ينثرها قلم/ رائد الجحافي - على اذرع الهزيمة تسن ارتعاشات الليالي ميثاقها اللامتناهي، وينحني
الزفير متسللا بصمت نحو جوف الجبن، الذل ظل سيد الموقف، عنوة تشير نحو
صباحية الروح بأن الظلام استفاق، وأن النهار غادر على عجلة من أمره،
تتناثر في الزوايا صيرورة الهلع وارتجاجة هواجس التسابيح الهزيلة، وظل
الجميع ممن ازف العمر رحيلا في طقوسهم المنذورة ينتظرون قدوم الفزع
المجهول ليسارعون في وهبه ما بحوزتهم من بقايا مكر وخديعة اكتسبوها ذات
أمس عليل، ويقتاتون فتات المقت وشيء من وهم لا ينتمي حتى إلى إرتعاشتهم،
وفي غفلة من ذاتهم يتسابقون لتقديم النذور لآلهة الهزيمة يباتون لساعات
فيها يحتسون ثمن الوطن، وينهارون أمام واقع آخر جديد يأتي حاملا فكر تشيع
منه الشجاعة وتحصنه ثقة وإرادة، ليكن انطلاقة عهد جديد لا يعرف الانكسار. |