لحج نيوز/الحديدة - - ملأ تهامة ظلماً.. دمر المشاريع الاستثمارية.. طرد المنظمات الإنسانية ومنع السياحة
ظهور مملكة الشيخ منصر .. (مملكة القهر في تهامة)
... لا يمكن أن يتفق اثنان على أن الشعب أسقط النظام بل إن النظام هو من أسقط الشعب. عبارةٌ قالها كهلٌ سبعينيُّ العمر ظل يرقب بعين فاحصةٍ حكيمة ما يجري على الساحتين الوطنية بشكلٍ عام وفي تهامة على وجهِ الخصوص....عبارة نجد أنها تحوي حقائق مرة وأشد منها مرارة ما نراه من القوى السياسية التي ألقت الوطن كله في جعبتها.. جعلت منه مغنماً وظلت تنشب أنيابها في جسده المتهالك...ولم تكتف بذلك بل مضت تمزق مجتمعاته وتفرخ ألوان أطيافه وتطمس معالم الأمل وتسدل الظلام على بصيص النور مستخدمين كل ما أوتوا من دهاء بغية بسط قوتهم وتأليه أنفسهم وتحويل الشعوب إلى سخرة لهم لأنهم يرون أنفسهم ملوكاً والجميع عبيد ومِلك لأيمانهم.. ولأجله استنسخوا أتباعا لهم في كل أوصالِ الوطن المسلوب.
تتجلى تلك السياسة الشيطانية في أوضح صورة لها في تهامة...التي جعلوا منها إقطاعية في مملكتهم مارسوا استعراضاً فيها وأبدوا مهارات في البطش والتنكيل والاستعباد...
"مملكة القهر" في تهامة
أنكر التاريخ الرسمي ما مورس بحق التهاميين من جرائم إبادة وتطهير عرقي منذ مطلع القرن الماضي إلى الستينات منه وما تسرب في بعض الكتب المتفرقة لبعض المؤرخين نجدها تشير إلى أن أرضاً جديدة تم فتحها بعد معارك ضروس امتدت لأعوام طويلة واستخدمت فتاوى "حامي حمى الدين أمير المؤمنين يحيى بن حميد الدين" التي توجب الجهاد وأنه أضحى فرض عينٍ حتى يتم فتح الأرض الجديدة الواقعة بجوار البحر والمسماة بأرض تهامة وأن من فيها فئةَ ضالة أبت أن تفيء لأمر الله ولطاعة أمير المؤمنين وبفعل نيران المدافع التي استطاعت أن ترجح من دفة المعركة لصالح الإمام إلا أن التحام التهاميين في صفٍ واحدٍ جعل من النصر أحد ضروب المستحيل وهو ما دفعه إلى نسج الأساطير من حوله وأن الجن يدفع عنه الرصاص وقيامهم بالقتال معه مستغلاً الجهل المنتشر حينها، كما أن المدافع أهدتها له قبائل الجن والى ما إلى تلك الأساطير... وحين كانت تلك المدافع تصب حممها على رؤوس التهاميين كان سيف الإسلام يبحث عن طرقٍ أخرى للقضاء على أولئك المردة الذين ينبتون من بين الكثبان بعد أن تبين له عدم مقدرته عليهم حتى بعد مقتل زعيم المقاومة التهامية "الشيخ أحمد فتيني جنيد" بل إنهم ازدادوا هياجاً بعدهم وكأنهم يريدون اللحاق به أو الانتصار وهو الأمر الذي جعل قوات الإمام تراوح مكانها وأحياناً تتراجع عن أرضٍ جديدة اكتسبتها سواءً في اتجاه بيت الفقيه التي ظلت كثبان "القوقر" من جهة الشمال تحول دونه وزادت خسائره في أدغال القوقر من جهتي الشرق والغرب ولم ير أياً من معالم لقرية الحسينية أيامها وهو ما جعل السيد أحمد يلجأ لحيلة البريطانيين في أرض الشام بعد أن أوهمت الشريف حسين أنه ستسلمه مفاتيح الكعبة إن استطاع إخراج القوات العثمانية من بلاد الشام، وهو ما جرى من الإمام أحمد بعد أن عقد حلفاً سرياً مع الشيخ منصر ومحمد حسن الفاشق أساسه أن السلطة الكاملة ستكون لهم، على رعاياهم وأنه لا يحتاج في أرضهم سوى حاميات تحول دون غدر أعداء الله من الإنجليز المتربصين بأرض تهامة طمعاً منهم بضمها إلى حكمهم في الجنوب بعد أن أضحوا بالقرب منهم في كمران كما أوهمهم أن حامياته ستساندهم ضد أبناء الجنيد ومن والاهم وأنه مشفق عليهم وهم يعلمون بأسهم.
