لحج نيوز/بغداد -
نظرا للضرورة الماسة التي يحتاجها العراقيون اليوم لمعرفة معاني ودلالات المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة وتزامنا مع الندوة الفكرية التي سيعقدها المركز العراقي للدراسات الستراتيجية يوم السبت القادم تحت عنوان ((الانتخابات التشريعية ومستقبل العراق)) فقد إرتارت هيئة تحرير الجريدة ان تكون افتتاحية هذا اليوم عن الانتخابات العراقية متمنين على كل العراقيين وخصوصاً الجيل الجديد، ان يتعرفّوا على حقيقة الانتخابات سواء في المعنى او الأصل والصورة.
لقد بدأ كثير من العراقيين يكرهون المشاركة في الانتخابات كراهية عمياء ويصفونها باسوأ الصفات، بل وان الامر لم يقتصر على جماهير العراق العامة، بل ان كثيرا من المختصّين الاكاديميين العراقيين يطرحون هذا "الطرح" المعيب. يبدو ان زمناً طويلاً مضى واهل العراق لا يدركون معنى ودلالات المشاركة في الانتخابات التشريعية! ولا نقصد بمعنى الانتخابات لغة واصطلاحًا، بل نقصدها بمعنى الدلالات والانعكاسات المترتبة عليها في صنع صورة مستقبل العراق.
ان من أشدّ ما يؤلم حقاً ان بعض العراقيين قد اضاعوا المعاني الحقيقية للانتخابات العراقية نتيجة الظروف الصعبة والمرارات والعذابات والتحديات التي مرّت عليهم منذ ازمان، فضلا عن حالة الفوضى الفكرية واللغوية والسياسية والطائفية التي يعيشون فيها.. اذ دوما ما يخلطون بين مصطلحات وشعارات وافكار من دون ادراك معانيها نتيجة جهالة او تخّلف او بفعل اجندة مبيّتة.
دعونا نتوقف قليلا لكي نقول ان هذه الانتخابات تكتسب أهميتها من أنها ثاني انتخابات تشريعية بعد انتخابات عام 2005 التي قاطعها كثير من العراقيين، حيث لم تعلن أي جهة مقاطعتها لهذه الانتخابات، إضافة أنها تأتي مع تفكك التحالفات السياسية الكبيرة في البلاد والمبنية على أساس طائفي.
لمن نصوت إذاً؟ لمن نعطي الثقة؟
إن العمل التاريخي الذي يمكن أن يقوم به الشعب العراقي في هذه الإنتخابات هو استبعاد القوى التي شاركت في النهب والسلب وتدمير الأقتصاد العراقي بحجة الخصخصة واستبعاد أولئك الذين رفعوا الرايات الطائفية سنة وشيعة وتخندقوا خلف هذه الهويات الفرعية مانحين الفرصة لأعداء العراق من محيطه العربي وغير العربي الفرصة للتغلغل واللعب بهذه الأوراق السياسية الغبية. علينا أن ننتخب هذه المرة من تراه عراقياً وطنيًا مخلصًا لشعبه ووطنه ومدافعًا عن مصالح العراقيين عمومًا من دون تمييز, علينا أن ننتخب هذه المرة من يدافع عن مصالح الشعب العراقي و ينتصر للفقراء والمحرومين, للثكالى الأرامل واليتامى وضحايا ميليشيات الظلام.
علينا أن نستبعد هذه المرة كل سياسي او نائبٍ حالي من الذين كثرَتْ غياباته عن مجلس النواب بدون عذر وإنعدمَ نشاطه ولم يساهم في المناقشات وكل من لم يعترض على القوانين المُجحفة. علينا أن نستبعد هذه المرة كل من عَرْقلَ المساعي الرامية لحل المشاكل وكل من أصدرَ تصريحات نارية هّيجتْ الشارع وكل من تَهاونَ في ملاحقة المسيئين وكل من قام او ساهمَ في الفساد المالي والاداري. علينا أن نستبعد هذه المرة كل من إرتضى الحصول على امتيازات كبيرة بغير وجه حق وكل من رضخَ لضغوطات وإغراءات الدول الاجنبية.
اذا ادركنا هذه المرة معاني ودلالات المشاركة في الانتخابات التشريعية التي ستجرى مطلع آذار القادم سندرك بلا شك ان صورة مستقبل العراق تبدأ من عملية اختيار ممثلي الشعب في البرلمان وان الشعب هو الحكم وهو الذي يجتث من يريد، وصناديق الاقتراع هي الفيصل في هذا الامر وان الاهم من ذلك ان ندرك انه في النهاية لا يصح الا الصحيح تيمناً في قول الباري عز وجل (فاما الزبد قيذهب جفاءً واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض) ورحم الله من اعان شعب العراق على ادراك معاني ودلالات المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة.
المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية