بقلم / حميد رزق -
كان الأحرى بالسفير الأمريكي في صنعاء بدل الحرص على نزع الصواريخ الاستراتيجية من الجيش اليمني التي هي ملك للشعب أن يوقف شحنات الأسلحة الفتاكة التي تقوم وكالة المخابرات الأمريكية بإدخالها الى اليمن بشكل شبه يومي وتوزيعها في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات
ومن اكثر تناقضات المشهد اليمني ومفارقاته التي لا يصدقها عاقل ولا تنطلي على من يمتلكون أبجديات الإدراك وبدائيات الفهم أن يقوم الأمريكيون بالتفاوض والضغط على الرئيس عبد ربه منصور هادي من اجل نزع صواريخ سكود من الجيش اليمني فيما تستمر امريكا في إارسال جنودها وطائراتها وأسلحتها المتنوعة الى بلادنا ..
في مصر خرج الشعب المصري يردد مجددا الشعب يريد اسقاط النظام بسبب شروع الرئيس محمد مرسي في طرح مسودة دستور للاستفتاء الذي قد يرفضه الشعب دون الحاجة الى الغضب الجماهيري الذين نشاهده اليوم في ميدان التحرير بالقاهرة لدرجة ان جمهورية مصر اصبحت اليوم جمهورية مصر تعيش ثورة ثانية ..
في اليمن تم مصادرة ثورة اليمنيين بشكل كامل واصبح واقع الشعب اليمني أكثر سوءا من ذي قبل وصولا إلى سقوط بلادهم تحت الوصاية الأمريكية المباشرة وما تزال بعض القوى السياسية تغالط قواعدها وتنقق الأموال من أجل تخدير الشارع واقناعه ان ليس في الأمكان افضل مما كان
وبدلا عن الحرية وسقوط اصنام الفساد والاستبداد يحصد اليمنيون اليوم الاغتيالات السياسية والفلتان الأمني وارتفاع الاسعار وزيادة منسوب الفساد عن طريق المحاصصة والمقاسمة التي لم يشهد لها اليمن مثيلا منذ مئات السنين
على أن الأخطر في كل ما سبق أن يتحول الجيش اليمني الى وجبة سهلة القضم والمنال في مائدة الأمريكيين الأمر الذي يجب ان ترتفع الأصوات لرفضه واستنكاره من جميع ابناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات
وما يجب على شباب الثورة إدراكه ان الوقوف الى جانب الجيش اليمني أصبح واجبا ملحا ولا يجوز ترك الويته وتشكيلاته مهما ااختلفنا مع قادتها... لا يجب تركها وحيدة في معركة صراع الهوية والعقيدة والتسليح مع الأمريكيين ويجب ان يخرج شباب الثورة بمظاهرات حاشدة تتندد بالمخططات الامريكية لتفكيك الجيش اليمني ونرفع جميعا شعارات تنادي بتحويل الجيش اليمني الى مؤسسة وطنية لحماية البلاد وحراسة الشعب وليس تنفيذ المخططات الأمريكية في إثارة الحروب الداخلية واشعال الصراعا ت الطائفية والمناطقية
يجب أن يسمع الجنود والضباط في الجيش اليمني أصوات الدعم والمساندة في ساحات الحرية والتغيير عالية من قبل الثوار الأحرار وذلك لإعادة الاعتبار لهذا الجيش البطل والمظلوم في نفس الوقت الذي ظلمه النظام كما ظلم معه ابناء الشعب اليمني الصابر وليعلم شباب الثورة وكافة اليمنيين ان أصواتهم في ساحات الثورة المنددة بالتدخل الأمريكي في شؤون الجيش اليمني ستسهم في إعادة هذه المؤسسة اليمنية الهامة الى احضان الشعب
وأخيرا لا وألف لا لتسليم صواريخ وأسلحة الجيش اليمني الى ألامريكيين وليعلم النظام الحاكم ورئيسه الا نتقالي أن القانون والدستور لا يخولهم منح الأمريكان ضوءا اخضرا للعبث بمؤسسة الجيش والأمن في اليمن باعتبارها ملكا للشعب واذا سقطت فعلى اليمن األأرض والانسان السلام