وبعد الدخول في هدنة مع بعض الموالين لحلفائه تم نشر الشائعات التي تظهر وجهاً آخر للإمام، وبدأت وفود الشيخين "منصر والفاشق" تصل إلى مختلف الجبهات وتنشر الشائعات أن الإمام لا يريد الحرب ويؤكد ذلك عودته إلى حجة ويطلب منهم الوصول إليه وسينزلكم منازل الأمراء وسيوقع معهم معاهدة حسن الجوار. ولحسن نوايا التهاميين ذهب إليه سبعمائة من مقادمة "أعيان" القبل التهامية فأودعهم السجون وقام أتباع الشيخين"منصر والفاشق" بفتح ثغرات استطاعت بها قوات الإمام إسقاط مدينة بيت الفقيه ودخلت بعد فترة وجيزة إلى "القصرة" ولم تطمع في الحسينية لما وجدته قوات الإمام من خير في بساتين "القصرة" التي بها مزارع الجروبة الآن.
ويجدر الإشارة هنا أن قوات الإمام بعد دخوله بيت الفقيه قامت بجرائم قتل وإبادة للكثيرين ممن ذهبوا إلى حجة كما اقتادوا بعدها 1200أسيراً قضوا في سجن نافع ولم يدفع عملاء الإمام إلا الاستمرار بالوشاية بمن تبقى من رموز المقاومة التهامية.. وظل ذلك إلى معركة القوقر في 1967م...وهو ما سار عليه نجلا الشيخين من بعد أبويهما وسار يحيى منصر على درب أبيه كما مضى شعيب الفاشق على ما مضى فيه أبوه من قبله.
تقاسم التركة
ظل الشيخان يحيى منصر وشعيب الفاشق مأموني الجانب يتفانيان لإرضاء قطبي الحكم بعد1978م ويقدمان أرض رعاياهم وخير أرضهم قرابين تدنيهم ويظهران بها فروض الولاء والطاعة، غير أن شعيباً كان يظهر قدر ولائه وطاعته الخالصة وله مقولته الشهيرة بأنه لو أطاع الله مثل طاعته لعلي صالح لنال الجنة دون حساب، أما قرينه منصر فيتصف بالخبث والدهاء والقسوة في آنٍ واحد واستطاع أن يتخذ من كلا القطبين ولياً له على الرغم من عضويته الأبدية في المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح إلا أن أقاربه هم قياديون في حزب المؤتمر وله مناصب رفيعة أكسبتهم الحصانة عن جرائم ارتكبوها في حق رعاياهم.
