بقلم/علي البخيتي -
" حكمت المحكة بوقف السير في اجراءات الدعوى الجزائية واعادة الملف الى النيابة العامة للحفظ, رفعت الجلسة " بتلك العبارة أنهى رئيس محكمة الصحافة والمطبوعات قضية الكاتب علي السعيدي المتهم بالردة, كُنت أجلس بجانبها, لم تستوعب منطوق الحكم ولم تدري ماذا تفعل, بعد سماعنا للمنطوق صفقنا وتعالت أصواتنا فعرَفَت أن الحكم في صالح السعيدي وأنه لن يُفَرَق بينه وبين زوجته, بكت أروى عبده عثمان وتساقط الدمع من عينيها, نظرت اليها وهي تحاول اخفاء دمعتها, لا تريد أن تمن على أحد, لا تحب استثمار تلك اللحظات, في اثناء ذلك الجو العاطفي المؤثر, وعيني في عينيها, دخل فجأة شبح توكل كرمان على الخط ليمنع تساقط دمعي تأثراً بدموع أروى لا بمنطوق الحكم, ومع ذلك لم أستوعب لماذا استدعى عقلي الباطن توكل في تلك اللحظات تحديداً ولماذا قارن بينها وبين أروى ؟ قلت في نفسي حل شبح بنت كرمان في وقته – يا قبيلي - قبل أن تنجر عيناك الى التضامن مع أروى وتخسر بعضاً من كبرياء الرجولة .
بدأت ذاكرتي في تقليب دفاتر الثورة مُقارنة بين أروى وتوكل, بين الحلم الوردي والحقيقة المرة, بين الثورة والثروة .
أعتُدي على أروى في أغلب الساحات, كُسرت كامرتها أكثر من مرة, نهبت حتى " وزقة " اُذنها, لم تسلم أروى من اصحاب السبعين ولا حتى من حماة الستين, تتضامن مع المظلوم دون أن تسأل عن خلفيته السياسية أو المذهبية, لا تسعى الى استثمارات ثورية, تلك أروى عبده عثمان .
وفي الجهة الأخرى تقف توكل كرمان, التي عندما أتذكر دموع أروى ورصيدها في مناصرة المظلومين, تخطر في بالي أرصدة توكل في البنوك, ارى أروى تُزاحم في الباصات فأتذكر سيارات توكل الفارهة, تخاف أروى من نهاية الشهر لأنه يذكرها بموعد الايجار, فيما الأخرى تنعم بالعيش في فلة بأكثر من مئة مليون ريال, تتضامن أروى مع الشاعر القطري محمد بن الذيب المحكوم بالمؤبد بسبب قصيدة, فيما توكل تُخرسها ملايين موزة عن الكلام .
مُنحت أروى جائزة مؤسسة المينيرفا – انّا ماريا ماموليتي الإيطالية 2011 المخصصة للمعرفة العلمية للنساء - أخذتها بجدارة دون حملة علاقات عامة أو لقاءات خاصة بدوائر نافذة لها تأثير في منح جوائز نوبل .
ومُنحت توكل جائزة نوبل للسلام, فَكانت الفضيحة مزدوجة لتوكل والجائزة معاً, فقد ثبت للجميع تدخل الدوائر السياسية الأمريكية في منح تلك الجائزة خصوصاً المتعلقة بالسلام, كذلك فأن وهج الجائزة كشف من هي توكل, سارعت الجزيرة باستضافتها وكان الحظ من نصيب أحمد منصور, لكنه سرعان ما اكتشف أن حضه عاثر, انبهر ببساطة توكل, ووجد أمامه عقلاً تُصفر فيه الريح, خصوصاً بعد نظريتها حول أن الرجل يمكن أن يكون ذكراً أو أنثى!!, تفوقت توكل بتلك النظرية على من سأل ابا حنيفة متى يفطر الصائم ؟ فرد عليه الإمام : إذا غربت الشمس ، فقال الرجل : وإذا لم تغرب الشمس ؟ فرد عليه الامام قائلاً : " يمدد ابو حنيفة ولا يبالي ", فمدد أحمد منصور ولم يبالي .
أروى عثمان قاصة متمكنة واديبة وباحثة في التراث الشعبي ولديها الكثير من المؤلفات البعض طبع والآخر تحت الطبع, وتوكل لديها ثلاثة مصطلحات ترددها دائماً دون ملل " المخلوع, تستكمل الثورة أهدافها, سأتبرع بالجائزة " ومن المحتمل أن تطبعها في كُتَيب .
أروى عثمان ضمير الثورة وروحها التي تحاول مراكز القوى كسرها, فيما " توكل اخوان للاستثمار الثوري " هي تراجيديا الثورة ومحنتها, دموع أروى ينابيع خير ووفاء وأرصدة توكل من دماء الشهداء .
" نقلاً عن صحيفة الأولى "
علي البخيتي
[email protected]