لحج نيوز/صنعاء:هشام سرحان - تتكرر الانتقادات للأعمال الدرامية اليمنية في مواسمها المختلفة من عام إلى آخر وتتشابه التشخيصات وفقا لصحفيين ومتابعين يرون أن النكهة السياسية والتعصب الحزبي يلازمان هذه الأعمال منذ اندلاع الأزمة السياسية في اليمن مطلع العام 2011م إضافة إلى الابتعاد عن هموم المواطن ومعاناته والذي بدوره ينصرف عن مشاهدة القنوات اليمنية إلى قنوات عربية .
مشاهدون ومتابعون انتقدوا ما عرض في الأيام الأولى لشهر رمضان الجاري من مسلسلات على شاشات بعض القنوات اليمنية رسمية وحزبية وخاصة.
وسخروا من محتوى وطريقة عرض بعض المسلسلات واصفين التغيير الذي طرأ على البنية والأفكار وطريقة الأداء بالتراجع المخيف للدراما اليمنية.
الإعلامية "الهام عامر"وصفت الأعمال الدرامية لهذا العام بالفاشلة فلا فكرة ولا سيناريو ولا أداء حد قولها ،مضيفة إن المتابع لهذه الأعمال ينتابه الشعور بالتخلف العقلي نتيجة الاستخفاف المتعمد بالمشاهد وعدم مراعاة رغباته.
الفنان سام المعلمي تحدث للمؤتمر نت –قبل مقتله يوم أمس الجمعة - عن الزخم الدرامي وتعدد الأعمال والجهات التي قامت بإنتاجها مشيرا إلى تعدد المنتجين من قنوات فضائية وشركات إنتاج والى التطور الحاصل في الأعمال المعروضة تاركا الحكم للجمهور اليمني لكن سام لم ينكر حجم التفاوت الحاصل بين هذه الأعمال في إشارة منه إلى ما هو جيد وآخر رديء.
من جهتها تحدثت مصادر صحفيه عن عزوف آلاف المشاهدين اليمنيين عن مشاهدة مسلسل "همي همك" بعد ثاني يوم من عرضه في نسخته الخامسة
وعزت المصادر هذا العزوف إلى عدم مشاركة بعض الممثلين بسبب خلافات مالية مع القناة المنتجة حول أجور بعض الفنانين واعتماد لهجة بدوية قريبة للهجة الخليجية في حوارات الممثلين وذلك في محاولة غير موفقة من قبل القائمين على المسلسل الذين سعوا وراء مخاطبة جماهير خليجية بينما تجاهل هؤلاء المقومات الثقافية للمشاهد اليمني .
البعد عن معاناة المواطن
وطبقا لمتابعين فان انحسار نسبة المشاهدين يعود إلى عدم توافر العديد من الشروط الفنية المتعلقة بالتصوير والرؤية الإخراجية وجودة الأداء والتغريد بعيداً عن قضايا المشاهد اليمني وهمومه .
سام المعلمي ممثل أدى العديد من الأدوار في العديد من المسلسلات اطرأ على مسلسل همي همك من ناحية الشكل والأداء لكنه انتقد ما سماه ابتعاد المسلسل عن مناقشة قضايا الإنسان اليمني ومعاناته .
وطبقا لحامد الصوفي (مشاهد) فالدراما اليمنية مازالت تعاني الكثير من القصور ولا تحظى بالمتابعة .
في حين ترى الهام عامر انه من المبكر الحكم على دراما هذا العام لكنها تتفق مع الانتقادات الموجهة لمسلسل "همي همك" والذي يبث حاليا على قناة السعيدة بقولها مش حلو خالص فمضمونه غير جيد والأداء فيه ضعيف مقارنة بما تعرضه الشاشات العربية من مسلسلات .
نيزان توفيق صحفي ومتابع وصف الدراما اليمنية بالهزيلة منوها انه رغم موسمية الدراما اليمنية وضآلة الإنتاج الدرامي اليمني من مسلسلات إلا أنها لا يرقى إلى المستوى الفني المطلوب والقادر على منافسة الإنتاج الحاصل في المنطقة العربية .
واستطرد نيزان ما يجسد في مسلسل "همي همك" خارج السياق المجتمعي الذي اعتاد عليه المشاهد اليمني، حيث جاءنا بلهجة ومضمون لا يتحدث ولايعبر عنا،وهو اقرب إلى بدو بلاد نجد والحجاز.
أغلبها كوميدي
ووفقا لإلهام وحامد ونيزان يغلب الطابع الكوميدي على كثير من الأعمال الدرامية اليمنية كهمي همك على قناة السعيدة وعيني عينك على قناة اليمن الفضائية الرسمية ودوت بم على قناة الساحات.
صورة سلبية
في الوقت الذي أصبح للدراما دورا في تقديم الوجه المشرق لبلد المنشأ
يتحدث متابعون عن الصورة السلبية والتي تعكسها الدراما اليمنية عن المواطن اليمني وذلك لدى العالم الخارجي وفيما يرى البعض أن هذه الأعمال تعطي صورة مشوشة وغير واضحة عن الإنسان اليمني،تقدم"الهام"تشخيصا لطبيعة الصورة السلبية المنقولة عن اليمني باعتباره صاحب مشاكل وإنسان عصبي وغير حضاري.
معوقات
تتقارب وجهات النظر حول الصعوبات التي تعيق الدراما في اليمن حيث تتحدث "الهام" عن الحاجة إلى كتاب سيناريو مؤهلين وموهوبين والافتقار إلى ممثلين محترفين إضافة إلى المعوق المادي والذي يعد الأبرز.
و يشير آخر إلى تحول الكثير من المنشدين والمسرحيين إلى ممثلين دراميين وبدعم حزبي وهذا ينعكس على طبيعة المنتج الدرامي وجودته .
ومن داخل أروقة العمل الدرامي يختصر الممثل سام الصعوبات التي تواجه الإنتاج الدرامي في الجانب المادي والذي يعد في رأيه سيد الصعوبات.
ورغم التفاؤل الذي بدا على أصحاب شركات الإنتاج تزامنا مع ظهور العديد من القنوات الفضائية في اليمن إلا أن العديد من هذه القنوات تشكو من قلة الدعم المالي المقدم لها في الوقت الذي يعزف رأس المال عن الاستثمار في هذا المجال مما يضاعف من حجم الصعوبات التي تحد من ازدهار الإنتاج الدرامي.
وهو ما يؤكده سام أن معاناة الممثلين زادت مع ظهور العديد من الفضائيات اليمنية والتي تفأل القطاع الفني بظهورها.
ويدعو الكثير من المهتمين القائمين على هذه الأعمال إلى الأخذ بكل الانتقادات التي توجه لهم إضافة إلى الحاجة إلى قيام الحكومة بإنشاء صالات للعروض وتنظيم مهرجانات وطنية.
ويسرد آخر حاجة الدراما الماسة إلى تدريب طاقم الإنتاج الدرامي في معاهد الفنون وان يأخذوا بمبدأ التخصص فلا يقوم المخرج بدور كاتب السيناريو،والمؤلف والمخرج والممثل في وقت واحد. |