وفي نفس الوقت أخذ قائد الفرقة الأولى اللواء علي محسن الأحمر يعد الشاب الفتي محمد عبده الفاشق لتولي زعامة الزرانيق في الطرف الجنوبي ولينافس عمه شعيباً وخاض منافسة الانتخابات النيابية الأخيرة أمام ابن عمه ولم يكتب له اكتساحها لظهوره المفاجئ ومن ثم بعدها تم تعيينه وكيلاً مساعداً لمحافظة الحديدة أملاً في تأهيله كبديل قادم من نفس أسرة الفاشق الموصوفة بسيرها في درب العمالة كابراً عن كابر. إلا أن الأخير ظل مستتراً ولم يكن له ظهور يذكر إلا في حالات نادرة وصفت بالمخزية والمهينة وذاع صيته السيئ بعد موقفه الأخير في يوليو من هذا العام بعد أن أظهر موقفه من وفد ممثلي المديريات الشمالية لمحافظة الحديدة الذين حصلوا على توجيهاتٍ من رئيس الوزراء تقضي بوجوب منحهم 30ميجا من الطاقة الكهربائية المشتراة وبعد أن سمع الفاشق بحصولهم على ذلك الأمر الملزم هرع إليهم –رغم أنه لم يكن له دور فيه- وأثناء تواجده معهم في مكتب الوزير"سميع" وبعد سماع الأخير من المتحدث باسم الوفد الذي خاطبه معرفاً بمن معه واصفاً ما لحقهم جراء انقطاع التيار عنهم وأن أبناء تهامة لم يقطعوا طريقاً أو يقصفوا برجاً، وهو ما اعتبره الوزير مثابة تهديد له وجعله يستشيط غضباً، وعوضاً أن يقوم محمد الفاشق بتوضيح موقفهم كان عكس ذلك وحمل الوفد مسؤولية إغضاب الوزير وأنهم يستحقون ما سينالونه من الوزير جزاء التطاول عليه واقتيد الوفد إلى سجن 26سبتمبر بمنطقة الجراف واختفى معها الفاشق الذي لم يأتي إلا لخطف الأنظار وجني الثمار وأفرج عن الوفد في نفس ذلك اليوم بعد قطع كافة مداخل تهامة.
المليشيات المسلحة
اختار حزب الإصلاح الشيخ يحيى منصر ضمن تشكيلته في عضوية المجلس الوطني السيئ الذكر كأحد المشائخ الثوار، وهو ما كان إيذانا بظهوره الفعلي بعد أن حجبت معظم جرائمه بسبب الظهور النادر له وبدأت تنتشر صرخات رعاياه المكتومة من إعلام حزبه وعدم وجود إعلام قوي يفضح ما يجري في مملكة منصر المنحدرة من جبال ريمة في الشرق إلى ساحل البحر الأحمر في الغرب وتوسع ملكه على حساب قرينه شعيب الفاشق وحتى إن الأخير لم يعد يذكر إلا بقضية القتل الأخير والذي اتهم فيها اثنين من أبنائه ويقبعون في السجن بانتظار محاكمتهم، وهو ما مكّن لمنصر مد نفوذه شمالاً وجنوبا من معقلِ حكم في المسعودي ببيت الفقيه، وأمام تلك المساحات الشاسعة كان لابد من قوةٍ يعضد بها ملكه، وهو ما جعل قائد الفرقة الأولى مدرع يقوم بتزويده بعدد من الأطقم إضافةً إلى تدريبه لما يزيد عن 300 شخصٍ في منطقة الكويزي والتي أعلن عنها منطقة أمنية مغلقة. ومؤخراً تم منع السياحة بها أو المناطق القريبة منها بحجة وجود معسكر خاص بحراسة السواحل.
وأشارت المعلومات التي حصلت عليها "المنتصف" من مصدر في معسكر الكويزي التابع لـ"منصر"أن عدداً من أعضاء تنظيم القاعدة انضموا إلى تلك التشكيلات وهي من قامت بتدريب بعضهم كما أنه يتم توزيع تلك المليشيات على المشائخ الذين ظهروا مؤخراً ويشتركون في ولائهم لمحمد عبده الفاشق إضافةً لولائهم الأصلي لمنصروما بقي في المعسكر ظل حجتهم حماية السواحل، إلا أن مهامهم الحقيقية كانت تستهدف وضع اليد على تلك الأرض والوقوف في وجه من أراد إنشاء المشاريع الاستثمارية على امتداد الشريط الساحلي بل ووصلت إلى قيامهم بجرائم ضد الإنسانية.
