بقلم/ محمد أنعم -
القادة الذين يصنعون التاريخ ليس لهم عيد جلوس كما يفعل الحكام «السفري»، بل التاريخ يتوقف بإجلال أمام التحولات الوطنية والتاريخية العظيمة التي اجترحوها لشعوبهم وبلدانهم بجدارة حملوا رايات الانتصار وقهروا قوى التخلف وكهنة القرون الوسطى.. وانطلقوا يشقون دياجير الظلام وجزر واق الواق حاملين آمال واحلام وتطلعات شعوبهم الى الحياة في العالم الجديد..
الزعيم علي عبدالله صالح سيظل ابرز القادة في تاريخ اليمن القديم والمعاصر.. فقد جمع عظمة ثورة بقيم ومبادئ عربية واسلامية تفوق مبادئ الثورة الفرنسية وحكمة وجسارة جورج واشنطن موحد امريكا وإصرار بسمارك بعد أن غير حركة التاريخ في اليمن ونقلها الى القرن الـ21 مختصراً كل مراحل التطور التي عرفتها البشرية..
الزعيم ترك السلطة في 21 فبراير 2012م ليحقق انتصاراً يمانياً جديداً يشيد به اليوم العالم، لكنه لم يترك اليمن ولن يتخلى عن شعبه او يدعه فريسة للوحوش الضارية التي خرجت من ادغال الجاهلية تكشر عن انيابها وتحاول اعادة الشعب اليمني الى القمقم وعهود الرق والعبودية .. فخلال ثلاثة عقود من الزمن عمل القائد علي عبدالله صالح ليس على اعادة تجميع اليمن كوطن ممزق قسمه الائمة والمستعمرون وتقاسمه الطغاة والمستبدون الذين حولوا شعب اليمن وارض الجنتين الى مقبرة وديار للاشباح والقتل اليومي .. لكن وخلال ثلاثة عقود اعاد الزعيم الاعتبار لليمن ولليمنيين بثورة بيضاء شملت مختلف مجالات الحياة .. ليس هذا فحسب بل لقد استطاع الزعيم ان يرسي قيماً ومبادئ عظيمة في حياة الانسان اليمني هيأت المجتمع للولوج الى مرحلة جديدة من تاريخه.. ولقد اكدت احداث 2011م ان علي عبدالله صالح اوجد لليمن قادة في كل قرية وبيت يواصلون بجدارة ووفاء وشجاعة السير في الدرب الذي سار عليه ..ومهما حاول الجاحدون والحاقدون ممن فقدوا مصالحهم ان يتنكروا لانجازاته العظيمة التي طرز بها وجه اليمن ، فلن يستطيعوا وقد جربوا ومارسوا العنف والارهاب من اجل ذلك ففشلوا وانهزموا وفضحهم الله على الملأ..
حتى عجلة التغيير التي يتحدثون عنها عجزت ان تتحرك لان لامجال امامها للسير إلا العودة الى نفس الطريق الذي شقه الرئيس الصالح .. فهذه مسلمات من سنن التطور لا يمكن القفز عليها او تجاوزها او الغاء صاحب الفضل الاول ..
ولان القادة الكبار يظلون اكبر بمواقفهم واسمى من أن تنال منهم متفجرات مسجد دار الرئاسة او حفنة سم اعدت لدسها في طعامهم اوغير ذلك ، فها هو الزعيم يعود لشعبه من جديد كطائر الفينيق ناسيا جروحه والامه وطعنات الغدارين والخونة.. عاد الى متاريس الوطن يعمل ليل نهار الى جانب رفيق دربه المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية من اجل سعادة شعبنا وتقدم ونهضة بلادنا..
هذا هو علي عبدالله صالح القائد الذي نفخر به اليوم ونمجده وهو خارج السلطة .. هذا هو الزعيم الذي لم يفرط به ابناء الشعب اليمني وهو في غرفة الانعاش .. انه قائد استثنائي مكنه الله من تغيير مجرى التاريخ ووهبه الحكمة والحنكة ليصنع انتصارات لشعبه حتى في اشد واصعب اللحظات التي يعتقد فيها خصومه انهم قد هزموه ، فيكتشفون انهم اصغر من ان ينالوا منه..
علي عبدالله صالح تاريخ من الامجاد الوطنية ..مشعل متوهج للحكمة موسوعة تحفظ ذاكرته تفاصيل اهم واخطر الاحداث الوطنية .. ماهر في خوض غمار الاحداث وتوجيهها الى الشواطئ الامنة .. كما انه قائد تنظيمي من الطراز الاول.
ليس سراً عندما نقول ان الزعيم يصنع قادة للوطن ويعيد زرع القيم النبيلة ويجسد اروع صور التسامح في وجدان الانسان اليمني الذي تعرض لطعنة غدر من قبل الانقلابيين والاخوان .. دائما همه المستقبل ..مشغول بترتيب اوراق الغد.. لذا نجده دائما يؤكد على طي صفحة الماضي كضرورة وطنية ودينية من اجل اليمن والشعب اليمني .. فاذا كان الزعيم قد عفا عن خصومه ولم ينتقص من قدر احد منهم قط وهو يمتلك القوة والسلطة، فإنه اليوم يجد ان من ناصبوا اليمن العداء اصبحوا في حالة يرثى لها فلا يجب الانشغال بهم .. بل على الجميع ان يقفوا صفاً واحداً ويدعموا الجهود التي يبذلها الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لإخراج اليمن من الازمة..
حتى عندما سقط الاخوان وخلع الشعب المصري مرسي من الرئاسة حذر الزعيم من خطورة تقليد ما حدث في مصر كما فعل الاخوان عام 2011م واكد على اهمية التمسك بالمبادرة الخليجية واليتها وان يعمل اعضاء وانصار المؤتمر واحزاب التحالف على انجاح الحوار الوطني وتبني رؤى وطنية شجاعة من شانها الحفاظ على امن واستقرار ووحدة اليمن وبما يلبي تطلعات الشعب نحو استكمال بناء الدولة المدنية الحديثة..