من يجيب لندائي ثم توجهت نحو الباب مسرعا حتى من ان الباب مغلقا ولكن كانت الصدمة مؤلمة لقد كان الباب مفتوحا..ثم توجهت ايضا نحو باب الحوش الذي اغلقته بأحد الاقفال ولا يوجد المفتاح مع احد سواي..فعرفت انه تسور الحوش وخرج بدأت اهدئ نفسي، وابحث عن حل فاتصلت بكل معارفي وقل لهم اريد سيارة تقلني الوقت متأخر ،،، اغلبهم لا يردون على جولاتهم ،، ومن اجابني منهم كان يعتذر عن الحضور بحجة ان لديه دوام في الصباح كنت اتفهم الوضع..
فمن يده في النار ليس كمن يده في الماء ،،جلست أدعو الله وابتهل اليه ان يحفظه وان يعيده اليا
نظرت الى خلفي ،، لقد ايقظت كل من في البيت ، الاطفال يرتعدون من الخوف العروسه تبكي لا اعرف ماذا اصنع!!..شكوت حالي الى الله وبعد نصف ساعة تماما عاد ولدي ،، لكن عاد في هيئة لم اكن اتخيلها..
عاد وكأنه كان في معركة ، ممزق الثياب ومتسخ كأنه خرج من برميل زبالة ، شاحب الوجه
كان يرتعد وبدأ عليه الخوف والحزن بل والحياء كان يخفي شيء ،، سألته والغضب يملا قلبي اين كنت؟؟
رد بصوت خافت كنت في الخارج ،، لم اتمالك نفسي ضربته ضربا عنيفا وهو يبكي ولا يحرك ساكن.. لم يوقفني منه إلا صراخ الاطفال والعروسة وزوجتي،، ثم بعد ذلك رأيت الدم يخرج من انفه وفمه وكان ينظر اليا وكأنه يقول ليس الامر بيدي يا ابي ،،، نظراته تقول لي اذا كان هذا يرضيك اضرب ،، بل اقتلني خير لي ان اراك تتعذب ؟ كانت دموعه تنهمر من عيناه كالمطر ،، لكن لا صوت له كأنه لا يريد ان يسمعني صوته حتى لا يزيد توجعي..
ثم ذهبت الى الحمام صببت المال على راسي ،،، والملابس لا تزال فوقي نصف ساعة وأنا اصب الماء كي يهدأ غضبي ،، خرجت من الحمام ،،كان ولدي مع عروسه قد دخلا الى الغرفة..
زوجتي اخذت الاطفال وبدأت تهدئ من روعهم كي يناموا.. ثم غيرت ملابسي ودخلت غرفتي ونمت ولم اشعر بشيء الا وقت الظهر ،كانت زوجتي الرائعة قد اعدت لنا الغداء ، سألتها ماذا حدث لي قالت كلام وأفعال عملتها استحي ان اذكرها ، لقد افقدني الغضب صوابي ، زوجتي الغالية كانت اقوى مني تهدئ العروسة ، وتطمئن العروس ، وتهتم بالأطفال ، اتصلت على ابن عمي .. حدثته بما حصل لولدي اليوم ..لقد كان جوبه مثل الصاعقه ؟لم اكن اتوقع ما قاله ابدا
اسررت ما قاله في نفسي لكي لا ازيد من خوف اسرتي وقررت ان اذهب اليه في المساء .
أحسست لفترة وكأن الزمن توقف ..
بالأمس كنت شخصا يعيش حياة طبيعية ..
والآن انا اعيش داخل دوامة من القلق والخوف والغموض بسبب مرض ولدي ..
اصبر نفسي كل هذا مقدر لي ..؟؟
تناولت كوبا من الشاهي بعد ان تناولت الغداء من يد زوجتي خفضها الله
قررت ان اخرج من البيت متجها الى الشارع اشعر ان جو البيت يخنقني ..ثم الى بيت ابن عمي
صرت تائها وسط تلك المدينة ، لا ارى ولا اسمع غير صوت ولدي
..
ذهبت الى بيت ابن عمي .. رجل طيب وأمام مسجد ربما يقدر ما سأقول له وما هي الا دقائق الا وأنا اطرق باب منزله ..
لم يجيبني احد .. ثم استمريت في طرق الباب ولكن لا يجيبني احد..واضح جدا من الهدوء أن المنزل خالي ولا يوجد به احد ..
ثم عدت الى الشارع وألقيت بجسدي على احد المقاعد المخصصة للمارة ..
عادت حالة البكاء للسيطرة عليا من جديد ..
عدت بالذاكرة لوقت ليس بالبعيد ..
صورة ولدي تطاردني في كل مكان ..
هو ولدي وصديقي ورفيقي منذ ان كان في المهد صغيرا ولم يفارقني الا بعد ان التحق بالعمل .. أغمضت عيني وقررت الانتظار أمام منزل ابن عمي ..فإذا بشخص يقترب مني وكان يسير بهدوء ..ويقترب مني رويدا رويدا ..ثم توقف أمامي مباشرة ومد يده اليا ثم نظرت الى وجهه نظرة المتعمق فبادرني بالسؤال .. فعرفت انه ابن عمي.. كاد قلبي يتوقف من شدة الخوف ؟؟..
شرودي الذهني وأفكاري المشتتة جعلتني غير قادرا على التعرف اليه او تمييز وجهه ..وبعد ان توقف امامي نظر الي كثيرا ..ثم قال : ما بك يا شيخ اين ضحكتك اين وجهك الوضاء !!
ثم اردف يقول أين عز الدين ؟؟ هل هو معك ؟
كنت متعبا كثيرا ولاحظ تعبي ، والخوف الذي كان ظاهرا على تقاطيع وجهي المرهقة ثم جلس الى جواري بعد ان اصطحبني الى بيته وقال :اقصص علي ما حدث لعزالدين من بداية الخطبة الى الان ؟؟ وأين هو الان ؟؟
قلت له : حاضر ... كلام كثير سأقوله لك، كنت احكي وكأنه المنقذ لكن كما يقولون الغريق يتعلق على قشة !!
لاحظ بكائي وحالتي المرثية وطلب ان نخرج من البيت ..ثم توجهنا الى المسجد ..وهناك اكملت له بقية قصة ولدي عز الدين ..
وقد لحظته كان مشدودا ومهتما لقصتي ..وظهرت عليه ملامح التأثر بالحكاية حينما سقطت الدموع من عينيه عندما وصلت في القصة الى حكاية انني ضربت ولدي عزالدين .. كان يريد ان يقول شيئا ما .. ولكنه كان مترددا بعض الشيء .. تغيرت ملامح وجهه .. ثم سألني وقال : أين عز الدين الان ؟؟
كان كمن انتزعني من حالة عجيبة ..قلت له : في البيت .. ثم قال هيا نذهب اليه وركبت معه في سيارته وانطلقنا الى بيتي وعند وصولنا الى البيت استقبلنا ولدي الغالي عز ألدين كانت المفاجأة....
يتبع
|