تدمير المشاريع الاستثمارية
ظل الطريق الساحلي قفراً لا حياة فيه وهو ما كان باعثاً على من أراد إنشاء مرافق للمسافرين على طول ذلك الطريق القادم من الحديدة إلى عدن. عادل جمال عايش كان أحد المستثمرين بقرب ذلك الطريق بعد أن استأجراً مباني جعل منها استراحة للمسافرين مكونة من مقهى ومسجد وحمامات وبقالة صغيرة، كما كان بتلك الأرض مصنع صغير لإنتاج البلوك. عادل ظل يزاول نشاطه التجاري لما يزيد عن عامين في ذلك المجمع الصغير، وفي ليلة الأربعاء مطلع هذا العام داهمت مجاميع مسلحة يتزعمهم أحمد يحيى منصر وقاموا بإخراج المستثمر بالقوة ودمروا محتويات المجمع كما عبثوا بمحتويات المحل وفتحوا الخزنة وظلوا فيه بعد أن طردوا كل الموجودين فيه. وتقول الشكوى الموجهة لوزير الداخلية إنهم ظلوا محتلين مجمعه طيلة أربعة أشهر، وزير الداخلية الحالي وجه مدير أمن المحافظة بأن يطلع على الشكوى ويفيده عن الأسباب التي دعت الشيخ منصر بأن يقوم بفعلته، إلا أن مدير أمن المحافظة لم يحرك ساكناً، كما أن الشكوى التي وجهها المستثمر إلى وكيل النيابة المناوبة ساعة حدوث احتلال عساكر منصر بالتوجه إلى إدارة البحث الجنائي كما عضدها بأوامر محافظ المحافظة إلى إدارة البحث بضرورة الانتقال إلى المجمع وضبط المعتدين وإحالتهم إلى العدالة. وهنا تظهر قوة منصر الذي كان يضع ثلاثة مسلحين يحرسون المجمع وأثناء وصول اثنين من ضباط البحث الجنائي إلى مسرح الجريمة وخلال فترة وجيزة كانت ثلاث سيارات نوع "شاص" وعلى متنها عشرات المسلحين وعلى متن إحداها الشيخ الوقور يحيى منصر، وقاموا بتطويق المكان وأشهروا أسلحتهم بصورة استفزازية على ضباط البحث، وبعد ما لا يقل عن ربع ساعة كانت سيارة رابعة عليها مدنيون بأسلحة آلية كتعزيزات لمن سبقهم.
وقالت إدارة البحث في إفادتها إنه تم محاولة تفادي الموقف والوصول إلى حل وافق عليه الشيخ بعد مفاوضات طويلة أفضت إلى ترك اثنين من جنود الأمن كحراسة في المجمع وظلت قضية احتلال المجمع إلى الآن، كما أن المستثمر لم يستطع الوصول إليه مما جعله يعاود الشكوى إلى النائب العام مرةً أخرى ومن ثم صدرت توجيهات إلى النيابة الجزائية ومن ثم تبدأ تحقيقات أخرى.
"المنتصف" استطاعت الوصول إلى صور توضح أثر الدمار الذي لحق بالمجمع، كما تحتفظ بكافة الوثائق التي تؤكد رحلة بحث المستثمر عن المجمع الذي عمل به لعامين وأضحى شريدا طريداً بقوة مليشيات الشيخ وتشكيلاته المسلحة.
