بقلم/ أبو رعد - هناك من الشخصيات التي تم تعيينها بمناصب حكومية بعد قيام الثورة الشبابية السلمية.. تٌجبرك أن تلعن الثورة.. وأن تلعن اليوم الذي دلفت فيه قدمك تلك الساحة العظيمة التي أنجبت أولئك (العضاريط) الذين أصبحو في غفلة من التاريخ.. وبقدرة قادر.. مدراء عموم في بعض المكاتب التنفيذية ببعض المحاظات.
يوم نلت شرف المشاركة في تلك الثورة العظيمة، كان هدفي والثوّار معاً.. هو القضاء على كل الفاسدين الذين عبثو بمقدرات الوطن.. نهبو الثروات.. وشوّهو كل ماهو جميل في هذا البلد.. لم أكن أعلم البتة.. أنني وبِكلتا يدي.. وأيدي الثوّار أيضاً.. سنصنع وجوهاً أقبح من تلك الوجوه القديمة.. وسنصنع أيضاً.. أوغاداً جُدد.. لن ينهبو جزء من المال العام فقط.. بل أن الواقع يُشير أنهم سينهبون المال العام بأكمله.
ومن تلك الوجوه.. التي أستطاعت –وبفضل الثورة- أن تصل إلى منصب مدير عام أحد المكاتب التنفيذية بالعاصمة صنعاء، الذي يُقال أنه شارك في إشعال الثورة، لكن ما أعلمه بالتأكيد.. أنه يفتقد الأخلاق النبيلة لأولئك الثوّار، ففساد هذا المدير يُزكم الأنوف.. وإختلاساته للمال العام بحسب التقارير التي تؤكد ذلك.. ومُمارساته الإدارية وصلت درجة الإساءة لمن هم أقدم وأكفأ وأكثر استحقاقاً منه بمنصب المدير العام.
(إن لم تكن معي.. وتستلم مخصصات إدارتك.. وتقتطتع منها الجزية، فتأكد أنك ضدي).. هذا الشعار رفعه.. وطبقه.. ذلك المدير العام.. الذي يتملئ سجله الوظفيفي بعشرات المخالفات والتجاوزات.. ما يؤكد أن تعيينه في ذلك المنصب.. كان بمثابة التكريم لذلك السجل قاتم السواد.
ماذا يعني أن ثور ضد إدارتك الفاشلة العشرات من مدراء الإدارات والموظفين؟.. وماذا يعني أيضاً الكم الهائل من الوثائق الرسمية التي تؤكد فسادك وإستغلالك للمال العام؟.. وماذا تعني تلك التقارير التي رُفعت لأمين العاصمة التي توصي بإحالتك للتحقيق؟.. أعتقد أن كل ذلك يؤكد أن جهةٍ ما.. تستند عليها.. وأعطتك الضوء الأخضر للاستمرار بكل فسادك.
والمثير للسخرية.. هو تلك الابتسامة الغاية في البراءة التي تستقبل بها زوارك، تلك الابتسامة التي تجعل الواقف أمامك يشعر أن خلفها قلب وكأنه خرج للتوّ من حصة موسيقى، وفي الحقيقة أنها تخفي كم هائل من فساد الضمير.. وفساد القلب.. وفساد الأخلاق أيضاً.
وعلى الرغم من كل ذلك، سأضع عذراً لأمين العاصمة المعروف بوطنيته ونزاهته.. وسأقول جِزافاً أنه (مُش داري).. وأن قرار إقالته قد تمت طباعته، ولم يتبقى سوى توقيع أمين العاصمة الذي عوّدنا غير مرة.. بأنه قادراً على جعل العاصمة صنعاء.. أنموذجاً غاية في الجمال.. يُحتذى به في كثير من المحافظات. |