بقلم/محمد انعم -
تطورات الأحداث العصيبة التي تعيشها المنطقة تكشف أن تنظيم «الاخوان» سقط في الفخ الذي تم وضعه لهم بإحكام في عام 2011م، فخلال عامين تم كشف الكثير من خلايا هذا التنظيم السرية على مستوى كل دولة في العالم، وخرجوا كاشفين عن وجههم الحقيقة في الأحزاب والمنظمات المدنية والجمعيات الخيرية وفي الجيش والأمن ورجال أعمال وأكاديميين وإعلاميين ومسؤولين وغير ذلك.
خيل لـ«الاخوان» أن الفرصة سانحة أمامهم لأخونة العالم شرقاً وغرباً.. وكان الطعم الذي قدّم لهم في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن مغرياً جداً عندما وجدوا السلطة تقدم لهم على طبق من ذهب وبدون انتخابات، وإنما عبر شرعية الفوضى.. نعم خرجوا من جحورهم واسقطوا كل الأقنعة وكشروا عن أنيابهم طمعاً ولهثاً وراء السلطة ونكثوا بكل المواثيق والعهود مع أبناء وطنهم وكل من تحالفوا معهم ايضاً.
أجزم اليوم أن التنظيم السري للاخوان المسلمين قد تم فضحه وكشف قياداته على مستوى كل دولة عربية، ومعرفة خلاياه الفاعلة في داخل كل مجتمع عربي على حدة.. وعلى المستوى العربي عموماً والدولي بشكل عام.
حقيقة لقد شكل الهلع والنهم الجنوني للاخوان على السلطة خطأً استراتيجياً وكارثياً على من وصل منهم إلى الحكم أو على التنظيم بعد فضح تركيبته الداخلية على مستوى الدول العربية أو على مستوى العالم، وموارده المالية وجمعياته واستثماراته وأبرز أنشطته وتمركزه في الجيش والأمن ومواقع صنع القرار في هذه الدولة أو تلك.
ولعل تلك النهاية التراجيدية التي واجهها الاخوان في العالم وتحديداً عالمنا العربي والاسلامي مؤخراً والتي انتهت ليس بالإطاحة بنظام مرسي في مصر بل بتجربة اخوانية أعد وهيأ لها تنظيم الاخوان العالمي عقوداً من الزمن..
ولقد كانت المأساة أن العالم وقف متفرجاً ومقتنعاً أن ذلك النظام الذي جسده مرسي وجماعته لا يختلف عن نظام طالبان في افغانستان.. فخلال عام من حكمهم لمصر كادت أن تدمر نهائياً مؤسسات أعرق دولة عرفها العالم في تاريخه.. وتعود بطريقة جنونية الى نفس أنموذج ليبيا والصومال.
لقد ظهر موقف العالم من اسقاط نظام الاخوان في مصر موحداً.. واستكثر كل الزعماء العرب والمسلمين وغيرهم عن الرئيس المخلوع مرسي بعث أية وساطة لإيجاد حلٍ للأزمة في مصر.. مؤمنين بأن الاخوان غير صالحين لأن يحكموا في الحاضر والمستقبل..
من جديد نقول لقد كشف الاخوان المسلمون خلاياهم بطعم كاذب.. لكن الثمن الذي دفعته الشعوب العربية كان باهضاً جداً.. لقد رصدت القنوات الفضائية خلاياهم والفيسبوك.. وساحات التغرير التي وتحت أكذوبة «الثوار» تم فضح خلايا الاخوان في الجيش والأمن وعلى مستوى الوزراء وكبار المسؤولين والدبلوماسيين وغيرهم.. هذا خلافاً لأولئك المخترقين للعمل المدني والذين ظلوا يترددون على السفارات، وهكذا نجد أن ما يسمى بثورة الربيع وفقاً لمخطط الشرق الأوسط الجديد لم تكن إلاّ مجرد طعم تافه لفضح خلايا الاخوان وبثمن بخس.