جرائم ضد الإنسانية
حمل شهر إبريل فصلاً دامياً ومؤلماً لـ3500نسمة من أهالي قريتي القازة والجحبة في مديرية الدريهمي، حيث قام الشيخ الهمام باستعراض قوته ووجه تشكيلاته المسلحة بتدمير مشروع المنظمة الألمانيةG.T.Zالتي بدأت أول خطوة في مشروع "إنقاذ الأرواح والعيش الرغيد" والذي استهدف500من المعدمين للمشاركة في مشروع مقاومة الزحف الصحراوي عبر أجرٍ يومي لكل عامل منهم، حيث إن كثبان الرمال أغرقت بيوت القش التي سكنوها وظهرت مختلف الأمراض على أجسادهم عدا العشرات ممن تفشى فيهم الفشل الكلوي وجد سكان القريتين طوق النجاة عبر هذا المشروع وبعد أن بدأت جبال الرمال تعلن استسلامها أعلن "منصر" بدء عملياته فقام بتدمير ما توازي تكلفته ملايين ريال من معدات المشروع وأضحى هشيماً تذروه الرياح بعد أن قامت كتائبه بحرق أوراق النخيل المزروعة على تلك الكثبان "الوسيف" ودمرت خزانات المياه والأنابيب المتصل بها، إضافة إلى ما تم العبث به من معدات المشروع وما نهبه مجاميعه وترك حلم أهالي القريتين أطلالاً وأثراً بعد عين. أهالي القريتين توجهوا بمسيرة إلى المحافظة، فالتقاهم الوكيل المساعد محمد عبده الفاشق ووعدهم أن يتحدث مع الشيخ في أقرب فرصة، كما أن الأهالي توجهوا بمسيرتهم إلى مبنى المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح منددين بجرائم القيادي لديهم وظلت تلك الجريمة ماثلةً إلى الساعة دون أن يحرك أحدهم ساكناً.
أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامةٌ
جرائم الشيخ متعددةٌ ومتنوعة تتميز بالقسوة والجبروت، فقد قام في شهر نوفمبر من هذا العام بقطع الماء لأسبوع كامل عن 50 ألف نسمة ووجه محذراً إدارة أمن بيت الفقيه من سطوته وغضبه إذا قامت بالقبض على المسلحين التابعين له الذين يحرسون خزان المياه والذين اعتدوا بالضرب المبرح على حارس المشروع الارتوازي بعد إغلاقه. كانت حجة الشيخ أن قريةً قريبةً من البئر المغذي للمدينة تحتاج إلى الماء مثل سكان المدينة رغم أنهم سابقاً كانوا يُسقَون من بئرٍ مجاورٍ لهم كما أن مشروع ربط قريتهم بمياه المدينة كانت قد تكفلت به منظمة G.T.Zوهي نفس المنظمة التي دمرَ مشروعها كما أسلفنا في هذا التحقيق، كما أن أمين عام المديرية زايد منصر – ابن عم الشيخ- سانده في جريمته تلك وهو دائماً دأبه بعد أن استأثرت أسرته بكل مناصب المديرية وظل مدير عام المديرية عاجزاً عن تحريك أي شيء فيها إلا برضى الشيخ، كما أن سكان قرية الكشعية الواقعة شرق مدينة بيت الفقيه مهددون بالتهجير القسري منها بعد أن تذكر نجله وعضو المجلس المحلي (عبد الله يحيى منصر) أن أرض تلك القرية ضمن أملاك والده الشيخ الهمام بل إنه اقتاد عدداً منهم إلى معتقلهِ الخاص في محطته شمال المدينة طالباً منهم شراء منازلهم منه أو الخروج منها لأنها أضحت ملكاً خالصاً له رغم أنهم سكنوها منذ مئات السنين وقبور أجدادهم فيها وآبارهم التاريخية تؤكد ذلك.
