بقلم/فكري قاسم - الله معاهم ، والرسول معاهم ، والجنة معاهم ، والنار معاهم ، وابو هريرة معاهم ، وقناة الجزيرة معاهم ، وامريكا معاهم ، وزلط الساحات معاهم ، والتعيينات الخاصة بتحاصص الثورة معاهم ، والمليشيات معاهم ، والمساجد معاهم وبنادق القبيلة معاهم وفوق هذا كله لاشبعوا ولاقنعوا وجالسين يبتزوا الناس بأسم الثورة !
معاهم طابور طويل عريض من المزايدين .. وطابور طويل عريض من الشتامين .. والحنى معاهم ، والحبة السوداء معاهم ، وخلطة العريس معاهم ، والعسل معاهم والصميل معاهم .. واحنا معانا مجرد حلم صغير يتمثل في ايجاد دولة مدنية نعيش فيها جميعا باحترام .. احترام يحفظ لهم كل امتيازاتهم تلك بمافيها الجنة والنار ، ويحفظ لنا حلمنا البسيط بأن لا يذهب الواحد منا الى النار بمزاج الزنداني او بمزاج الحزمي .. وفوق هذا كله عادهم مش راضيين !
حامي الثورة معاهم ، وحامي الوطيس معاهم والشهداء حقهم ، والمشترك حقهم والساحات حقهم ، والوحدة حقهم ، ومحاربي الروافض حقهم ، وحملات التشهير بالناس حقهم ، وحملات شتم الناس وتكفيرهم برضه حقهم ، واحنا معانا حملة "شارك" لتنظيف المدينة ، وبرضه مش عاجبهم !؟
معاهم القاعدة .. ومعاهم الراهدة .. ومعاهم الإسراء والمعراج .. ومعاهم محافظ عدن ومحافظ عمران ومحافظ مأرب ومحافظ الجوف ، ومعاهم كل المحافظين على الثورة وعلى الثوابت وعلى قيام الليل وابتزاز الخلق في النهار .. واحنا معانا محافظ مهذب وطموح ولديه النوايا الصادقة لجعل تعز مدينة آمنة ومستقرة ، وفوق هذا كله عادهم مش راضيين ، ويشتوه محافظ ينام ويصحوا على التوقيت الثوري لقناة سهيل !؟
امانه انه شيء يفطر القلب ويخلي الواحد يخرج عن دماثته ليقول لهم : بطلوا مفراغة وخلوا الناس تشتغل يافرغ .
كثرت الحملات الفيسبوكية ، مرة انا نازل ومره انا طالع ، ومرة انا مش نازل ، ومرة انا مش طالع .. المهم كل واحد يغني على ليلاه .. وحيال هذا العصيد "الأخواني" الحاصل في تعز تحديدا - مع احترامي الكبير لعقلاء الأخوان في اليمن - فإننا سنكون بحاجة ماسة لأن نقوم بحملة كبيرة لن يكون اسمها "انا نازل لأرقص البرع" ، بل حملة " انا دين اهلي طالع من الأخوان " .
ما الذي يريده هؤلاء الدراويش ؟
لقد شتموا الناس جميعا ، وجعلوا من ارذل الناس قادة وقلنا ماعليش ، الصبر حلو .. لكن أن يعتقدوا بأن سكوت الناس على شتائمهم وعلى ممارساتهم المتكاثرة - بسخف - يعني التواطؤ معها او القبول بها فهذا امر غير صحيح ، وعلى عقلاء الأخوان ألا يغضوا الطرف اكثر . وإنني هنا لا اتحدث عن " اخوان ثابت " حتى لايدقوها دعممة كالعادة ، بل اتحدث عن الأخوان اللي مش عاجبهم العجب ولا الصيام في رجب .
عليهم ان يخجلوا من انفسهم قليلا .. إنه ليس من اللائق بحزب كبير كحزب الإصلاح أن يقبل على نفسه بأن يكون الراعي الرسمي لكل هذه الممارسات الهبلا ضد محافظ غير منحاز لأحد ولم يرتكب أي سوء حتى اللحظة . انه لمن المعيب جدا أن يظل "الأخوان "الراعاة الرسميين لكل الشتائم البذيئة التي أمطروا خصومهم بها . ليس هناك ماهو اسهل من كيل التهم للناس ، لكن دواعي احترام الذات تجعل الناس يخجلون . |