بقلم/الشيخ. سلطان البركاني - الحشد المؤتمري، الذي شهده ميدان السبعين يوم الأربعاء 27 فبراير الماضي - يوم الوفاء بالعهد - احتفاءً بالذّكرى الأولى لتسليم وانتقال السلطة السلمي والديمقراطي، وتكريماً لرجُل الوفاءِ، علي عبدالله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام، الذي وفى بعهده وسطّر تجربةً تاريخيةً للتّسليم السلمي والديمقراطي للسّلطة، وهي الأولى في المنطقة.. كان ذلك الحشد الزلزالي بمثابة تجربةٍ للمؤتمر الشعبي العام، كحزبٍ خارج السلطة، أن ندعو المحافظات القريبة من أمانة العاصمة وتكون مشاركة رمزية من جميع المحافظات، ولم نكن نتصوَّر أولئك القادمين من المهرة وحضرموت وشبوة؛ رغم بُعد المسافة ومخاطر الطريق وضيق الوقت، لكنهم أبو إلاّ أن يُشاركوا.. ولو كنَّا دعونا جميع المحافظات للمشاركة لرأينا حضوراً مضاعفاً مرَّات ومرَّات..
إضافة إلى ذلك أننا، في الماضي، كنَّا نوفِّر بعض وسائل النقل داخل أمانة العاصمة ولبعض المحافظات، ولو وفَّرنا جزءاً منها هذه المرَّة وحضر المؤتمريون من الموظفين الذين كانوا في حالة دوام؛ لكان الحضور لا يتَّسع له ميدان السبعين. ولذلك نقول للمتشائمين من المؤتمريين: إن الرياح لا تهزُّ إلاّ الأشجار العالية.. فعلي عبدالله صالح لا يهزُّه ما يكتبه الخصوم، ولا ما نسمعه عن إيراد اسمه في المحافل الدولية أو العربية أو غيرها؛ لأن ذلك يدلُ على عَظَمَةِ الرجل، ولو كان نسياً منسيَّا لما تحدَّث عنه أحدٌ.
وأصدق القول، إن الرجل الذي يعيش في قلوب الملايين، لا يؤثِّر عليه أو يضيره إن ورد اسمه هنا أو هناك؛ لأن خلفه شعباً يحميه.. وسيظل، على الأقل، لعشر سنوات قادمة ـ إن أطال الله في عمره ـ هو الرجل الأقوى والأكثر شعبيَّةً، وسنرى ويرون في فبراير القادم، إن شاء الله، عَظَمة المؤتمر وعلي عبدالله صالح، عندما ينال المؤتمر الأغلبية في الانتخابات.. وها أنتم ترون أن المؤتمر، البحر الذي لم تضِره تلك الأحجار التي رُجِم بها من 2011 حتى الآن.. فهل تلوَّث؟! أبداً، لا.. ولم يضِره شيء، أما من أُقصوا من المؤتمريين، فسنراهم هم قادة الحملة الانتخابية القادمة للمؤتمر، وكل واحدٍ منهم صاروخ بيد المؤتمر يوجِّهه حيث يشاء، حتى أولئك ممَّن أُقصوا، الذين هزَّهم الحزن وانهاروا أو جَبُنوا، سيظلون مؤتمريين.
وإذا كان كثيرٌ من الخصوم يرون في المؤتمر والزعيم التوازن الأكبر في هذا البلد، ويحرصون اليوم على وجودهم أكثر من رجاله ومحبيه والمنتمين إليه، خوفاً من أخْوَنةِ الدولة، التي نرى الإصلاح يعملُ عليها، بكل جهدٍ، وحتى أولئك الشباب الذين ذهبوا إلى الساحات ينشدون الإصلاح والتغيير، فذهب مشروعهم أدراج الرياح، وسرق منهم الإصلاح الأحلام والطموحات، وحوَّلهم إلى مشروع لأخْوَنةِ الدولة وجسر عبورٍ للوصول إليها.. نقول لهم: إن المؤتمر هو حزب التغيير، وإن قلوبنا وعقولنا مفتوحة لهم. وإذا كان الإصلاح حرَّم عليهم، في الساحات، سماع الأستاذ القدير الفنان أبو بكر بلفقيه (أمي اليمن)، والفنان القدير أيوب طارش (املؤوا الدنيا ابتساما وارفعوا للشمس هاما)، نقول لهم: تعالوا، فهامتنا مرفوعة جميعاً، وسنرفع للشمس هاما، فبُورِكتم أيها المؤتمريون، وبُورك أنصار المؤتمر والتحالف، وبُورك الرجال الأوفياء الوطنيون الصادقون الصامدون في الميدان في كل أنحاء الوطن، وجميع الأوفياء والصامدين الصادقين في الداخل والخارج، الذين لم تهتز لهم قناة ولم يلِن لهم جانب، وكانوا أكثر شموخاً من نُقم وعيبان وشمسان وسمدان.. كانوا ومازالوا؛ لأن الوفاء ليس مردوداً على أصحابه؛ ولأن المبادئ لا تتبدَّل؛ ولأن القيم لا تُباع.. فهم الذين صمدوا وثبتوا ورفعوا للشمس هاما طِيلة الأزمة، ولم ينحنوا أبداً، وأعلنوا أن هاماتهم لن تسجدَ إلاّ لله، وقاماتهم لن تنحني إلاّ للمؤتمر وللشعب.. ولأن المؤتمر جزءٌ لا يتجزأ من الشعب، عمل وسيعمل من أجل الشعب، وشعاره اليوم التغيير والبناء وإصلاح الأوضاع التي هُدِّمت وخُرِّبت، والتي داس عليها خصوم المؤتمر بأقدامهم، من دستور وقوانين وقيم ومبادئ، وحوَّلوها إلى دولة فيد وأخْوَنة الدولة.. سنقول جميعاً لهم: لا، وألف لا.. إننا في مواجهة الأخْوَنة، وإننا أصحاب مشروع بناء دولة مدنية حديثة، وإن النصر لقادم، بإذن الله، ولكم أيها الأوفياء الصامدون الصادقون نرفع القبعات، ونحني الهامات.. فسيروا أنتم أصحاب المبادئ، النصر حليفنا واليمن في حدقات عيوننا وفي قلوبنا، لن نتخلَّى عنه ولن تهزّنا العواصف..
• الامين العام المساعد |