ظهرت حقيقة الشيخ ومدى استقوائه على المستضعفين والمقهورين في واقعة منع سكان منطقة المسعودي لمهندسي الكهرباء حين أرادوا إعادة خطوطها التي سقطت في منطقتهم وكانت مطالب سكان القرية مشروعة، حيث إنهم لا يعرفون النور لـ 30عاماً وتتخطاهم أسلاك الكهرباء وهو ما جعل أطقم الأمن المركزي تقوم بحماية المهندسين وسقط شهيد وعشرات الجرحى من الأهالي، وهو ما يوضح حقيقة ضعف الشيخ الذي قام بقطع المياه عن المدينة لأن قائد إحدى المليشيات التابعة له رفض الوقوف إلى جانب أهالي منطقة المسعودي الذين كانت مطالبهم مشروعة مع أنه ضمن المستفيدين من المشروع لوقوع منزله في تلك المساحة وحين أتاه مشائخ الزرانيق يريدون الثأر للقتيل قال ممتصاً غضبهم مرتعباً من الثورة التي أشعلها دم القتيل ورفاقه الجرحى التي جعلت المشائخ يعلنون أنهم سيقومون بقطع كافة المنافذ كما الميناء أضحت هدفاً مشروعاً لهم ويطلبون منه توجيه رسالة إنذار للحكومة الحالية ببدء سحب معسكراتها من تهامة وهو ما يخشاه منصر لأن حزبه وأسياده لن يرضوا عنه، ويعد هذا ثورةً جديدة حتماً سيكون هو في مقدمة من تجتثهم.. وقال لمن أتوه إن تلك الدماء لن تذهب هدراً وقد التزم حزبه أن يعوض أسرة الشهيد والجرحى، كما أن الكهرباء ستصل إلى تلك المنطقة وحصل على وعدٍ بذلك وطلب منهم مهلة شهر ما لم فإنه سيقود حرباً شاملة ولم يكن من تلك الجعجعة أي طحين.
القضية التهامية
أشار البيان الصادر عن الحراك التهامي إلى الخطوط الحمراء التي تجاوزها من أتوا إلى "دار الشيخ يحيى منصر" الذي صدرت له تعليمات من المكتب التنفيذي لحزبه أن عليه ضرورة احتواء هذا البركان قبل تفجره، ويظهر من بين أعضاء مما أسموه بمنسقية تنسيق قوى تهامة التي أعلنوا عنها يظهر أن أغلبهم قياديون في حزب الإصلاح وشخصيات من الخط الثاني في نفس الحزب. وفضح البيان مؤامرة الذين اجتمعوا في الشهر الماضي، حيث أنهم اتصفوا سابقاً بعدائهم للقضية التهامية أو بولائهم المطلق لحزبهم وتبعيتهم العمياء لرموزه، كما أن انضمام المشائخ للحراك التهامي يُعد جريمة حيث إن الحراك التهامي يعتبرهم متهمين في جرائم بحق رعاياهم. وسرد البيان جرائم الشيخ يحيى منصر واتهمهم بممارسة الاغتصاب العلني لقضيتهم. كما قال البيان إن سلطة الشيخ أحد أركان ثالوث القمع إلى جانب نظام صنعاء والحزب الجاثم على صدور التهاميين، كما قال إن تلك الأحزاب الموبوءة لم تحرك ساكناً حيال قيام قوارب الجرف العشوائي بتدمير ونهب ثروات البحر الأحمر وعلمت "المنتصف" أن حادثة الاعتداء على قاسم خضري لم تلقَ في قاعة نادي ضباط الشرطة أي تنديد أو استنكار من قبل الشيخ ومعاونيه عدا بعض منهم أعلنوا استقالتهم من منسقية الشيخ بعد ما أسموه الصمت المخزي لأتباع الشيخ، حيث إن الحادثة كانت بسبب رفع اللافتات المطالبة بإدراج القضية التهامية ضمن قضايا الوطن المحورية...كما أن ما يسمى بالمنسقية عقدت اجتماعها الثاني في باجل واستبدل الأعضاء الذين استقالوا بشخصيات أخرى مثل القائد العسكري عبدالحميد النهاري والمعروف بولائه المطلق لقائد الفرقة الأولى مدرع كما أن اسمه ورد في تقرير اللجنة البرلمانية ضمن كبار ناهبي الأراضي في تهامة.
> المراجع:
---------------
- من إرشيف المكتبة المركزية المملكة المتحدة
- تهامة حضارة وتاريخ، للمؤرخ التركي تورجت شوكت
- شهادات معمرين في بيت الفقيه والمنصورية
- ملوك العرب، للمؤرخ أمين الريحاني
* المصدر: صحيفة المنتصف
- (* يحتفظ الموقع والصحيفة بالوثائق والأوليات والصور) |